Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

هل يشهد العام الحالي نهاية حقبة نتنياهو؟ (2)

بقلم :عوض الصقر

بعد فرز أصوات الناخبين الإسرائيليين للكنيست والتي جرت في الثاني من الشهر الجاري، فإنه يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو قد خسر المعركة الانتخابية لإنه لم يحصل، هو والأحزاب المؤيدة له على أغلبية (61) مقعدا في الكنيست اللازمة لتشكيل الحكومة، وكل ما استطاع تحصيله كان (58) مقعدا ما يعني أن دولة الكيان متوجهة لاجراء انتخابات رابعة للكنيست خلال سنة واحدة.
وبحسب تأكيدات المصادر السياسيّة والحزبيّة فإنّ المُعارضة الإسرائيلية بدأت بإعداد مشروع قانون لعرضه على الكنيست لمنع نتنياهو من تشكيل حكومة كونه مُتهَّم بالفساد وتلقّي الرشاوي واساءة الأمانة.
وكضربة استباقية لإجهاض مشروع القانون، سارع نتنياهو باتهام غريمه اللدود، زعيم حزب أزرق-أبيض بيني غانتس بأنّه يسعى لسرقة الانتخابات بطرقٍ غيرُ مشروعة، لافِتًا إلى أنّ أكثرية الإسرائيليين من اليهود انتخبوه، وهو بذلك يعلن رفضه لهذه المبادرة والتي إذا تم تمريرها فإن رئيس الدولة لن يكلفه بتكشيل الحكومة.
ما يميز هذه الانتخابات أن القائمة العربية حصلت على 15 مقعدا مقابل 13 مقعدا حصلت عليها في الانتخابات الثانية التي جرت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي وهي بكل تأكيد لن تصطف الى جانب حزب الليكود اليميني المتطرف وزعيمه نتنياهو الذي اتخذ في الفترة الماضية سلسلة من الإجراءات الاستفزازية ضد فلسطينيي الداخل ومنها وصفهم بأنهم يشكلون تهديدا ديموغرافيا لدولة إسرائيل وقرار يهودية الدولة ونقل السفارة الأمريكية للقدس وضم الجولان وتعهده بضم مناطق الأغوار لإسرائيل في حالة تأهله لتشكيل الحكومة الجديدة وأخيرا إعلان ترمب ونتنياهو عن صفقة القرن التي رفضها الفلسطينيون بجميع مكوناتهم وأطيافهم السياسية.
وهنا تجدر الإشارة الى أن نتانياهو يمسك بمفاصل تحالف الأحزاب اليمنية والدينية، ولديه طلاسم السحر التي جسدت مقدرته على صرف نظر المجتمع الاسرائيلي عن قضايا الفساد وإساءة الائتمان التي تلاحقه الى الجنوح نحو اليمين المتشدد.. كما لديه المقدرة على إقامة تحالف قوي بين الأحزاب اليمينة المتطرفة، بما يضمن استمرار التماسك بين أحزاب الليكود وشاس ويهدوت هتوراه وحزب يمينا، وكأنهم حزب واحد بعدة رؤوس.
وما يؤكد نظرية جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف هو أن حزب العمل ذا الميول اليسارية والمقبول في الوسط العربي، حصل في هذه الإنتخابات على سبعة مقاعد فقط وهو الذي كان يحصل في السابق على (45) مقعدا.
كما أنهم بحاجة إلى أفيغودور ليبرمان زعيم البيت اليهودي الذي حصل على سبعة مقاعد، وبات يشعر أن الخلافات بينه وبين نتنياهو تتعمق وتتعقد، وتأخذ بعداً شخصياً انتقامياً وثأرياً، وأنه لم يعد قادراً على أن يلعب دور «بيضة القبان» في التشكيلة الحكومية، ولهذا فقد يقبل الاتفاق مع أحزاب يسار الوسط والقائمة العربية، لتشكيل كتلة برلمانية تعدادها 62 عضواً، تكون قادرة على تمرير مشروع القانون المشار إليه في الكنسيت بما يمنع رئيس الكيان من تكليف أي عضوٍ متهمٍ جنائياً، أو ماثل بسببها أمام القضاء.
فهل ينجح نتنياهو في الوقت المستقطع الأخير في الحصول على النصاب القانوني اللازم لتشكيل الحكومةٍ، وينجو بنفسه وينتقم من خصومه، ويصبح طالوت إسرائيل المنتظر والوصي المزعوم على الهيكل، أم أنه سيفاجأ بتهم الخيانة حتى من داخل حزبه، وسيجد من بينهم من يصوت ضده إلى جانب الساعين لعزله وتجريده وإقصائه عن المشهد السياسي.
الأيام القادمة ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات والسيناريوهات في مجتمع تطغى عليه الميول والتوجهات اليمينية العنصرية، وما هي إلا أيام قلائل وتظهر ملامح المرحلة القادمة في إسرائيل، وإن غدا لناظره قريب.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version