عمر الصمادي – جامعة فلندرز
مما لا شك فيه ان حديث الساعة هو فيروس الكوفيد١٩، فما ان تستيقظ في الصباح حتى تبداً تتابع الاخبار المتتالية عن مدى انتشار هذا الفيروس الخطير الذي أصبح يهدد كل مناحي الحياة. ان التبعات الصحية مهمة جداً ومحاولات احتواء انتشار المرض تتفاوت من دولة الى اخرى. احدى اهم هذه التبعات هو التعليم. حاليا يوجد ما لا يقل عن ٨٥٠ مليون طالب مدرسي حول العالم خارج الصفوف المدرسية وكل هذه الإجراءات هو لمحاولة كسر دورة انتشار عدوى هذا المرض الخطير.
كثير من الدول والمنظمات التعليمية والمدارس أصبحت تنظر الى التعليم الالكتروني على انه هو الحل الأمثل على الأقل في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم اجمع. وان كان المرض بذات حده غير مرغوب فيه، فان أحد فوائد هذه الجائحة لهذا الفيروس -العابر للقارات – هي الاهتمام المتزايد بالتعليم الالكتروني وتسابق المدرسين الى نقل دروسهم الى المنصات التعليمية المختلفة. لكن السؤال هنا ما مدى معرفة المدرسين (سواء معلمي المدرسة او الجامعات) في طريقة إعطاء الدروس وتصميم المناهج بحيث تقدم للطالب عن بعد؟
ان الدول غير المتهيئة لمثل هذه النقلة -او القفزة ان صح التعبير- سيجد معلميها صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد مما سيؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم وبالتالي على مستوى الطلبة او المتلقين.
سأحاول ان اضع في هذا المقال وسلسلة المقالات اللاحقة بعض الأساليب والنصائح المتبعة لتثقيف المعلمين عن أساليب التدريس اونلاين وكذلك شرح لبعض الأخطاء التي يمكن ان يرتكبها المعلم عن غير قصد اثناء عملية التعلم.
أنواع التعليم الالكتروني
ان تقسيمات التعليم الالكتروني كثيرة لكن هنا اود او أورد الأنواع من حيث طريقة الاعطاء. فهناك طريقة (التزامن) وهي إعطاء الدرس تزامناً مع وجود الطلبة على اجهزتهم في بيوتهم وهو أفضل طريقة لإعطاء الدروس عن بعد. والطريقة الثانية هي طريقة (غير التزامن) وهي التي يعدها الأستاذ ويسجلها صوتاً او صورة ويقوم الطالب بمشاهدتها.
ان طريقة التزامن إذا ما اعدت جيداً فإنها هي الطريقة الأفضل لإعطاء الدروس اونلاين وذلك لوجود عامل التفاعل بين الأستاذ والطالب وكذلك الطالب والمادة المعطاة والطالب مع الطلبة الاخرين. وكذلك وجود عامل (الربط) او ما يسمى engagement)) للطالب بحيث لا يشعر بالعزلة ويكون لديه شعور بالانتماء للمجموعة التعليمية من حوله.
ومن سلبيات هذه الطريقة انها تتطلب وجود المعلم والطلبة على منصة التعلم في نفس الوقت مما يقلل من اهم ميزات التعليم الالكتروني وهي ميزة (في أي مكان واي زمان) مما يفقد التعليم الالكتروني مرونته.
اما طريقة (غير التزامين) فهي مرنة جداً وتتيح للطالب ان يشاهد المادة سواء كانت فيديو او تسجيل صوتي او نص مكتوب في أي وقت يشاء وفي أي مكان. ويكون عيبها انه لا تواصل وتفاعل بين الطلبة والأستاذ في اثناء إعطاء المادة.
في المقال السابق تحدثنا عن نظرية (مجتمع التساؤل) وللتذكير هي قائمة على ثلاثة محاور أساسية هي: المحور الاجتماعي والمحور التعليمي والمحور الذهني. هذه النظرية ليست الوحيدة لكنها من اكثر النظريات انتشاراً وذلك لاستنادها الى نظريات التعليم العريقة والتي تقوم على مبدأ (التعاون الاجتماعي) (social collaboration) .