Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

استطلاع: المستوطنون يدعمون استمرار العدوان رغم ارتفاع عدد شهداء غزة

 قال مستوطنون إسرائيليون إنه يجب على جيش الاحتلال ألا يتراجع عن محاولاته المستمرة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، على الرغم من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ورغم تزايد الخسائر في صفوف القوات وارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين في غزة.

ومر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأحد أكثر الأيام دموية في حرب غزة المستمرة منذ أكثر من شهرين يوم الثلاثاء الماضي، حيث قُتل ضابط كبير ضمن عشرة عسكريين، ليصل عدد القتلى إلى 115 وهو ما يقرب من مثلي عدد القتلى خلال الاشتباكات في القطاع الساحلي قبل تسع سنوات.

وبعد تدمير جزء كبير من القطاع، وتردي الأوضاع واستشهاد أكثر من 18500 فلسطيني في الهجوم الجوي والبري الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القصف “العشوائي” للمدنيين في غزة يفقد “إسرائيل” الدعم الدولي.

وأظهرت استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة تأييدًا ساحقا للعدوان على الرغم من ارتفاع كلفتها البشرية. وقال ستة مستوطنون تحدثوا إلى رويترز إن الوقت الآن ليس وقت التراجع، بغض النظر عن انحسار التعاطف العالمي الذي انعكس في قرار الأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

وقالت الباحثة في علم السياسة تامار هيرمان “شعور الناس هو أن هذا يشكل تهديدا لوجود (إسرائيل) ذاته”. ومضت قائلة إن الناس مستعدون لقبول مقتل مزيد من الجنود.

وقال المتقاعد بن صهيون ليفينجر متحدثا في القدس إن أعداء الاحتلال سيعتبرون أي فترة راحة في ملاحقة حماس علامة على الضعف.

وأضاف ليفينجر، وهو موظف سابق في مجال تكنولوجيا المعلومات “إذا لم نواصل هذه المعركة حتى النهاية، فصباح الغد سنخوض معارك في الشمال والشرق والجنوب وربما إيران. لذلك، ليس لدينا اختيار”.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يولي إدلشتين في مقابلة إنه على الرغم من التكلفة “الرهيبة”، فإن هدف العملية العسكرية التدمير الكامل للبنية التحتية لحماس في غزة.

وقالت حماس إن مقتل الجنود يوم الثلاثاء يظهر أن إسرائيل لن تحقق أبدا أهدافها الحربية. وأضافت “كلما زادت مدة تواجدكم… كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرون ذيل الخيبة والخسران”.

* “أضرار جانبية”

بعد توقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع في نوفمبر تشرين الثاني، قال أكثر من ثلاثة أرباع المستوطنين إنه يتعين استئناف الهجوم بدون أي تعديل يهدف لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين أو لتخفيف الضغوط الدولية، وفقا لاستطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

ولا تركز التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن الحرب على الخسائر في صفوف المدنيين في غزة بقدر تركيز التغطية الدولية. وقالت هيرمان إنه في حين تتباين وجهات النظر بشأن الضحايا الفلسطينيين تبعا للميول السياسية الإسرائيلية، فإن بعض الناس يشعرون بأن الخسائر البشرية ثمن مقبول مقابل الأمن في المستقبل.

وأضافت “هناك رغبة في الانتقام أولا، وبشكل رئيسي على اليمين. وعلى اليسار والوسط، يرون أنه أمر جانبي (مرتبط) بإنجازات الحرب… يُنظر إليه على أنه أضرار جانبية”.

ولا يعتقد سوى عشرة بالمئة فقط من الإسرائيليين أن الجيش المحتل يستخدم قوة نيران أكبر من اللازم، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته جامعة تل أبيب في أواخر أكتوبر تشرين الأول بين 609 أشخاص، بهامش خطأ قدره 4.2 بالمئة.

وقال آدم سافيل، أحد سكان القدس، والذي يعمل في مؤسسة أكاديمية غير هادفة للربح، إن إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وأضاف “شيء مروع أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين. لكن هذه حرب، وهذا ما يحدث في الحرب”.

* المحتجزين

علاوة على اعتقال أو اغتيال قادة حماس الذين خططوا لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، يهدف عدوان الاحتلال إلى إعادة المحتجزين الذين احتجزهم المسلحون ونقلوهم إلى غزة.

وتقول (إسرائيل) إن 19 على الأقل من المحتجزين المتبقين وعددهم 135 لقوا حتفهم، وتم انتشال جثتين هذا الأسبوع. وأُطلق سراح حوالي 100 من المحتجزين خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني.

ووضعت ملصقات بصور المحتجزين مع شعار “أعيدوهم إلى الوطن” على الجدران ومحطات الحافلات والمباني العامة في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.

وأظهر المستوطنون في الماضي استعدادا لتقديم تنازلات من أجل إطلاق سراح المحتجزين أو إنقاذ حياة جنودهم، لكن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو الحادث الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال، أدى إلى تشدد في الآراء.

وقال حوالي الثلث إن إعادة المحتجزين إلى الوطن هو الهدف الرئيسي.

وقالت هيرمان “في الوقت الحالي، لم نحقق الهدف الأول ولا الثاني… معظم الناس على استعداد للاستمرار حتى النقطة التي يتم فيها تحقيق واحد على الأقل من الأهداف الرئيسية”.

رويترز

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version