Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الأردن يحتفي بيوم العلم .. قصة فخر واعتزاز

 يحتفي الأردن بالسادس عشر من نيسان بفخر واعتزاز بيوم العلم الأردني الذي رفع منذ 102 عام في الميادين وفوق المباني والمدارس ليزينها براية اختزلت حضارات وأمجاد العرب خلال مئات السنين.

وتعكس هذه المناسبة التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققه الأردن والدور الحيوي الذي لعبه في تحقيق تنميته وتطوره الاقتصادي والاجتماعي، حيث بدأ الاحتفال بيوم العلم الأردني في عام 2016، وتم اعتماده كيوم رسمي للاحتفال ومن أبرز الفعاليات التي قد تقام في هذا اليوم، تنظيم مؤتمرات وندوات تثقيفية حول أهمية العلم ودوره في التطور الاقتصادي والاجتماعي، وتكريم العلماء والباحثين الأردنيين الذين قدموا إسهامات مميزة في مجالات العلم والتكنولوجيا، إضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تعبر عن الفخر بالهوية الوطنية والتقدم العلمي في الأردن.

المؤرخ محمد يونس العبادي قال لـ عمون بهذه المناسبة: “في يوم العلم الأردني نستذكر رمزا من الرموز الوطنية الحاضرة في الوجدان العربي بعامة والأردني بخاصة كونه يمثل لهم النهضة العربية والثورة العربية التي فجّرها الشريف الحسين بن علي الهاشمي فهو رمز من رموز الاستقلال العربي ونهضتهم التي انطلقت من مكة المكرمة عام 1916م، والتي أعادت العرب إلى الساحة الدولية بعد غياب أكثر من (900 سنة) تسعة قرون، والأردنيون في مثل هذا اليوم يستذكرون تضحياتهم في سبيل القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية، فهو الفرح والفداء والوطنية والانتماء، فمع صدور القانون الأساسي في 11 تشرين الثاني عام 1928م (الدستور) جاء في مادته الثالثة مواصفاته والتي بقيت حتى اليوم”.

وأضلف، “إذ جاء في القانون الأساسي، أو ما يمكن تسميته بالدستور الأول، ما نصه “تكون راية شرق الأردن على الشكل والمقاييس التالية: طولها ضعف عرضها، وتقسم أفقياً إلى ثلاث قطع متساوية متوازية العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية قاعدته مساوية لعرض الراية والارتفاع مساوٍ لنصف طولها وفي المثلث كوكب أبيض مسبع حجمه ما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة التقاطع الخطوط بين زوايا الثلث وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة المثلث”.

وأضاف “للعلم الأردني أصول تاريخية، فعندما أعلنت الثورة العربية الكبرى في الحجاز 10 حزيران 1916م ضد العثمانيين بقيادة الشريف الحسين بن علي – طيب االله ثراه – أُبقى على راية دولة الأشراف ذات اللون الأحمر العنابي، المسمى أيضاً بعلم الشريف أبي نمي”.

ولفت الى ان هذه الراية “تمثل راية الاستقلال العربي عن العثمانيين، واستخدمت من قبل العرب بتوسع كعلامة على الولاء العربي، وبعث الشريف الحسين بن علي الى المندوب السامي البريطاني في مصر برسالة يعلمه فيها بعلم دولة الأشراف الأحمر، موضحا أن هذا العلم سوف يرفع على السفن العربية في البحر وعلى المدن والمصالح الأخرى وطلب إليه “أن لا تتعرض السفن البريطانية بسوء للقوارب العربية التي ترفع ذلك العلم”.

واكد “استمرت راية الأشراف علماً للنهضة العربية الكبرى لغاية 28 أيار 1917 م حينما نشرت جريدة القبلة نص الإرادة السنية الملوكية باعتماد راية الدولة الهاشمية: بأن تكون راية الدولة الهاشمية مؤلفة من الألوان الثلاثة المتوازية الأسود فالأخضر فالأبيض وأن يشمل الألوان الثلاثة مثلث ذو لون أحمر عنابي أما اللون الأسود فهو رمز راية فهو رمز راية العقاب وهي راية النبي – صلى االله عليه وسلم – المشهورة التي كان يتبرك كبار أصحابه رضوان االله عليهم بحملها في حروبهم وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين علي – كرم الله وجهه- بقوله عندما خاض (حصين بن المنذر) بهذه الراية المباركة:

لمن راية سـوداء تخفــق ظلها إذا قيــل قدمهت حصـين تقدما
ويقدمها المـوت حتى يزيرها حياض المنايا تقطر الموت والدما

وتواصل الإرادة السنية القول: “لقد اتخذت دولة بني العباس السواد شعاراً لها حتى عرفت به وعرف بها، واللون الأخضر الذي بين السواد والبياض هو الشعار الذي اشتهر عن أهل البيت، عليهم السلام منذ أحقاب طويلة، والبياض أيضاً كان شعاراً للعرب في دور من أدوراهم، أما اللون الأحمر الذي شمل هذه الرموز الثلاثة يشكل مثلث فهو لون الأسرة المالكة الكريمة من عهد جدها ساكن الجنان الشريف أبي نمي إلى عهدنا هذا”.

وتابع “بهذا جمعت الراية الجديدة رموز الاستقلال العربي في كل أدواره التاريخية وابتدأ برفعها من تاريخ الإرادة السنية، وقد جاءت هذه الراية بتوافقٍ ما بين القوميين والشريف الحسين بن علي، ذلك أن الشريف الحسين بن علي حين تبنى اقتراح القوميين العرب برفع علم الثورة فإنه استخدم اللون الأحمر العنابي في زاوية العلم ليكون منه في موضع القلب”.

ونوه الى ان علم الثورة العربية الكبرى “رفع في حواضر العرب الممتدة في سوريا ولبنان والعراق، وحين أضيفت إليه نجمة بات علم المملكة العربية السورية، بقيادة الملك فيصل ورمزت النجمة إلى الدولة الأولى من دول الثورة العربية الكبرى، ورفعت المملكة العراقية لاحقاً ذات العلم، وهي الدولة الثانية من دول الثورة، مع إضافة نجمتين إليه، كرمز للدولة الثانية من دول الثورة العربية الكبرى”.

واختتم “استمر رفع العلم الأحمر العنابي إلى جانب راية الثورة العربية الكبرى، فقد حمله الأمير عبدالله بن الحسين – طيب االله ثراه- وهو في طريقه للاتصال بالسوريين بعد معركة ميسلون قادماً لشرقي الأردن، حتى بدأ استعمال العلم بصورته الحالية واعتمد بشكله الحالي بالقانون الأساسي الصادر عام 1928م”

من ناحيته، قال المختص بعلم النفس الدكتور عمر الفاعوري، إن الاحتفال بيوم العلم في الأردن يعتبر فرصة لتعزيز الولاء والانتماء الوطني بين الشعب الأردني، ورفع الروح المعنوية للأفراد والمجتمع.

وأضاف أن الأحداث الجارية في قطاع غزة أثرت بشكل كبير على نفسية ومشاعر الشعب الأردني لارتباطها الوثيق بالشعب الفلسطيني، والتي تعود إلى عدة عوامل منها القرب الجغرافي والثقافي والتاريخي، وهو ما ينعكس على نفسية ومشاعر المواطن.

وأكد الفاعوري ان الاحتفال بيوم العلم في ظل هذه الظروف يعد فرصة لتوحيد الشعب وتعزيز الروح المعنوية، والتأكيد على ان الاردن سيبقى صامدا بادارته الحكيمة وشعبه المتماسك، وسيبقى العلم الأردني شامخا في وجه كل من تسول له نفسه بالعبث بأمنه وأمن شعبه.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version