– يصادف اليوم السبت الموافق 31 آب عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله، وحمل لها هذا العام أجمل تقدير بتقليدها من جلالة الملك عبدالله الثاني وسام النهضة المرصع لعطائها المتميز، ودورها الريادي في النهوض بالمجتمع الأردني وحرصها على خدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين.
وجاء ذلك بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش وتسلمه سلطاته الدستورية، حيث قال جلالة الملك في رسالة لجلالتها: “لا أكاد أحط في قرية أو أزور منزلاً إلا ليحملني أهلنا أطيب التحيات الممزوجة بالتقدير لجهودك في تنمية وطننا وزرع الأمل في دروب مستقبل أبنائنا وبناتنا، ولا أرى في عيونهم إلا المحبة الصادقة لزوجة ملكهم وأم ولي عهدهم”.
ومنذ ارتباط جلالة الملكة رانيا العبدالله بجلالة الملك، بدأ اهتمامها بالعمل لخدمة أبناء وبنات الأردن من خلال رعاية برامج ومشاريع ذات قيمة مضافة تكمل وتبني على ما تقدمه المؤسسات الوطنية.
وأطلقت جلالة الملكة عدة مبادرات لدعم جهود التعليم إلى جانب ما تقوم به الجهات صاحبة الاختصاص، واهتمت ببرامج تدريب وتأهيل المعلمين وقدمت للأيتام فرصة التعليم والتمكين، وسلطت الضوء على المتميزين من معلمين ومدراء ومرشدين لنشر التميز في مدارس المملكة كثقافة وممارسة.
ولم تغفل أهمية الأسرة كنواة المجتمع ولبنته الأساسية، واستشرفت ذلك بتأسيس مجلس وطني لشؤون الأسرة ليكون مرجعية وطنية داعمة لمكونات الأسرة الأردنية ووضع الاستراتيجيات اللازمة لذلك.
وفي عملها، حملت مؤسسة نهر الأردن ما تؤمن به الملكة لتمكين المجتمعات وبناء القدرات المؤسسية للجمعيات المحلية، فعملت على مشاريع لا تزال تقدم وتمثل نموذجاً يحتذى كمشروع تصاميم نهر الأردن ومشروع وادي الريان، كما تعمل المؤسسة بمشاريع خاصة بفنون الطهي المنزلي، ولدى مؤسسة نهر الأردن برامج لحماية النساء والأطفال من الإساءة، وبرامج لإعادة التأهيل والوقاية وممارسات الوالدية السليمة.
وفي عام 2013 انطلقت مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية لتكون مظلة تضم تحت إطارها مبادرات الملكة المعنية بدعم جهود التعليم، وفي عام 2014 أُطلقت منصة “إدراك” بهدف تحقيق نقلة نوعية في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم، وإثراء المحتوى التعليمي العربي على شبكة الإنترنت.
وفي حزيران 2009 أطلقت رسميّا أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بهدف تطوير برامج التدريب والتنمية المهنيّة للكوادر استجابة للاحتياجات التعليمية في الأردن بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام.
وفي عام 2005 أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا جائزة سنوية لتكريم المعلم في عيده تحمل اسم “جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز” ضمن احتفالات المملكة بعيد المعلم.
وفي عام 2003 أطلق صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بهدف تزويد الأيتام الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً، ممن تخرجوا من دور الرعاية أو يعيشون في المناطق الأقل حظاً، بالتعليم والمهارات.
ولتحسين البيئة التعلّمية في المدارس الحكومية بالشراكة مع القطاع الخاص وجهات مانحة أطلقت مبادرة “مدرستي” عام 2008 والتي عملت على إصلاح نحو 500 مدرسة حكومية في مختلف مناطق المملكة وساهمت بتوفير البيئة المدرسية الآمنة والصحية، وتنفيذ برامج تنمية المهارات اللامنهجية للطلبة وتعزيز العلاقة بين المجتمع المحلي والمدرسة، كما تم تنفيذ “مدرستي فلسطين” بعدد من المدارس الحكومية الأكثر احتياجاً في القدس الشرقية.
وفي عام 2007 تم افتتاح متحف الأطفال الأردن كمؤسسة تعليمية غير ربحية توفر أكثر من 150 معروضة علمية تفاعلية داخل قاعة المعروضات وفي الساحة الخارجية والمرافق التعليمية التي تشمل المكتبة واستديو الفن بالإضافة إلى البرامج التعليمية والمناسبات والعروض المتوفرة على مدار العام.
وتتابع جلالتها برامجها في التواصل مع الأهل خلال زياراتها للبوادي والقرى والأرياف في محافظات المملكة، وتحرص على لقاء شباب وشابات الوطن والاستماع لهم والاطلاع على تجاربهم في ريادة الأعمال والتطوع والأنشطة الخيرية وغيرها من المبادرات الفاعلة لهم.
وهذا العام استثمرت جلالة الملكة حضورها العالمي لنقل معاناة أهل غزة، حيث سلطت الضوء على أثر الحرب الإسرائيلية على غزة عالمياً ودعت إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وذلك خلال مقابلات تلفزيونية على قنوات أميركية ومشاركتها في جلسة حوارية ضمن المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في لوس انجلوس.
وأكدت جلالتها على أن فشل العالم بوقف الفظائع الإسرائيلية في غزة يشكل “سابقة خطيرة للغاية” لبقية العالم، وقالت حان الوقت أن يستخدم المجتمع الدولي – بما فيه الولايات المتحدة الأميركية – نفوذه السياسي لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات.
ونبهت إلى أن تصرفات إسرائيل ليست خيانة لأهل غزة فقط، بل هي في الحقيقة خيانة للضمانات التي تهدف للحفاظ على سلامتنا جميعاً.
ودعت المجتمع الدولي للضغط بشكل عاجل على إسرائيل لوقف العقاب الجماعي الذي يتعرض له أهل غزة، والكف عن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت عندما يُعتمد التجويع كسلاح حرب، فهذا عقاب جماعي، وهذه جريمة حرب، وعندما يتم تهجير سكان بأكملهم، فهذه جريمة حرب، لافتة إلى أنه “من الواضح جداً أن إسرائيل ليس لديها مشكلة في استهداف المدنيين، وأنها تستخف بقيمة حياة الفلسطينيين”.
بترا