الدكتور المومني: التدفق الهائل للمعلومات يتطلب وعيًا وتشريعات وحرية مسؤولة
الدكتور الحياري: نحن أمام مسؤولية فكرية ومجتمعية تتطلب تحليلًا عميقًا لدور الإعلام في تشكيل الوعي والرأي العام
الامم – مريم القطشان – رعى معالي الدكتور محمد المومني وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة، انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثاني بعنوان: “الخطاب الإعلامي في عالم متغيّر: الصوت والصدى” الذي نظمته الجامعة الهاشمية ممثلةً بمختبر تحليل الخطاب في كلية الآداب، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والسياسيين والإعلاميين من إحدى عشرة دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى الأردن، وسط حضور رسمي وأكاديمي وإعلامي حيث حضر فعاليات المؤتمر محافظ الزرقاء، وأعضاء اللجنة العليا للمؤتمر، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وقيادات من المؤسسات الإعلامية الأردنية إضافة إلى حضور عدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة. وقال الدكتور محمد المومني خلال مشاركته في الجلسةالحوارية الرئيسية: إننا نعيش زمنًا يشهد تدفّقًا غير مسبوق للمعلومات في التاريخ الإنساني، يحمل أحيانًا كمًّا من الأخبار الزائفة والمضلِّلة والكاذبة التي تُنتج بقصد التأثير السلبي على الرأي العام واستقرار المجتمعات. وأضاف: لمواجهة تحدي انتشار المعلومات المزيفة نستند إلى قوّة القانون التي وُجدت لخدمة المواطن وصون الحقيقة وحماية المجتمع إضافة إلى قوّة الوعي التي تبقى خط الدفاع الاهم في وجه التضليل ومحاولات التوجيه السلبية والنيل من استقرار المجتمعات. وأشار المومني الى أن الغالبية العظمى من الذين يلجؤون إلى استخدام القانون هم من المواطنين المتضررين من تدفق المعلومات الزائفة والمضللة. ودعا الإعلاميين ومؤسساتهم إلى الالتزام بواجبهم المقدّس، والتعامل مع مهنتهم بما يليق بها، والاستمرار بنشر رسالتهم النبيلة بما يخدم الحقيقة، وان لا يعطوا منبرا لمن يبث الاخبار المضللة وان يمارسوا دورهم بالتحقق منها، محذّرًا من خطر الشعبوية التي ينجر البعض ورائها طلبًا للتصفيق لا خدمةً للحقيقة. مشددا أنه كلما ارتفع مستوى الوعي في التعامل مع المعلومات المتداولة، كان المجتمع أكثر قدرة على التصدي للمعلومات المضللة والمغلوطة وخطاب الكراهية والمحتوى الخادع. وأضاف “لدينا مؤسسات إعلامية محترفة وأدوات نستطيع من خلالها توضيح المعلومات بطرق وأساليب مختلفة”، مشيداً بتجربة الأردن المتميزة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي تساهم في خلق حالة من الوعي المجتمعي لتمييز الأخبار الصحيحة من غيرها. ودعا وزير الاتصال الحكومي المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى “القيام بالواجب المقدس للبحث عن الحقيقة وتوضيحها” والتحقق من المعلومات قبل بثها. وأكد الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، على مسؤولية السياسيين والأكاديميين والإعلاميين في إعادة مصداقية الخطاب الإعلامي ووعيه وأخلاقيته، وتحويل الإعلام من أداة استقطاب إلى فضاء للحوار، ومن ساحة صراع إلى منصة للمعرفة، مما يستدعي تحليلًا عميقًا للدور المتنامي للإعلام في تشكيل الوعي الجمعي وصياغة اتجاهات الرأي العام، في زمن تتشابك فيه الحقيقة بالصورة، والمعلومة بالانطباع، والعقل بالعاطفة.وأضاف أن الإعلام أضحى أحد أعمدة الدولة الحديثة، وأداة فاعلة في بناء الوعي وتنمية المجتمعات، مؤكدًا الحاجة الملحة إلى خطاب إعلامي رصين ومسؤول، يستند إلى الحقيقة والمهنية، إلى جانب الحاجة إلى إعلام يُحسن الاستماع بقدر ما يُجيد الكلام، وينقل الصوت العربي والعالمي الرشيد، ويعبّر عن تطلعات الإنسان نحو العدالة والكرامة والتنمية والسلام.وأشاد رئيس الجامعة بالرؤية الثاقبة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، التي تؤكد الدور المحوري للإعلام باعتباره شريكًا في الإصلاح، وركيزة أساسية في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح والاعتدال، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف.وقال إن انعقاد هذا المؤتمر في رحاب الجامعة يأتي من إيمان راسخ بدور الجامعات في بناء الوعي، وصياغة الفكر النقدي، وتعزيز ثقافة الحوار، فالجامعة هي ميدان لإنتاج المعرفة التي تسهم في خدمة المجتمع وتوجيه مساراته.في الجلسة الحوارية الرئيسية ضمن المؤتمر التي أدارها الأستاذ الدكتور أمجد القاضي أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك، تحدث العين مصطفى الحمارنة الذي أكد أن تعزيز مهنية الإعلاميين هو السبيل لمواجهة الخطاب الإعلامي غير المسؤول، مشيرا إلى أن نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة في الفضاء العام هو ما يمنح الإعلام الأردني القدرة على التأثير الإيجابي، داعياً إلى أهمية الالتزام بالمعايير المهنية في إيصال الرسائل الإعلامية والتي تشهد شفافية عالية في بلدنا.وفي مداخلة للدكتور خالد الشقران رئيس تحرير صحيفة الرأي، أوضح أن تحليل الخطاب الإعلامي يشمل النصوص والصور والأفكار التي ينتجها الإعلام مما يتطلب تعزيز مهارات التحقق من المعلومات قبل نشرها، مشيدا بتجربة الإعلام الأردني المسؤول الذي يتميز بالدقة والموثوقية والتوازن، ويحرص على توافق محتواه مع مصالح الدولة العليا.وسلطت العين الدكتورة ريم أبودلبوح، الضوء على الخطاب الإعلامي الأردني الخارجي، مشيدة بالجهد الدبلوماسي الكبير الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مؤكدة أن الخطاب الإعلامي الأردني يتسم بالوضوح والثبات على المبادئ، ويتحدث بلغة واحدة داخلياً وخارجياً، ما يعكس صورة وطنية متماسكة وموقفاً سياسياً ناضجاً أمام العالم.وقال عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور يحيى العلي/رئيس المؤتمر: إننا في الجامعة الهاشمية نفاخر بمسيرتنا الأكاديمية والبحثية التي أرست دعائم التميز والابتكار، فالجامعة كانت وما تزال فضاءً رحبًا يحتضن الفكر النقدي والحوار البنّاء، وأضاف: لقد اضطلع مختبر تحليل الخطاب بدور ريادي في بناء رؤية معرفية متكاملة تُعنى بدراسة الخطابات بمختلف أشكالها واتجاهاتها وعلى رأسها الخطاب الإعلامي.وبيّن أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة تحولات الخطاب الإعلامي في ظل التغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية، بمشاركة خمسة وأربعين متخصصًا في تحليل الخطاب ضمن مجالات السياسة، والإعلام، والأدب، والثقافة، والاقتصاد، إضافة إلى الرقمنة والذكاء الاصطناعي.وكرّم الدكتور محمد المومني، أعضاء اللجنة العليا المنظمة، والمتحدثين الرئيسيين، والجهات الداعمة، تثمينًا لعطائهم وجهودهم النوعية في إنجاح فعاليات المؤتمر، كما شهد المؤتمر افتتاح فعاليات عرض البحوث العلمية باستخدام نظام الملصقات البحثية (Poster).وتناولت جلسات المؤتمر في يومه الأول ثلاثة محاور رئيسة، استعرض خلالها المشاركون أبرز التحولات التي يشهدها الخطاب الإعلامي في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية، ففي المحور الأول، ناقش الأكاديميون والباحثون الخطاب الإعلامي السياسي، مسلطين الضوء على دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، والفرق بين الخبر والرأي في تقارير المحطات الإخبارية، إلى جانب عرض مجموعة من الدراسات البحثية المقدّمة عن بُعد من باحثين خارج الأردن، تناولت تحليل الخطاب السياسي في الإعلام العربي والدولي.أما المحور الثاني، فركّز على الخطاب التربوي والاجتماعي والديني في وسائل الإعلام، حيث تناول المشاركون دور الإعلام الديني في ترسيخ الهوية الثقافية، وتجديد الخطاب الديني بما يواكب العصر، ومساهمته في التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة. وفي المحور الثالث، ناقش المتحدثون العلاقة بين اللغة والرقمنة والإعلام الجديد، متوقفين عند المفردات والاصطلاحات الطارئة في لغة الإعلام، والمنحى العامي في بعض البرامج، والظواهر التركيبية المستجدة، إضافة إلى أدوات الربط وأثرها في تماسك النصوص الإخبارية.وتتواصل فعاليات المؤتمر يوم غد، حيث من المقرر أن تشهد جلساته مناقشة مجموعة من البحوث والدراسات، كما سيُعقد في اليوم الأخير جلسة خاصة لإعلان التوصيات.الثلاثاء 4-11-2025

