Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الخطيب: القبول الموحد ليس كبسة زر

 كتب المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، مدير وحدة تنسيق القبول الموحد مهند الخطيب مقالا بعنوان “القبول الموحد ليس كبسة زر”، شارحا فيه آلية وخطوات تنفيذ القبول الموحد للجامعات الرسمية.

وتاليا ما كتبه الخطيب:

قد يتساءل البعض لماذا تحتاج وحدة تنسيق القبول الموحد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كل هذا الوقت لإعلان النتائج خاصةً مع التقدم الكبير في الحوسبة، والذي من المفترض أن يكون قد انعكس بشكل أفضل على عملية تنفيذ القبول الموحد، وهذا سؤال مشروع لكل من لم يعمل ولم يطلع على آلية تنفيذ القبول الموحد.

بدايةً نقول بأن عملية القبول الموحد مرتبطة بشكل رئيس بتاريخ إعلان نتائج الثانوية العامة في المملكة وكما لاحظ الجميع فإن عملية تقديم الطلبات بدأت بعد أيام معدودة فقط من إعلان النتائج واستمرت لثمانية أيام وهي مدة لا يمكن اختصارها نظراً لارتباطها بعدد الطلبة الذين يحق لهم التقدم بطلبات للقبول الموحد.

إن تنفيذ عملية القبول الموحد أشبه بمن يرسم لوحة فسيفسائية جميلة فلنا جميعاً أن نتخيل كم من الوقت والجهد سيحتاج لها الفنان حتى يظهرها بأبهى وأدق صورة تسر الناظرين، فالقبول الموحد ليس كبسة زر كما يشاع بل هو مجموعة من الخطوات التنفيذية المبنية على بعضها البعض ولا يمكن الإنتقال إلى خطوة دون أن تنفذ سابقتها، كما أن وحدة تنسيق القبول الموحد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لا تقوم بتنفيذ القبول الموحد بشكل ذاتي ومستقل بل إن هناك تشاركية في العمل مع عدة جهات مسؤولة عن المكرمات الملكية السامية والتخصيصات المختلفة الواردة في السياسة العامة لقبول الطلبة في الجامعات الأردنية الرسمية أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، وزارة التربية والتعليم، دائرة الشؤون الفلسطينية، مستشارية شؤون العشائر الأردنية، المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يتطلب الكثير من الوقت للتنسيق بين كل هذه الجهات، كما يتقدم سنوياً بطلبات للقبول الموحد آلاف الطلبة الأردنيين الحاصلين على شهادات ثانوية عامة غير أردنية سواءً عربية أو أجنبية مما يستدعي قيام الوحدة بجهد كبير في تدقيق بيانات هؤلاء الطلبة ومتابعتهم بشتى طرق الاتصال للحصول على وثائقهم لتدقيق بياناتهم من واقع هذه الوثائق حرصاً على مصلحتهم وتجنباً لالغاء طلباتهم وحرمانهم من المنافسة.

كما أن تنفيذ جميع أنواع المكرمات والتخصيصات الواردة في السياسة العامة للقبول والتداخلات التي تحدث بينها في كل مرحلة من مراحل التنفيذ وحرص الوحدة على تغليب المصلحة الفضلى للطلبة تحتاج إلى وقت وجهد ودقة، حيث تضمنت السياسة العامة للقبول توزيع المقاعد المقررة لعملية القبول على عدة فئات أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المقاعد المخصصة للطلبة أوائل المحافظات، وأوائل الألوية، والمقاعد المخصصة للطلبة المستفيدين من مكرمة أبناء العاملين والمتقاعدين من القوات المسلحة الأردنية، والمقاعد المخصصة للطلبة المستفيدين من المكرمة الملكية السامية لأبناء المعلمين، والمقاعد المخصصة للطلبة المستفيدين من المكرمة الملكية السامية لأبناء المخيمات، والمقاعد المخصصة للطلبة المستفيدين من المكرمة الملكية السامية لأبناء العشائر الأردنية في مدارس البادية الأردنية والمدارس ذات الظروف الخاصة، والمقاعد المخصصة للطلبة ذوي الإعاقة، والمقاعد المخصصة للطلبة المغتربين من حملة شهادات الثانوية العامة العربية، المقاعد المخصصة للطلبة حملة شهادات الثانوية العامة الأجنبية من داخل وخارج المملكة، المقاعد المخصصة للطلبة حملة شهادات الثانوية العامة في سنوات سابقة، المقاعد المخصصة لطلبة التجسير، وغيرها من التخصيصات وفئات الطلبة.

إن تحديد وتغيير موعد إعلان نتائج القبول الموحد ليس قراراً إدارياً يمكن أن يتخذه أحد المسؤولين في الوزارة بالسهولة التي يتصورها البعض، حيث أن إنجاز عملية القبول الموحد يحتاج من أربعة إلى خمسة أسابيع بعد إنتهاء عملية تقديم الطلبات، وهي مدة تمثل الحد الأدنى للوقت اللازم لعملية التنفيذ ولا يمكن تحت أي ظرف اختصارها علماً بأن عملية التطوير والحوسبة التي تمت في الأعوام الأخيرة على آليات تنفيذ القبول الموحد كانت سبباً في اختصار جزء كبير من الوقت اللازم لعملية التنفيذ وإعلان النتائج، فليست القضية قضية حوسبة بل قضية خطوات منظمة ومتتابعة لا يمكن الاستغناء عن أي منها.

وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشكل عام ووحدة تنسيق القبول الموحد بشكل خاص يستمرون بالدوام طوال أشهر آب وأيلول وتشرين الأول خلال أيام الأسبوع بما في ذلك أيام الجمع والسبت والعطل الرسمية ولساعات متأخرة من الليل وينعزلون عن عائلاتهم وحياتهم الإجتماعية في سبيل أن يقوموا بإنجاز عملهم على أكمل وجه وبأعلى مستوى من الدقة والشفافية وبدون أي أخطاء لأن خطأ واحد لا قدر الله قد يعني ضياع مستقبل طالب وهي تكلفة باهظة لا يستطيع أحد أن يتحملها.

وأخيراً نقول إن إعلان نتائج القبول الموحد على هذا المستوى العالي من الدقة والشفافية والعدالة، وما نتج عن ذلك من ثقة تولدت عبر السنوات لدى أبناء الوطن في دقة هذه النتائج يشفع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولوحدة تنسيق القبول الموحد أن تأخذ وقتها الكافي في تنفيذ عملية القبول الموحد.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version