اختصرت “ا. م” طرقها في محاولة تحسين علاقتها مع زوجها، واختارت قتله أثناء نومه، إذ كان يتعنت في الإنفاق عليها وأولادهما طوال الوقت، وفق قولها أمام رجال المباحث بعد تنفيذ جريمتها.
قبل 12 سنة تزوجت القاتلة من المجني عليه بعد وصاية من أهلها رغم رفضها في البداية نظرا لأنه يكبرها بعشرين سنة، لكن أقنعها أهلها أنه مستقر ماديا وموظف في أحد المصالح الحكومية – يقول أحد أقارب القتيل لـ(مصراوي).
انتقل الزوجان إلى مسكنهما في شارع الشابوري بمنطقة شبرا، ورزقا بنجلهما الأول بعد عام من عرسهما ومن بعدها ولد وابنة آخرين. بدأ صاحب الـ55 سنة في تغيير معاملته مع الجانية، بعدما أضحى على عاتقه 3 أولاد وزوجة يتحمل مصاريفهم.
يوما بعد آخر قلل “ص. م” في إعطاء المال لزوجته حتى انقطع تماما فور بلوغه سن المعاش وتأجيره محل “بقالة” أسفل منزله “مابيدنيش فلوس خالص”، وحينما تطلب السيدة الثلاثينية مالا لمصاريف البيت يعتدي عليها بالضرب. حسب اعترافاتها أمام رجال المباحث.
ملّت الجانية من معاملة الزوج، قررت الذهاب إلى منزل أهلها تاركة له الأولاد لمدة عام، حاول الأخير أن يستميلها لكنها رفضت العودة معه، استطاع وسطاء حل الأزمة بين الزوجين وعادت القاتلة إلى عش الزوجية من جديد بوعد من المجني عليه بعدم الاعتداء عليها مرة أخرى، يشير قريب آخر للمجني عليه لـ”مصراوي”.
بعد أسبوع من عودتها ضرب المجني عليه زوجته مجددا بعد طلبها مستلزمات للبيت، فعقدت النية على قتله خلال نومه حسب قولها في الاعترافات.
الخميس قبل الماضي، استغلت القاتلة استغراق زوجها في النوم والهدوء السائد في المنطقة، حيث شارفت الساعة على الثانية بعد منتصف الليل، سحبت طفاية سجائر “رخام”، وتحركت بخطوات حثيثة على أطراف أصابعها حتى لا يشعر بها المجني عليه، وصلت غرفته ووقفت أمامه على السرير، هوت يدها من أعلى ممسكة بالطفاية على رأسه.
أحدثت الزوجة إصابة بالغة للخمسيني في رأسه، لكنها لم تكن كافية لإنهاء حياته، ولا تزال أنفاسه متلاحقة. أمسكت طرف جلبابه ولفته حول رقبته، وشدته بقوة حتى أسلم الروح، حسب تحريات مباحث القسم.
خرجت الثلاثينية من الغرفة مهرولة نحو الصالة، بعدما تحسست أصوات قدم صاعدة للشقة. في تلك اللحظة وصل نجلها الأكبر، صرخت في وجهه، وأبلغته أن والده فارق الحياة إثر ضربات من مجهول لتبعد الشبهة عنها.
تجمع أهالي المنطقة على أصوات الصراخ، واتصل أحدهم بشرطة النجدة ليبلغهم بالواقعة، وحضرت على الفور قوة أمنية وفريق من النيابة العامة، وبعد الفحص وسؤال أهلية القتيل وتضييق الخناق على الزوجة اعترفت بفعلتها.
تم نقلها إلى سراي النيابة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن المجني عليه، بينما ظلت أصداء الجريمة تسيطر على أهالي المنطقة وسط حالة من الذعر.