Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

السكر الأبيض يعرضك للمخاطر

 الإنسان بطبيعته يجذبه المذاق الحلو، “فطرالانسان في الواقع على حب الطعم الحلو”، هذا ما يؤكده معهد الحواس الكيميائية في فيلادلفيا.

وعند الحديث عن فترة ما قبل الولادة، يقوم الأطباء بحقن مادة حلوة المذاق الى داخل الرحم في فرط السائل الامينوزي، لجعل الجنين يبتلع المزيد من السائل، ما يعني ان الإنسان يحب الطعم الحلو، حتى قبل ولادته.

سوف نقوم فيما يلي بإجابة بعض أسئلتكم الهامة بخصوص السكر:

1- هل يؤدي تناول السكر إلى الإدمان؟

على الصعيد التطوري، يمتلك الانسان جاذبية طبيعية وقديمة للفاكهه الناضجة، حيث أنه يدرك صلاحيتها للاكل عن طريق مذاقها الحلو.

هناك من يفسر هذا الامر ليس فقط عبر مقارنة الطعم الرائع للفاكهه الناضجة مع الطعم الخالي من النكهة في الفاكهه الفجة، انما ايضا عن طريق الجاذبية الطبيعية لدى الانسان في البحث عن مصادر الطاقة، أي السعرات.

ولكن، هل جاذبيتنا الطبيعية والفطرية نحو أكل السكر هي مجرد شغف قوي؟ أم ربما يكون الأمر إدماناً حقيقياً يشمل التعلق الجسدي وأعراض الفطام؟

ما زال الخبراء غير متأكدين من إمكانية إدمان الناس على السكر، رغم الدراسات المختلفة على الحيوانات التي أثبتت احتمال حدوث هذا الأمر.

فقد أظهرت تجارب أجريت على حيوانات أن استهلاك كمية كبيرة من السكر ثم التوقف فجأة، يحدث تغيرات في مستويات الدوبامين (Dopamine) في الدماغ، تشبه أنماط انشطة الدماغ والتوازن الكيميائي لدى مدمني المخدرات.

خلافاً للمخدرات، لا يؤدي التوقف عن تناول السكر إلى مضاعفات جسدية شديدة، ولكن قد يعاني الذين لديهم شغف قوي ودائم للسكر من عرض واحد أو اثنين من أعراض التعلق عند توقفهم المفاجئ عن استهلاك السكر.

وكدليل على ذلك، هنالك العديد من الأشخاص الذين يواصلون استهلاك السكر رغم نصائح الأطباء بالتوقف عن استهلاكه بسبب مشكلة طبية، كذلك هناك المصابون بالسمنة الذين يستصعبون التخلي عن الحلويات اليومية.

2- هل من علاقة بين السكر والكوليسترول؟

وجد الباحثون علاقة بين استهلاك السكر والمستويات السيئة من الكوليسترول، أي أن هناك علاقة بين السكر والمستويات المنخفضة من البروتين الشحمي المرتفع الكثافة (HDL)، وهو الكوليسترول الجيد في الدم.

وقد وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، أن من تناولوا كميات كبيرة من السكر عانوا من:

ارتفاع في مستوى ثلاثي الغليسريد (الدهنيات) في الدم.

انخفاض في كمية الكوليسترول الجيد في الدم (HDL).

كشفت هذه الدراسة أن استهلاك كمية كبيرة من السكر يضاعف احتمال حدوث انخفاض في مستوى الـ HDL في الدم بثلاث مرات، وتؤدي الكميات المنخفضة من الكوليسترول الجيد إلى زيادة احتمال أمراض القلب.

في المقابل، وجدت لدى الذين استهلكوا كمية اقل من السكر كميات منخفضة من ثلاثي الغليسريد ومستويات مرتفعة من الـ HDL، التي قد تحمي من الاصابة بأمراض القلب.

3- هل يؤدي تناول السكر إلى الإصابة بمرض السكري؟

لا يؤدي استهلاك السكر أو حتى بدائله الصناعية -لا سيما المصنوعة من السكرالوز- في حد ذاتها إلى مرض السكري، ولكن أثبتت دراسة كبيرة العلاقة بين استهلاك المشروبات المحلاة وبين تطور داء السكري.

وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن السبب الحقيقي لتطور مرض السكري هو السمنة المفرطة نتيجة شرب المشروبات المحلاة، وليس السكر نفسه.

4- هل يؤثر تناول السكر على صحة الأطفال؟

يشدد أطباء الأطفال على أهمية الحفاظ على استهلاك معتدل للسكر لدى الأطفال، يجب علينا أن نتذكر أن السكر بحد ذاته لا يسبب المشاكل، بل تكمن المشكلة في السمنة المفرطة الناجمة عن تناول كميات كبيرة منه.

من المهم الانتباه إلى عادات تناول الطعام لدى الاطفال ومراقبة استهلاكهم للسكر، حيث أن لديهم ميل لاستهلاك كميات كبيرة من الحلويات والعصائر والمشروبات المحلاة والشوكولاتة وحبوب الفطور المحلاة وغيرها.

لا تؤدي هذه الأطعمة إلى حدوث السمنة المفرطة فحسب، وإنما قد تطور لدى الأطفال عادات تغذوية سيئة قد تزيد احتمال الاصابة بالسمنة المفرطة في المستقبل.

كذلك، فان الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة على ألعاب الحاسوب ومشاهدة التلفاز هم أكثر عرضة للسمنة المفرطة في سن مبكرة.

وفيما يتعلق بمسألة العلاقة بين أكل السكر والنشاط الزائد عند الاطفال، فلم يتم العثور على ادلة علمية لهذا الامر، رغم إبلاغ الأهل في بعض الأحيان بأن الاطفال ينشطون أكثر من المعتاد تحت تأثير السكر ومنتجاته.

5- هل لكافة أنواع السكر ذات التأثير؟

يظن العديد من “خبراء الطهي والمطبخ” لسبب ما، أن استخدام السكر البني أو العسل وغيرها من انوع السكر بدلاً من السكر الابيض، يكون مفيداً أكثر للجسم ولكن لا أساس لمثل ذلك الادعاء.

بصرف النظر عن الفوائد الصحية المحتملة لهذه المواد المضافة إلى السكر، فإن أساس السكر على مختلف ألوانه وأنواعه هو ذات الأساس وهو السكر البسيط.

عدد السعرات في السكر الأبيض هو نفسه في أي نوع من المحليات التي تعتمد على السكر، لكن مع ميزة واحدة محتملة لهذه المحليات وهي ان بعضها غني بشراب القيقب (Maple syrup)، العسل وغيره.

وعلى الأرجح، فان طعمها الحلو يكون اكثر قوة، الامر الذي قد يقلل من استهلاك كمية السكر والسعرات الحرارية الناجمة عن هذه المحليات.

يمكن استخدام المحليات الصناعية لاستهلاك سعرات أقل، ولكن مع مراقبة السعرات، إذ يشعر العديد من مستهلكي المحليات الصناعية أنهم “بذلوا ما في وسعهم”، فيبالغون في تناول الحلويات مع المشروب المحلى.

6- ما كمية السكر التي ينصح باستهلاكها؟

يتواجد السكر في غالبية الاغذية والمشروبات التي نستهلكها، من كعك وحلويات وغيرها، لكن مصدره الأساسي هو شرب كمية كبيرة من المشروبات المحلاة. لا يشكل السكر بحد ذاته خطراً، ولكن يجب السيطرة على الكميات.

وهذه الكميات الموصى بها:

تنصح النساء بالحد من السكر الى ما يصل 6 ملاعق في اليوم (8 غرام)، أي ما يعادل 100 سعرة حرارية.

بإمكان الرجال تناول ما يصل إلى 9 ملاعق سكر في اليوم (12 غرام)، اي ما يعادل 150 سعرة حرارية.

ولا تنسوا، علبة واحدة فقط من المشروب الغازي تحتوي على ما يقارب 8 ملاعق من السكر، اي ما يعادل 130 سعرة حرارية.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version