الزرقاء – يعد موضوع التلوث البيئي في منطقة الظليل والمناطق المحيطة بها والناجم عن مخلفات مزارع الأبقار وتراكم الحيوانات النافقة من هذه المزارع بالإضافة إلى المخلفات العضوية الأخرى، من المواضيع المؤرقة في الظليل والزرقاء لما يخلفه من التلوث البيئي والبصري الذي يؤثر على سكان المنطقة والمياه الجوفية.
وقدمت بلدية الظليل مقترحا لإنشاء محطة لإنتاج الغاز الحيوي من خلال معالجة السماد العضوي وإنتاج الغاز الحيوي (بيو غاز) لحل مشكلة الطرح العشوائي للزبل “مخلفات الروث الحيواني” كوسيلة مثلى لمنع تطور هذا التلوث من أن يصبح كارثة بيئية يصعب السيطرة عليها لاحقا.
وقال رئيس البلدية المحامي نضال العوضات، خلال لقاء صحفي، إن كمية المخلفات اليومية الناتجة عن مزارع الأبقار والأغنام والدواجن تزيد على 400 طن يوميا، الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على البلدية وإرهاقا للموازنة بسبب كلفة الوقود، وصيانة الآليات، عدا عن تسرب الروث مع الأمطار إلى المياه الجوفية مما يلوثها.
واكد أن المنطقة تقع على حوض مائي الظليل، مبينا أن المنطقة تواجه مشكلة تملح مياه الزراعة بشكل كبير.
وأوضح أن الروث يتفاعل على وجه الأرض مما ينتج عن تحلله غازات الميثان والأمونيا وثاني أكسيد الكربون والكبريت، إذ تنبعث هذه الغازات لتلوث الهواء وتؤثر على طبقة الأوزون، ما يزيد من الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
وتابع أن الروث الحيواني غير المعالج يشكل بيئة خصبة لحياة الحشرات، حيث أن الحشرات تتغذى على هذا الروث ما يؤدي إلى تكاثر الذباب والبعوض المسبب للعديد من الأمراض مثل الملاريا.
ونوه بأن لجنة الاستثمار المركزية في وزارة الإدارة المحلية قامت بتوجيه البلدية إلى توفير أرض مناسبة لتنفيذ مقترح المشروع، لافتا إلى وجود مستثمر التزم بتوفير (20) دونما من أراضي مزرعة قصر الحلابات لغايات إنشاء المشروع، كون البلدية لا تمتلك قطعة أرض لتنفيذ المشروع، وتم الحصول على الموافقة من حيث المبدأ من قبل لجنة التراخيص المركزية منذ عام 2018.
وبين العوضات أن هناك العديد من المعيقات التي أخرت تنفيذ المشروع رغم استعداد المستثمر للبدء بالمشروع وإدارته بالشراكة مع البلدية التي تعتبر طرفا في هذا المشروع، داعيا الوزارة إلى المساعدة في إتمام المشروع وحل المشاكل التي أخرت تنفيذه.
ولفت إلى أن المساعدة تتمثل بتوفير الدعم المالي لغايات إنشاء مشروع استخدام الطاقة المنتجة من معالجة السماد العضوي والموافقة على مبدأ الشراكة مع القطاع الخاص، حتى تتمكن البلدية من السير بالإجراءات حسب الأصول.
وقال إن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، قامت بعمل دراسة للمشروع، وتم تزويد بنك تنمية المدن والقرى بهذه الدراسة، حيث أن المشروع يركز على نقل المخلفات بأنواعها إلى محطة الغاز الحيوي وفلترة الغاز الناتج عن التخمير للحصول على غاز الميثان النقي بالنسب المعتمدة، ومن ثم معالجة الغاز وضخه إلى مولدات الكهرباء، إضافة إلى إنتاج الكهرباء وربطها بالشبكة لاستخدامها بنظام العبور، ومعالجة المواد الناتجة في مصنع الأسمدة العضوية التابع للمشروع.
وحول فوائد المشروع، أكد العوضات، أن المشروع سيعمل على التخلص من مخلفات الأبقار بطريق المعالجة البيولوجية الآمنة والمعتمدة دوليا والتخلص من الحيوانات النافقة في مزارع الأبقار والمواشي الأخرى ومنع انتقال العدوى، والحد من انتشار الحشرات والقوارض التي تتكاثر بسبب المخلفات والحيوانات النافقة، اضافة إلى الحفاظ على المياه الجوفية من التلوث، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة من إداريين ومهندسين وفنيين وعمال وسائقين.
يشار إلى أن قضاء الظليل يقدر عدد سكانه للعام 2017 بنحو 80900 نسمة، ويوجد في المنطقة أكبر تجمع صناعي في المحافظة وهو مجمع الظليل الصناعي التنموي، كما يوجد في القضاء مجموعة من الشركات المهمة وجمعية مربي الأبقار التعاونية التي تبلغ عدد مزارعها 90 مزرعة ويوجد فيها 45000 رأس بقر، إضافة إلى وجود جمعية السلام وتبلغ عدد مزارعها تسع مزارع أبقار، ومزارع أخرى (أبقار،دواجن ،أغنام ) لشركات وأفراد من القطاع الخاص.
— (بترا) – عمر ضمرة