نفى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب مساء الخميس، التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن إعلان أمريكي “قريب” حول خطة السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”.
وقال ترامب في تغريدة بموقع “تويتر” إن “التقارير حول قرب إعلان تفاصيل وتوقيت خطة السلام بالشرق الأوسط، مجرد تكهنات”، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود دعوة رسمية موجهة إلى رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس، لزيارة العاصمة واشنطن الأسبوع المقبل.
ويأتي نفي ترامب، بعد وقت قصير من كشف مصادر إسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، بصدد إصدار إعلان خلال الـ24 ساعة المقبلة، حول خطة “صفقة القرن”.
وذكر الصحفي الإسرائيلي باراك دافيد في تغريدة بموقع “تويتر” أنه “من المتوقع أن ينشر البيت الأبيض خلال الـ24 ساعة القادمة، إعلانا بشأن خطة ترامب للسلام”.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن البيت الأبيض يعتزم إصدار بيان حول خطة السلام في الشرق الأوسط “قريبا”، مشيرة إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن البيت الأبيض ينوي إصدار بيان بشأن خطة ترامب للسلام في الوقت القريب”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “من المتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء بينامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل خطة الإدارة الأمريكية لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني”.
وكان غانتس تعهد بضم مناطق غور الأردن والبحر الميت بالضفة الغربية المحتلة، عقب انتخابات الكنيست المقررة في 2 آذار/ مارس المقبل، متوقعا أن “يتم نشر خطة سلام الشرق الأوسط لإدارة ترامب قريبا”.
وجاء تعهد غانتس ردا على وعود أطلقها نتنياهو في الماضي، بضم مناطق (ج) وغور الأردن والبحر الميت، بما يشكل أكثر من 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، مبينا أنه “سيطبق القانون الإسرائيلي على جميع المستوطنات دون استثناء”.
وتحدث غانتس الذي كان يتجول في “غور الأردن” أن هذه المنطقة تعد “حاجزا دفاعيا لشرق إسرائيل في أي صراع مستقبل”، معربا عن رفضه لالتزامات الحكومات الإسرائيلية السابقة، والتي تحدثت عن إمكانية إعادة المنطقة إلى السيطرة الأردنية.
ولفتت صحيفة “هآرتس” إلى أنه “في الأيام الأخيرة ظهرت تقارير إسرائيلية تؤكد إمكانية قيام إدارة ترامب بإطلاق خطتها للسلام في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، تزامنا مع ذروة الحملة الانتخابية الإسرائيلية”.
وذكرت الصحيفة أن دبلوماسييين أجانب وخبراء في مراكز الأبحاث ومتابعين عن كثب للسياسة الأمريكية تجاه القضية الإسرائيلية- الفلسطينية، يشككون في مسألة طرح صفقة القرن، مؤكدين أن “البيت الأبيض نشر تلميحات سابقة بهذا الخصوص، ولكن الخطة بقيت في درج مكتب كوشنر، في انتظار لحظة أفضل للنشر”.
وفي سياق متصل، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في جميع أنحاء الضفة الغربية، تحسبا لإعلان “صفقة القرن”.
وتحدثت القناتان “12” و”13″ العبريتان، نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية (لم تسمهما)، أن البيت الأبيض سيصدر خلال 24 ساعة بيانا بخصوص نشر تفاصيل “صفقة القرن”.
وأوضحت القناتان أن ترامب دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “أزرق- أبيض” بيني غانتس، لزيارة واشنطن، الثلاثاء المقبل، للقائهما ووضعهما في إطار تفاصيل الصفقة، لنشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية.
ويؤيد نتنياهو وغانتس نشر الصفقة قبل الانتخابات الإسرائيلية، وهو ما اعتبر تغييرا في موقف غانتس الذي كان يعتبر نشرها قبل الانتخابات تدخلا فيها.
بدوره، أكد نتنياهو خلال لقائه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، أنه تلقى دعوة لزيارة واشنطن، للتعرف على تفاصيل “صفقة القرن”.
وقال نتنياهو إنني اقترحت اصطحاب غانتس، لاستثمار هذه الفرصة “العظيمة”، بحسب وصفه.