Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

اميركا : الهجوم على رفح لم يتجاوز الخطوط الحمراء

 برر البيت الأبيض، الثلاثاء، الهجوم الإسرائيلي على رفح والمستمر منذ أسابيع، معتبراً أنه “لا يستدعي تغيير سياسات” واشنطن تجاه تل أبيب، وأضاف أن ما يحدث في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، “لم يصل بعد إلى مستوى عملية كبيرة”، موضحاً أن ذلك هو ما يمكن أن يؤدي إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.

وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: “لم نرهم يقتحمون رفح ولم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في أرتال وتشكيلات في شكل مناورة منسقة ضد أهداف متعددة على الأرض. هذه هي العملية البرية الكبيرة. لم نر ذلك”.

ورداً على سؤال بشأن توغل القوات الإسرائيلية إلى وسط مدينة رفح، قال كيربي: “ما أفهمه، وأعتقد أن الإسرائيليين تحدثوا عن ذلك، أنهم يتحركون على طول ما يسمى ممر فيلادلفيا، الذي يقع على مشارف المدينة، وليس داخل حدود المدينة”، وذلك بينما تؤكد التقارير توغل القوات الإسرائيلية والدبابات إلى وسط مدينة رفح.

وأضاف: “لم نر عملية برية كبيرة، وهذه الدبابات تتحرك على طول ممر أبلغونا من قبل أنهم سيستخدمونه على مشارف البلدة لمحاولة الضغط على حركة حماس”.

وزارة الدفاع الأميركية، أكدت أيضاً، أن واشنطن ما زالت تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح “محدودة”، إذ قالت مساعدة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، في مؤتمر صحافي: “ما زلنا نعتبر أن ما يجري في رفح، ما يفعله الجيش الإسرائيلي، محدود النطاق”.

وذكرت سينج أن الإدارة الأميركية لن تدلي بمزيد من التعليقات بانتظار إنجاز الجيش الإسرائيلي التحقيق في الغارة الإسرائيلية على مخيم النازحين، لكنها قالت إن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى “محادثات صريحة ومباشرة” مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما سيواصل مسؤولون أميركيون القيام به.

 وأضافت: “بالطبع نأخذ ما جرى في نهاية الأسبوع على محمل الجد. لقد رأينا المشاهد. إنها مروّعة للغاية”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن التحقيقات الأولية الإسرائيلية تشير إلى أن الضربة نُفذت بواسطة “أصغر قنبلة في ترسانتهم”.

البيت الأبيض: إسرائيل تلاحق حماس

وقال جون كيربي بشأن “مجزرة رفح” والتي أودت بحياة عشرات النازحين الفلسطينيين، الأحد الماضي، في غرب المدينة “لا أعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشكك في أنهم كانوا يحاولون ملاحقة حماس بطريقة دقيقة ومحددة”، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي في الواقعة.

وأشار إلى أن الهجوم الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “خطأ مأساوي”، لم يكن يرقى إلى مستوى العملية العسكرية واسعة النطاق التي حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها ستحمل عواقبها.

وقال في هذا الصدد: “نحن لا نؤيد، ولن نؤيد، عملية برية كبيرة في رفح، وقد كنا متسقين للغاية بشأن ذلك مرة أخرى. الرئيس جو بايدن أشار إلى أنه في حالة حدوث ذلك، فقد يضطر إلى اتخاذ قرارات مختلفة فيما يتعلق بالدعم. لم نر ذلك يحدث”.

“خطوط بايدن حمراء”

في السياق، قال بعض الخبراء والمشرعين الديمقراطيين، إن الغارة الإسرائيلية إلى جانب التقارير عن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى وسط رفح، الثلاثاء، تجاوزت بوضوح “الخطوط الحمراء” التي وضعها الرئيس جو بايدن، فيما حضوا الرئيس الأميركي على “الرد وفقاً لذلك”.

وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، لصحيفة “واشنطن بوست”: “إن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والكارثة الإنسانية المتفاقمة يوضحان أن إدارة بايدن يجب أن توقف المساعدات العسكرية الهجومية الإضافية لحكومة إسرائيل حتى نعلم أن جميع طلبات الرئيس، بما في ذلك ما يتعلق برفح والتوصيل العاجل للمساعدات الإنسانية، سيتم تلبيتها”.

وأضاف: “الشراكة يجب أن تكون طريقاً ذو اتجاهين، وليس شيكاً على بياض في اتجاه واحد”.

وقال منتقدو طريقة تعامل إدارة بايدن مع حرب غزة، بما في ذلك بعض الديمقراطيين، إن بايدن “قدم رسائل غير متسقة حول الرد الأميركي المحتمل على تصرفات إسرائيل، ولم يفرض عواقب ذات معنى على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو”.

بدوره، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية فرانك لوينستاين: “كان ردنا على ما يبدو هو إعادة الخطوط الحمراء إلى الوراء، حتى لا يتجاوزه أي شيء أقل من آلاف القتلى المدنيين الذين شهدناهم في خان يونس ومدينة غزة”.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version