Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

صفة القرن: تمخض الجمل فولد فأرًا!

لا شك أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لصفقة القرن بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وغياب الأطراف العربية المعنية بشكل مباشر وهي السلطة الفلسطينية والأردن يؤكد أنها ليست صفقة لتسوية القضية الفلسطينية وفقا لشروط الحل العادل، بل أنها صفقة لتصفية القضية الفلسطينية وفقا للشروط التي أرادها نتنياهو وبالتالي فهي محتومة بالفشل الذريع ولا يمكن لها أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود في المنطقة.
ردة فعل الشعوب العربية والإسلامية تجاه الصفقة لم تكن في مستوى هذا الحدث الشنيع الذي يستهدف فلسطين.. الشعب والأرض: مهد الديانات والحضارات وأرض النبوات والكرامات ودرتها القدس الشريف.. اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومحط أنظار العالم بمختلف أعراقه ودياناته.
ولا يختلف اثنان على انحياز ترمب للكيان الصهيوني الغاشم وهو ما ردده بغروره المعهود، عندما أكد بأنه فخور بما قاله نتنياهو عنه بأنه أفضل رئيس أمريكي خدم اسرائيل، وعليه فهو أي ترمب غير مقبول كشريك محايد للتوسط لاحلال السلام العادل والمنشود في المنطقة.
إن إعلان صفقة القرن بهذه الصيغة المهينة وما تضمنته من تنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي أعترفت بها دول العالم والأمم المتحدة، يؤكد الحقيقة الراسخة بأن الولايات المتحدة عدو لكل القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين وأنها لم ولن تكن يوما شريكا محايدا ونزيها للتوصل الى التسوية العادلة المطلوبة.
وهنا أتساءل : ما هي جدوى هذه الصفقة التي ركزت على أن تكون القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل وبالسيادة الاسرائيلية على المناطق المحيطة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري وضم مناطق الأغوار ويهودية الدولة؟ وما هي جدوى هذه الصفقة التي تنكرت لحق العودة وحق تقرير المصير الذي أقرته جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة..
لقد أكدت وسائل الاعلام والصحافة العالمية أن ما أعلنه ترمب هو مجرد صفقة تخدم مصالحه ومصالح نتنياهو وأن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذه الصفقة الأحادية الجانب، بحسب ما أكدته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
أما صحيفة الغارديان، فقد أعربت تحت عنوان: «إدانة خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط» عن شكوكها في الخطة التي لم يؤخذ برأي الفلسطينيين حولها بل أنها لم تعرض عليهم. كما أكدت الصحيفة أن الخطة التي يفترض أن تكون جاءت لتحل خلافا استمر عدة عقود، فإنها تحقق جميع الأمنيات التي تطالب بها إسرائيل منذ عدة سنوات.
أما صحيفة التايمز فقالت إن خطة ترمب للسلام غير واقعية إطلاقا، في الوقت الذي شككت فيه وسائل الإعلام الأمريكية، في إمكانية مساهمة صفقة القرن في إحلال السلام بالشرق الأوسط.
صحيفة واشنطن بوست لفتت إلى أن الصفقة لم تستطع جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة واحدة، وأما صحيفة نيويورك تايمز فقالت أن ترمب كشف عن انحيازه الشديد لإسرائيل مبينة أن الخطة لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية مؤهلة على المدى البعيد. وأشارت أن ترامب أعلن عن صفقته في وقت يصارع فيه إجراءات عزله من منصبه، وكذلك بالتزامن مع الأيام العصيبة التي يمر بها نتنياهو جراء قضايا الفساد وإساءة الإئتمان التي تلاحقه في حالة فشله في تحقيق الأغلبية في الكنيست في الانتخابات البرلمانية المقبلة بما يؤهله لتشكيل الحكومة القادمة.
ولنرَ ما يخرج عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة للرد على الصفقة وخاصة ما يتعلق بالتمسك بمرجعية خطة السلام العربية. وأما الفصائل الفلسطينية فعليها أن تنحي خلافاتها وتوحد صفوفها لمواجهة هذا الواقع المؤلم وعلى السلطة الفلسطينية أن تبادر لإلغاء التنسيق الأمني مع الإسرائيليين نهائيا.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version