الخزاعي يتوقع ارتفاع نسبة الجرائم الأسرية في الأردن إلى 50%
abrahem daragmeh
قال الدكتور حسين الخزاعي الخبير في علم الاجتماع، إن الجرائم الأسرية بمختلف أنواعها ستزداد بوتيرة متسارعة خلال الفترة القادمة، إذ أن الجرائم الأسرية حاليا تشكل 25% من اجمالي جرائم القتل في الأردن، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 50%.
وأوضح الدكتور الخزاعي أن ما يبرر هذا الاستنتاج، هو الزيادة الملحوظة في عدد القضايا المسجلة بالمحاكم الشرعية الابتدائية ومحاكم الاستئناف والمحكمة العليا الشرعية في عام 2021 مقارنة بعام 2022.
وأشار إلى أن عدد القضايا بلغ 88258 حالة في عام 2020 وارتفع إلى 107561 حالة في عام 2021، يضاف لها 33968 حالة مدورة من سنوات سابقة ليصبح العدد 141529 حالة، وهذا الارتفاع المتزايد مؤشر خطير جدا على وجود خلافات ومشاكل أسرية داخل المجتمع الأردني.
وبين أن أهم الأسباب التي تدفع إلى ارتكاب الجرائم الأسرية وخاصة القتل منها، تتمثل في عدم حل الخلافات الأسرية بين الازواج بسرعة وتأجيلها، ما يدفع إلى زيادة الخلافات وتعمقها وتجذرها والإصرار على ارتكاب الجريمة.
وأضاف، أن غياب الحوار الأسري بين ابناء الاسرة الواحدة وغياب التسامح والصبر والتخندق حول عدم التنازل والتعصب للرأي يزيد من تفاقم المشكلة .
وقال الخزاعي، “مع الاسف الشديد تعصب احد افراد العائلة نحو الاب او الام والوقوف بمساندة احدهما يشعر طرف الجاني بأنه ضحية لا يستطيع أن يرد عليها إلا بالقتل”.
وكشف أن من أهم الأسباب المؤدية للقتل هو وجود 22% من الأسر الأردنية الارباب فيها عاطلون عن العمل، مؤكدا أن البطالة والفقر تعتبر من الأسباب المؤدية إلى ارتكاب الجرائم هربا من عدم القدرة على سداد الديون او دفع التزامات الأسرة وتكاليف المعيشة ما يؤدي لارتكاب جرائم القتل.
اما السبب الذي يعتبر مشجعا لارتكاب جرائم القتل هو اعتبار الاسرة كيان خاص لا احد يستطيع التدخل به ولا يسمح لأحد التدخل به نهائيا إلا من طرف الزوج او الزوجة وهو جانب حساس يبتعد الاقارب من التدخل به إلا بطلب من الاسرة، وفق الخزاعي.
وأشار إلى أن ابناء المجتمع الأردني يفضلون عدم التدخل نهائيا بالاسر خوفا من التعرض للقضاء او الشهادة في المحاكم او اتهامهم بافساد الرابطة الزوجية.
وأكد أن تعاطي المخدرات داخل المنازل من مسببات ارتكاب الجرائم، إذ أن 20% من المتعاطين للمخدرات في الأردن يتعاطونها داخل بيوتهم، وفي حال فقدان السيطرة على انفسهم او تعرضهم للضغوط قد يدفعهم لارتكاب الجرائم الأسرية.
* الحلول
وشدد الدكتور الخزاعي على أن الحل يتمثل في عدم تأجيل حل الخلافات داخل الأسر الاردنية والتسلح بثقافة الصبر والتسامح والمحبة والتقرب من الابناء وتبادل المحبة والتعاطف ما بينهم.
وأوضح أنه في حال استمرار الخلافات بين الازواج، عمون على أحد الأطراف الابتعاد عن الاخر بالمعروف إما عن طريق الطلاق وهو ابغض الحلول او الهجر المؤقت خارج المنزل حتى يتم اصلاح ذات البين، مشيرا إلى وجود 20 ألف حالة طلاق في العام الماضي بالاردن.
ودعا الخزاعي إلى الاحتكام للعقل وانهاء الخلافات الأسرية بعيدا عن ارتكاب الجرائم واللجوء للقتل، والتعامل ما بين افراد الاسرة على احترام الاب ومكانته وجهده المقدم لافراد الاسرة وكذلك الام وعدم التعصب او التخندق مع اي طرف على حساب الاخر.
وأكد أن من يدفع ثمن جرائم القتل الاسرية في المستقبل هم في الدرجة الاولى الابناء الباقين على قيد الحياة من الاسرة، واقارب وأهل المجني عليهم والجناة، والجاني نفسه، حيث انه وبعد استفاقته من الصدمة يأخذه الندم وقت لا ينفع الندم.