Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

هل يشهد العام الحالي نهاية حقبة نتنياهو؟

مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي في بداية شهر آذار/مارس المقبل، وهي ثالث انتخابات عامة في غضون سنة واحدة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو/ رئيس حزب الليكود اليميني المتطرف، يصارع معركة البقاء السياسي مع منافسه وخصمه اللدود بيني غانتس زعيم حزب أزرق_ أبيض.
لقد فشل نتنياهو في الحصول على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية للكنيست التي جرت في شهر نيسان/إبريل وشهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، (61 صوتا من أصل مقاعد الكنيست وهي 120مقعدا)، الأمر الذي لم يؤهله لتشكيل حكومة يمينية بأغلبية الأحزاب الفائزة.
وكان منافس نتنياهو، بيني غانتس ذي التوجه الوسطي اليساري قد حصل في الإنتخابات التي جرت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي على ثلاثة وثلاثين مقعدا مقابل واحد وثلاثين مقعدا لحزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو، وحصلت القائمة العربية على المرتبة الثالثة بثلاثة عشر مقعدا، متقدمة على حزب شاس الديني المتشدد الذي حصل على تسعة مقاعد، في حين حصل كل من حزب إسرائيل بيتنا القومي العلماني برئاسة وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان وحزب يهدوت هتوراة الديني المتشدد للأشكيناز على ثمانية مقاعد، كل هذه التطورات الدراماتيكية قلبت الطاولة على رأس نتنياهو وأصابته، فيما يبدو، بصدمة عنيفة بعد أن كان يراهن على نتائج تلك الإنتخابات لضمان مستقبله السياسي أولا ولضمان عدم ملاحقته قانونيا واقتياده للسجن بتهم استغلال منصبه وتلقى الرشاوي ثانيا.
ومن هنا فإن الانتخابات القادمة ستكون الأكثر شراسة وحسما وستكون الأنظار متجه، إلى القائمة العربية التي فيما يبدو أنها لن تدعم نتنياهو الذي اتخذ في الفترة الماضية سلسلة من الإجراءات الاستفزازية ضد فلسطينيي الداخل ومنها وصفهم بأنهم يشكلون تهديدا ديموغرافيا لدولة إسرائيل وقرار يهودية الدولة ونقل السفارة الأمريكية للقدس وضم الجولان وتعهده بضم مناطق الأغوار لإسرائيل في حالة تأهله لتشكيل الحكومة الجديدة وأخيرا إعلان ترمب ونتنياهو عن صفقة القرن التي رفضها الفلسطينيون بجميع مكوناتهم وأطيافهم السياسية.
ولا يختلف إثنان على أن غانتس ونتنياهو وجهان لعملة واحدة , وأن أيادي كليهما ملطخة بدماء الفلسطينيين وهم أصحاب الأرض الشرعيين، ولكن ما يهمنا في هذا المقام هو أن نتعرف على الوجه الآخر لهذه العملة, وهو وجه غانتس , وكما يقول المثل الشعبي فكل شيخ له طريقة, ولا أعتقد أن هناك طريقة أخطر وأسوأ من طريقة ذلك النتيناهو.
وهنا تجدر الإشارة الى أن المحللين الإسرائيليين يؤكدون أن نتنياهو يخوض معركة صعبة وقاسية وأن خروجه من الساحة السياسية ما هو إلا مسألة وقت بمعنى أن الانتخابات القادمة قد تشكل ضربة قاصمة له، حيث ستبدأ بعدها مرحلة الملاحقات القانونية بتهم تلقي الرشاوي وإساءة الأمانة والاحتيال.
ولمواجهة هذا الواقع المرير فإن نتنياهو سيسعى جاهدا، بكل تأكيد، لحشد قوى اليمين الاسرائيلي المتطرف للمشاركة في الانتخابات القادمة الذين يقدر المحللون السياسيون أن نحو 12بالمئة منهم لم يدلوا بأصواتهم في الإنتخابات الماضية فتصويت اليمين بكثافة لصالحه، يعني تأهله لتشكيل حكومة يمينية، كما يعني نجاته من الملاحقات القانونية وحصوله على الحصانة البرلمانية، إضافة إلى تمكنه من إسكات الأصوات المعارضة له في داخل حزبه الليكود..
الأيام القادمة ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات والسيناريوهات في المجتمع الإسرائيلي الذي تطغى عليه الميول والتوجهات اليمينية العنصرية المطلقة، وما هي إلا أيام قلائل وتظهر ملامح المرحلة القادمة في إسرائيل، وإن غدا لناظره قريب.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version