Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الطراونة: التشخيص الطبي عبر السوشيال ميديا خطير ويعرّض الطبيب للمساءلة

– أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية وعضو مجلس نقابة الأطباء الأردنية، خطورة لجوء الأطباء والمرضى إلى منصات التواصل الاجتماعي لتبادل التشخيص أو تقديم الاستشارات العلاجية الفردية. وشدد الدكتور الطراونة على أن هذه الممارسة تشكل خرقًا واضحًا للمعايير المهنية، وتضع مقدم الرعاية الصحية تحت طائلة المسؤولية القانونية والمساءلة التأديبية.

الأركان الثلاثة الناقصة للتشخيص السليم
أوضح الطراونة أن أي تشخيص يتم تقديمه عبر الفضاء الافتراضي هو “تشخيص ناقص” يفتقر إلى أركان الطب الأساسية، التي لا يمكن استبدالها برسالة نصية أو صورة عابرة:

أولًا: السيرة المرضية المفصلة:
“لا يمكن بناء قرار طبي سليم دون أخذ تاريخ مرضي شامل ومطوّل، يغوص في تفاصيل الأعراض وتطورها والسجل الصحي السابق للمريض. هذه المعلومات الحيوية لا يمكن استخلاصها من تعليق سريع على (فيسبوك) أو (إكس) – تويتر سابقًا.”

ثانيًا: الفحص السريري:
“يظل الفحص السريري حجر الزاوية في الطب. تقييم العلامات الحيوية، والاستماع إلى الصدر، وتفحص الجلد، وتحديد مواضع الألم يدويًا، كلها أمور مستحيلة عن بُعد. وغياب الفحص يعني زيادة احتمالية الخطأ التشخيصي.”

ثالثًا: الاطلاع الموثق على النتائج:
“حتى عند إرسال صور التحاليل أو الأشعة، فإننا نفتقد القدرة على رؤية السياق الطبي الكامل للمريض، والتحقق من موثوقية هذه النتائج أو ربطها بنتائج سابقة، مما يعيق عملية اتخاذ القرار الدقيقة والمهنية.”

التسرع يؤدي إلى قرارات علاجية خاطئة
وأفاد الطراونة بأن طبيعة منصات التواصل الاجتماعي، التي تميل إلى السرعة وعدم التوثيق، تدفع إلى التسرع في الإجابة، ما يترتب عليه نتائج وخيمة.
وأضاف الطراونة: “هذا التسرع قد ينتج عنه قرارات علاجية خاطئة أو توصيات غير مناسبة، مما يعرّض المريض لخطر شديد. وقد يتم تفويت تشخيص حالة طارئة وحرجة تتطلب تدخلاً فوريًا في المستشفى، أو صرف دواء دون مراعاة لحساسيات المريض أو تداخلاته الدوائية الأخرى.”

المسؤولية القانونية: واجب الرعاية والمساءلة
وشدد الطراونة على أن الطبيب الذي يقدم استشارة فردية أو تشخيصًا عبر منصة عامة يضع نفسه في موقف قانوني حرج، مؤكدًا أن:
“بمجرد تقديم الطبيب لاستشارة موجهة لشخص بعينه، قد يُعتبر ذلك تأسيسًا لعلاقة الطبيب بالمريض، مما يوجب عليه واجب الرعاية الكامل. وبما أن هذا التشخيص قد بُني على معلومات غير مكتملة، فهو يعد إخلالًا بمعايير الرعاية المهنية.”

وختم الدكتور الطراونة تصريحاته بالدعوة إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة والحذر الشديد، قائلًا:
“يجب على زملائنا الأطباء الاقتصار على نشر التوعية العامة والمعلومات الصحية الموثقة عبر السوشيال ميديا، وتوجيه المرضى دائمًا إلى العيادات والمراكز الصحية لإجراء الفحص السريري اللازم. إن صحة المريض وسرية معلوماته مسؤولية مقدسة، والإهمال فيها يقود حتمًا إلى المساءلة القانونية والتأديبية.”

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version