رصد – قال أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي، إن ما تقوم به الهيئة والقوات المسلحة هو ترجمة للموقف الأردني الراسخ والمستمر الداعم لأهل قطاع غزة.
وتابع الشبلي، خلال استضافته مع برنامج مسارات على شاشة التلفزيون الأردني، ان هذه المساعدات هي تنفيذ للتوجيه الملكي حول تقديم المساعدات الإنسانية الى جانب محاولات وقف العدوان بشكل كامل وعدم الذهاب للتصعيد، حيث يتأطر هذا العمل في جهد أردني ثابت ومستمر ويتم ترجمته بزيادة المساعدات وتكثيفها، وتسخير جميع الإمكانيات لمساعدة أهالي غزة.
وأضاف، أن منطقة شمال غزة كانت مقبلة على مجاعة قبل المساعدات الأردنية التي بحثت عن السبل كافة لتقديم المساعدات بحسب التوجيهات الملكية، خصوصا الانزالات الجوية التي بدأتها الأردن وما زالت مستمرة بها، إضافة إلى استمرار المساعدات عبر الطرق البرية والتي هدف الأردن من خلالها إلى تقديم المساعدات ومضاعفتها.
وأكد الشبلي أن سعي الأردن كان واضحًا وصريحًا، وتمثل بمحاولات فتح المزيد من المعابر لتسهيل دخول المساعدات بشكل أكبر، حيث كان معبر رفح لوحده لا يكفي، وبناء على تلك الجهود و”خدمةً للأردن”، تم فتح المعبر البري من جسر ملك حسين وصولًا الى قطاع غزة، إذ تم رفع حجم المساعدات بشكل اكبر لأن حجم المساعدات التي كانت ترسل قبله كان اقل من المأمول، مبينا أن الجهود الأردنية تسعى حتى اللحظة لرفع المساعدات أكثر وأكثر.
وأردف، أن المساعدات التي كانت تصل إلى غزة خلال الفترة الأولى كانت تصل بمساعدة المنظمات الدولية إلى 70 شاحنة خلال الأسبوع، اما اليوم فيتم إرسال 100 شحنة وما يزيد خلال اليوم الواحد، حيث وصل حجم المساعدات خلال الأسبوع الماضي الى 280 شاحنة خلال فترة العيد، وبالتزامن كانت تنفذ الانزالات الجوية بشكل مستمر، إلى جانب العمل داخل قطاع غزة، اذ تم توزيع 1717 طنًا من مادة الطحين بشكل مباشر من داخل القطاع، وتقديم الخدمة لما يزيد عن 500.000 مواطن من غزة ايضا بشكل مباشر ويومي عبر توزيع الملابس والوجبات والطرود الخيرية، إلى جانب المساعدات التي تذهب بشكل مبرمج ومنظم من خلال قوافل المساعدات وحتى المساعدات عبر رفح وعبر جميع المعابر حتى يتم إيصال المساعدات من جميع الجهات.
وأوضح الشبلي، انه وعند التحدث عن 100 شاحنة من المساعدات وقياسها بالمسافة تعتبر جهود عظيمة، حيث تنطلق الشاحنات من مستودعات الهيئة بمنطقة الغباوي وبتنسيق مع القوات المسلحة، وتعبر 21 كم على الشارع، حيث يتم اختيار التوقيت المناسب بعد منتصف الليل حتى تصل بسهولة ولا تتعرض الى الازمات، إضافة الى وصولها الى القطاع خلال ساعات الفجر لتصل بسهولة ويسر والى المحتاجين، وتم التركيز خلال فترة الأعياد على نوعية المساعدات المقدمة بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية وحجمها، منوها الى ان المساعدات “حملت رسالة حب حقيقية” من الشعب الأردني وأطفاله، فمبادرة القوات المسلحة ترجمت الرؤيا الملكية التي وجهت بتوصيل المساعدات الممزوجة بتعاطف وحب الشعب للأهالي في غزة، اذ يسعى الاردن بكل ما اوتي بقوة الى ايصال شعوره وتعاطفه مع الظروف التي بمر بها القطاع.
وكشف عن ان الاردن يتعامل مع وكالات أممية رسمية ومعتمدة لديها الخبرة والامكانية والقدرة في غزة على التعامل مع هذا الحجم من المساعدات، عبر قواعد البيانات المناسبة التي تستطيع من خلالها تنفيذ مشروع المساعدات بكفاءة وفعالية، كالأونروا وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، كلٌ بحسب الاختصاص، حيث ان هذه المنظمات لها مستودعات في القطاع ولديها القدرة على ايصال تلك المساعدات الى جميع مناطق القطاع.
وقال الشبلي إن العمل على تقديم المساعدات مستدام وركز على ارسال كميات كبيرة من الطحين، واعادة احياء عدد من المخابز التي عادت الى العمل في شمال القطاع، وايصال المساعدات الى وسط القطاع كذلك، اضافة الى انه سيتم توريد كمية من المساعدات الطبية والأدوية والمستهلكات الطبية، مشيرا الى وجود نقص كبير في المواد الاغاثية كالخيم وتجهيزات المنازل، حيث ستشمل المساعدات القادمة هذه النواقص.
وشدد على ان الأردن أرض خير، “استوعب خلال السنوات الماضية كل من ضاقت عليه الأرض”، وهو في علم الادارة أمر صعب بسبب البنية التحتية الصعبة، الا ان الخير في الأردن واهله جعلت الأمور بخير وأخرجت البلد واهلها من جمع الأزمات، وهو ما سيحدث خلال السنوات القادمة “بإذن الله، مبينة ان حجم المساعدات المقدمة من الشعب الى الهيئة ساهم بتقديم هذا الكم من المساعدات، اضافة الى المساعدات الدولية والاقليمية، حيث تم توقيع ما يزيد عن ال 35 اتفاقية التي تم توقيها وترجمتها الى ارض الواقع عبر المساعدات.
ولفت الشبلي الى الهيئة تعلم ما هي الاحتياجات الناقصة في القطاع عبر تواصلها بشكل مباشر مع العاملين داخل القطاع، حيث يتم ترتيب الاولويات وفق تلك الاحتياجات، وبدعم من القوات المسلحة وجميع فئات الدولة، مبينا ان حجم الجهد المبذول كبير من قبل الموظفين في الهيئة والقوات المسلحة، والذين يعملون على ترتيب تلك المساعدات والتأكد من وصول تلك المساعدات الى الاهل في قطاع غزة.
وبالتفاصيل، أوضح الشبلي ان حجم المساعدات منذ بدء العدوان على قطاع غزة وصل الى 962 شاحنة عبر الطريق البري، و52 عبر مطار العريش، فيما وصل عدد الانزالات سواء المباشرة او بالتعاون مع الدول الاخرى 269، فيما بلغ عدد الوجبات في رمضان الى ربع مليون وجبة، اذ تقدر حجم المساعدات ب 20 الف طن من المساعدات التي تم ايصالها، رغم امكانيات الاردن الصعبة.
وحول ادامة المساعدات، لفت الى ان الاردن فكر بحل خارج الصندوق عندما ارسل المساعدات بشكل مباشر عبر الانزالات، والتي حققت الكثير من الانجازات خصوصا في شمال القطاع، اضافة الى الجهود الاردنية عبر ادخال المساعدات عبر معبر كرم ابو سالم، مؤكدا وجود جهود كبيرة ومستمرة تسعى لفتح معابر اخرى وهو ما سعى له جلالة الملك عبر الاجتماع مع الدول الاخرى والتأكيد على ضرورة تقديم المساعدات الى اهالي القطاع رغم محاولات منع وصولها.
وشدد الشبلي على ان الموقف الاردني واضح رغم التحديات، فالهدف الاردني من المساعدات يتجاوز المهاترات والنثريات الاخرى، اذ ان العمل الواضح والجهد المنظم تم توظيفه من جميع الامكانيات السياسية والامنية والعسكرية لتقديم المساعدات والنتيجة التي تم تحقيقه “مرضية جدا” خصوصا في ظل حاجة اهالي القطاع الى علبة من الحليب الى الاطفال والتي تم تغطيتها بالجهود الاردنية.
واختتم، بأن جميع امكانيات الأردن مسخرة لرفع اكبر قدر من المساعدات سواء من الاردن مباشر او عبر مساعدة الدول الاخرى، وهو ما ستشهده الايام المقبلة.