باقي يومان .. هل تمدد روسيا اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود؟
abrahem daragmeh
قال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما زال ينتظر ردا من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مقترح بتمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود إلى ما بعد يوم الإثنين.
وقالت مصادر أممية إن غوتيريش كتب إلى بوتين، يطلب منه تمديد اتفاق البحر الأسود مقابل ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام الدفع الدولي “سويفت”.
وآخر سفينة تبحر بموجب اتفاق البحر الأسود يجري تحميلها في ميناء أوديسا الأوكراني. ولم توافق روسيا على تسجيل أي سفن جديدة، منذ 27 يونيو الماضي، وسينتهي أجل سريان المبادرة، يوم الإثنين 17 تموز الجاري، إن لم توافق موسكو على تمديدها.
وهددت روسيا مرارا بالانسحاب من اتفاق الحبوب، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا وأبرم، في يوليو عام 2022، بسبب عدم تلبية مطالب تتعلق بتصدير منتجاتها من الحبوب والأسمدة إلى الخارج. وأوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم.
وصدرت أوكرانيا بموجب الاتفاق أكثر من 32 مليون طن من الذرة والقمح والحبوب الأخرى. وشكت روسيا من عدم وصول ما يكفي من تلك الحبوب إلى الدول الفقيرة، لكن الأمم المتحدة تقول إن تلك الدول استفادت من مساعدة المبادرة في خفض أسعار الأغذية بأكثر من 20 بالمئة عالميا.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين ردا على سؤال بشأن المفاوضات إن “المناقشات جارية، يجري إرسال وتبادل رسائل نصية عبر تطبيقي واتساب وسيغنال. نحن أيضا ننتظر ردا على الرسالة”.
وقال الكرملين، الجمعة، إن روسيا لم تدل بأي تصريحات بشأن تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود، بعد أن تسبب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في وقت سابق في خلط بشأن ذلك، حين قال إنه على اتفاق مع بوتين على وجوب تمديد الاتفاق.
ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن بوتين قوله، الخميس، إنه لم يطلع على رسالة غوتيريش التي يقترح فيها تمديد الاتفاق، لكن روسيا على اتصال بمسؤولين في الأمم المتحدة.
وحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، روسيا على تمديد وتوسيع اتفاق البحر الأسود، متهما موسكو باستخدام الاتفاق “كسلاح” بالتهديد بإنهائه.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي في جاكرتا “إذا كانت روسيا لن تنهي حربها العدوانية المروعة ضد أوكرانيا، فبإمكانها على الأقل تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود حتى يتسنى إيصال الأغذية إلى العالم، ولتظل الأسعار منخفضة، والإمدادات مرتفعة”.
ولإقناع روسيا بالموافقة على اتفاق البحر الأسود، جرى التوصل، في يوليو عام 2022، إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في نقل صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات.
وأحد المطالب الرئيسية لروسيا هو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت”. وقطع الاتحاد الأوروبي هذا الربط، في يونيو عام 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير من العام الماضي.
وقالت مصادر مطلعة على المناقشات، إن الاتحاد الأوروبي يدرس ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بشبكة “سويفت” للسماح بإجراء معاملات وتحويلات تتعلق بالحبوب والأسمدة.