قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إن الأمم المتحدة ستواصل “الضغط” لإزالة جميع العقبات التي تعترض إيصال المساعدات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وإيجاد المزيد من نقاط إدخال المساعدات للقطاع المحاصر.
وأكد خلال مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في عمّان، أن الحقيقة تظهر أنه “لن يكون هناك حل إنساني مستدام في ظل حرب دموية كالتي هي حاصلة في غزة، مشددا على أن “لا شيء يبرر هجمات 7 تشرين الأول واحتجاز رهائن في غزة، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
ودعا إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال وفوري بهدف تحقيق وقف إطلاق نار إنساني، مؤكدا على أن “الحاجة ملحّة” لإيقاف الحرب التي وصفها العاملون في الأمم المتحدة بأنها “أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة”.
“التقيت عند معبر رفح الحدودي بجرحى فلسطينيين واستمعت مباشرة إلى موظفي الأمم المتحدة العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية وأخبروني أنهم لم يروا شيئا فظيعا مثل ما يحدث في غزة اليوم”، وفق غوتيريش، الذي أكد أن حجم وسرعة الموت والدمار في غزة في مستوى مختلف تماما.
وأشار إلى أن المجاعة بدأت تصيب الفلسطينيين في غزة، في وقت نجد فيه وعيا متزايدا في جميع أنحاء العالم بأن كل هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن ينتهي القتال الآن، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وأشاد غوتيريش بجهود الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، قائلا إن الأردن يشكل أوجه التضامن على أرض الواقع في العالم وأقوال الملك وأفعاله تؤكد أنه مناصر عالمي من أجل تحقيق السلام”.
كما أشاد أيضا بجهود الأردن في استضافة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، موضحا أن الأردن موطن لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الأردن في جهود استضافته لملايين الأشخاص المحتاجين.
وأكد أن زيارته للأردن تأتي في سياق زيارة تضامنية لتجربة الصيام مع المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، الذي من المفترض أن يكون “فترة احتفال ولكن ليس في هذا العام بسبب الدمار غير المسبوق والمستمر في غزة، فضلا عن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة”.
وأشاد أيضا بجهود الأردن لدعم خفض التصعيد في المنطقة، بما في ذلك في القدس الشرقية، وجهوده الدؤوبة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الجهود الشخصية التي يقودها الملك عبد الله الثاني وحكمته.
غوتيريش، أكد مجددا أنه “لا يمكن التوصل إلى نهاية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال حل الدولتين”، مضيفا أنه ينبغي أن تتحقق الاحتياجات المشروعة للأمن للفلسطينيين والإسرائيليين”، موضحا أن الهدف تحقيق التطلعات المشروعة نحو دولة مستقلة بالكامل وقابلة للحياة وذات سيادة، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة.
وشدد على أن “بديل هذا الحل سيقودنا لإطالة أمد الصراع إلى أجل غير مسمى، والذي أصبح يشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن العالميين ويشجع التطرف في كل مكان”.
ووجّه غوتيريش رسالة لمن يعارض حل الدولتين، قائلا إن “عليهم أن يذكروا البديل بوضوح، وكيف سيكون المستقبل مع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين في الداخل بدون أي إحساس حقيقي بالحرية والحقوق والكرامة، وهو الأمر الذي لا يمكن تصوره”.
وقال إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أنه سيستمر بالدفع من أجل تحقيق السلام.