Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

في بلدنا المواطن أصبح مجرد رقم ..!!

عندما يتحول المواطن في بلده الى مجرد رقم فأعلم اننا نعيش في وطن تمكن منه المرض والسقم ، الحكومات التابعه لصندوق النقد الدولي رقّمت كل شيء في حياة المواطن الاردني .. فلم نعد عبادا على السليقة .. واصبح كل شيء في حياتنا مرقما ومشكلا من الجهات الاربعة بسياج لغوي مهيب كاننا رقم حياتي لا يعرف القسمة على اثنين قيدنا حيواتنا من كل صوب وحدب في حين ان حدود ذواتنا الداخلية لا تزال مهمشة ولست ادري كيف نسمح لانفسنا بالتبجح بالكمال الاجتماعي وبعض من دواخلنا لا تزال بلا اسقف وبلا اعمدة وبلا قواعد لا لغوية ولا ادبية ولا اجتماعية …احيانا ندعي الكبر ولا نملك حتى ابسط الدعائم التى تشد الازر … وهنا المح الى مفهوم السعادة العامة الاسرية والشخصية في اجل اوجهها البسيطة التي تولد مع المرء ولا تحتاج الى نواميس مقيدة لبهائها التلقائي التي ولدت معه .

هذا هو المواطن من وجهة نظرهم، هو مجرد رقم فى القوائم الانتخابية عند التصويت في انتخابات مزوره ليفوز مرشح فرضته المطابخ المعنية وهو رقم يشغل مساحة من المتر المربع فى مسيرة أو مظاهرة هلامية .. عزيزى المواطن أنت مجرد رقم حتى فى استطلاعات الرأى على المواقع الإلكترونية يتم الاستناد إليه للاستدلال على مدى شعبية رئيس الحكومة أو مدى رضا المواطن عن قراراتها .

يصل عدد الضرائب والرسوم المفروضة على المواطنين الأردنيين الـ 100 ضريبة ورسم تحت مسميات مختلفة وأقرب وصف يمكن أن نطلقة على الحكومات الاردنية بـ”الحكومات الجبائية”، أو الحكومات الضرائبية لانها وجدت في جيوب المواطنين “بترولا” لسد عجز الموازنة والمديونية ونفقات الدولة الجارية يضاف اليها ضريبة الاموال التي نهبها الفاسدين والمفسدين في البلد بعد أن شكلت الإيرادات الضريبية ما نسبته 83% من إيرادات الموازنة العامة .

ان هذه الأرقام تشير لعدم عدالة في فرض الضريبة التي يجب ان تكون تصاعدية حسب الدخل لان فلسلفة الضريبة هي تحقيق العدالة في توزيع الثروات، لتحقيق النمو الاقتصادي، لكن الحكومة الاردنية تتعامل مع الضريبة في عناوين وقطاعات محددة مثل النفط حيث يدفع المواطن بحدود 50% ضرائب على هذا القطاع ومثل هذا الرقم على الإتصالات وتبلغ حصة ضريبة المبيعات من موازنة المبيعات 3 مليار دينار اردني الجزء الأكبر منها يحصل من جيب المواطن، مقابل 800 مليون اردني لضريبة الدخل، ولا تنعكس هذه الضريبة على حياة المواطن كونها تعتمد على ضريبة المبيعات التي تستنزف جيوب المواطنين .

وعندما يصبح المواطن مجرد رقم فى شهادة الميلاد , مجرد رقم فى شهادة الوفاة , مجرد رقم فى بطاقة التموين , مجرد رقم في دعم رغيف الخبز ، مجرد رقم فى بطاقة الاحوال الشخصية , مجرد رقم في ملفات الأجهزة الأمنية , فاعلم أنك تعيش فى وطن جرفوا كل زراعاته , وجردوا كل خيراته , ونهبوا كل ثرواته , وهربوا كل ملياراته , وطمسوا معالم كل أبنائه , أغلقوا الأفواه , واستأصلوا العقول من الرؤوس , لقد تركوا المواطن مجرد رقم يعانى الألم والمرض والسقم ، هم لايريدون إنسانا , بل يريدون خيال مآته يصلبوه ممدد الذراعين وسط مزارعهم الشاسعة الواسعة ليهش عنها الغربان وأبو قردان . يريدون هيكلا خشبيا أشبه بالصنم بلاعقل يفكر به ، وبلا لسان يتحدث به , وبلا قلب يشعر به , وبلا أرجل يمشى عليها ، يريدون مواطنا شبحا فارغا أجوفا لايقدر على شئ كالعبد الأبكم الأصم الذي لايقدر على شئ..!؟..

أنت رقم فى زنزانة الفقر والجوع والعوز , أنت رقم شئت أم أبيت لأن تغيير اسمك الوظيفى عندهم أمر فيه استحالة ، أنت رقم بلاهوية وبلاعمل وبلا مستقبل ، لابد أن تعيش على المجتمع عالة ، لاتبحث عن عمل , ولاعن مستقبل , ولاعن كرامة , ولا عن عدالة ولاعن مأوى، لأنك قبلت أن تعيش مجردا من كل شئ حتى الثمالة، لماذا تصرخ..؟ لماذا تبكى وتولول..؟ لماذا تذرف الدمع مدرارا..؟ لماذا تتحدث بلغة لوكان كذا لصار كذا بأقل خسارة..؟ أنت لست إلا رقما فى سجلاتهم القديمة التى علا عليها غبار الزمن، ماعليك إلا ان تبذل قصارى جهدك لتزيل أكوام التراب لتقرأ رقمك صحيحا دون استشارة أو صلاة استخارة ، انت من أنت .. أنت رقم بلا قيمة تائه على السطر مائل بلا استقامة .

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version