تتباين الآراء والمواقف بشأن أفضل الأجيال، التي تعاقبت على رياضة كرة السلة الأردنية منذ نشأتها العام 1937 وحتى يومنا الحالي، فقد شهدت لعبة السلة خلال فترة الثمانينيات أو ما تعرف بـ “العصر الذهبي”، نقلة نوعية على مستوى المنتخبات الوطنية، فيما شهدت فترة التسعينيات نقلة نوعية أخرى تمثلت بوصول منتخب الناشئين إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ السلة الأردنية العام 1995 في اليونان، بعد تحقيق المركز الثالث ببطولة آسيا.
وخلال فترة ما بعد العام 2000 وحتى يومنا الحالي، إنتقلت لعبة كرة السلة لخوض تجربة جديدة تمثلت بتطبيق نظام الإحتراف واستقطاب عديد النجوم للمنتخبات الوطنية من “الطيور المهاجرة”، بالاضافة إلى تجنيس اللاعبين، والفوز ببطولة أندية آسيا وكأس ويليام جونز مرتين، والتأهل لكأس العالم مرتين 2010 في تركيا و2019 في الصين.
“الغد” توجّهت بسؤال مباشر إلى عدد من اللاعبين القدامى والمدربين والإداريين، حول ميزة الأجيال المتعاقبة على رياضة كرة السلة، وسرد الفوارق بين آخر 4 أجيال بدءا من ثمانينيات القرن الماضي وحتى العام الحالي.
الصباح: المقارنة غير عادلة
يقول رئيس نادي الرياضي أرامكس ومندوب الاتحاد الدولي، أن جميع الأجيال المتعاقبة زرعت حب اللعبة وكتبت تاريخها، إلى جانب مساهمتها في تطوير وبناء مستقبل كرة السلة الأردنية، حيث أن جميع الأجيال تستحق الإشادة، والمقارنة بين الأجيال الأربعة غير عادلة لوجود العديد من الفوارق والمتغيرات.
ويضيف فادي الصباح – الذي سبق له تمثيل ناديي الأهلي والجزيرة والمنتخب الوطني الأول والمنتخبين المدرسي والعسكري فضلا عن تدريب منتخب السيدات والناشئات بالفترة من 1995-1997، وكذلك تدريب نادي الجزيرة أرامكس بكافة فئاته – أن: “استراتيجية وميزانية اتحاد كرة السلة في كل فترة، كانت تؤثر بشكل مباشر على نوعية وعدد المشاركات الدولية، لقد شاركت أجيال في البطولات العربية واخرى لم تشارك، حيث أن الميزانيات كانت تؤثر على نوعية الإعداد للمنتخبات الوطنية، فضلا عن حماس الاتحاد الرياضي العسكري للمشاركة ببطولة العالم العسكرية، وشغف الاتحاد الجامعي للمشاركة ببطولة العالم الجامعية، لكن اليوم هناك عزوف عن المشاركة في هذه البطولات”.
ويتابع: “استراتيجية الاتحاد الدولي من خلال التعديلات على قانون اللعبة، ومن ناحية طريقة التأهل لكأس العالم، تجعل المقارنة صعبة، حيث سارت اللعبة في تعديلات كثيرة منذ الثمانينيات بهدف زيادة سرعة اللعبة ولرفع مستوى التشويق والمتعة، ما ساهم بزيادة الزخم الهجومي للمباريات ورفع عدد النقاط المسجلة، حيث تشهد المباريات اليوم تسجيل 100 نقطة في المباراة الواحدة، بينما في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات كان معدل التسجيل 50 او 60 نقطة فقط، وهذا يؤثر على النقاط التي يسجلها اللاعب والفريق”.
وسلط الصباح الضوء على آلية التأهل لبطولة كأس العالم، بقوله: “قبل العام 2006 كانت بطولة العالم تضم 16 فريقا منها فريقين من آسيا، وبعد ثلاث دورات متتالية ارتفع عدد الفرق المتأهلة إلى 24 فريقا منها 3 من آسيا، وفي العام 2019 وصل عدد الفرق المتأهلة إلى 32 فريقا منها 8 فرق من آسيا، وهذا يؤكد أن طريقة التأهل إلى كأس العالم تختلف، وفرصة التأهل حاليا أسهل بكثير من السابق، وهذه التغييرات تجعل المقارنة صعبة نوعا ما بين الأجيال”.
وتحدث الصباح عن النقلة النوعية للجيل الحالي في التغطية الإعلامية وتطور وسائل النقل التلفزيوني والدور المؤثر لمنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى طريقة تقديم الإحصائيات وتقييم اللاعبين والإحتفاظ بالأرقام التي تختلف كثيرا عن المباريات السابقة التي لم يكن فيها تسجيلا، ما يجعل المقارنة صعبة، بقوله: “الجيل الذهبي بوجود الأخوين مراد وهلال بركات، ساهم باحتفاظ الأرثوذكسي باللقب لسنوات عديدة، إلى جانب مجموعة مميزة من اللاعبين أمجد الرشق ومنصور أبو صليح وبسام خضر، ومن الأهلي ينال قناش وعماد السعيد ويوسف زغلول ومروان معتوق، حيث تميزوا في الجيل الذهبي واحرزوا بطولات على مستوى عربي ونافسوا آسيويا وحجزوا مقاعدهم في المنتخب، لكن المشكلة أنه لم يكن هناك أي مجال للاعبين الأصغر سنا بأن يحلوا مكانهم، بسبب الفارق الكبير في المستوى”.
ويتابع: “الفترة الزمنية الثانية كانت تؤشر على جيل النهضة مع دخول الجزيرة أرامكس للساحة وكسر احتكار اللقب من القطبين الأهلي والأرثوذكسي، بالاضافة إلى دخول مجموعة من اللاعبين الصغار من الفرق الثلاثة، وهم كانوا المرحلة الانتقالية بين الجيل الذهبي وجيل كأس العالم 2010، كما أن نادي “فاست لينك” اقتحم جيل النهضة بميزانية عالية جدا واستقطب لاعبين من الخارج ساهموا في تطوير اللعبة بشكل كبير”.
ويسرد الصباح: “جيل كأس العالم 2010 هو الجيل الثالث الذي تميز باهتمام من الاتحاد بصناعة منتخب وطني قادر على التأهل للمونديال، فقد كانت هناك معسكرات طويلة للمنتخب الوطني، وكانت هناك تجربة ناجحة بتجنيس اللاعبين مثل إسلام وزيد عباس وضمهم للمنتخب الوطني واستعادة جنسية اللاعب جمال المعايطة واسامة دغلس وأنفر شاوبسوقة والمجنس راشيم رايت، بالاضافة الى اللاعبين الأردنيين أيمن دعيس وزيد الخص، الذين قادوا المنتخب الوطني بالعام 2010 إلى كأس العالم”.
وأتم: “الجيل الحالي يضم مجموعة من اللاعبين المميزين، أعتقد ان المحك الحقيقي ليس التأهل لمونديال الصين 2019، وانما التأهل للألعاب الأولمبية من خلال التأهل لكأس آسيا 2021 ومنها لكأس العالم 2023، كما أن التأهل لكأس العالم للفئات العمرية هو المحك الرئيسي، لأن التأهل لهذه البطولة يمر من بوابة غرب آسيا، والفارق الفني كبير بين الأردن ومنتخبات إيران ولبنان وسورية، لذلك نحن بحاجة إلى تخطيط سليم حتى نتجاوز هذه المشكلة”.
طه: بركات أيقونة السلة الاردنية
يشير المدرب سامر طه بأن حب لعبة كرة السلة تسلل إلى قلوب الأردنيين بسبب الجيل الأول، الذي كان يضم الأخوين مراد وهلال بركات ويوسف زغلول وعماد السعيد وسمير مرقص وجمال البحيري ووليد بدران وجهاد صليبا ومنصور ابو الطيب وغيرهم، لافتا أن هذا الجيل حقق نتائج مدهشة بعد فوزه بالعديد من البطولات العربية والقارية، فضلا عن مساهمته بنشر اللعبة، دون انكار فضل الجيل الذي سبقهم من اللاعبين جواد الرطروط وسعيد شقم وابراهيم الجعفري وعواد حداد ومحمد خير مامسر ومنتصر أبو الطيب وكثيرون، واصلوا دعمهم لكرة السلة من خلال توليهم عدة مناصب كرؤساء أندية أو رؤساء اتحادات.
ويحظى سامر طه بسيرة تدريبية مثالية، حيث يُعد اليوم مسؤولا عن الإحصائيات والتحليل للمنتخب الأردني الأول لكرة السلة، إلى جانب عمله رئيسا لقسم التربية الرياضية في مدارس الأكاديمية الدولية عمان، كما سبق له العمل مدربا للياقة البدنية بالنادي الأهلي وعضو الطاقم التدريبي لنادي زين وايضا مسؤول الفئات العمرية والأكاديمية لنادي زين ومدربا لفريق السيدات بنادي زين، إلى جانب عمله مدربا لناشئات النادي الرياضي ومدربا لفريق الرجال بنادي الفحيص ومساعدا لمدرب نادي الاتحاد وفريق السيدات بنادي الارثوذكسي، وعمله أيضا مساعدا لمدرب فريق الرجال بالنادي الأرثوذكسي الموسم المنقضي.
ويقول: “بعد حرب الخليج وعودة المغتربين، إنضم عدة لاعبين مميزين إلى المنتخب أمثال ناصر بشناق وكمال الحلو ورياض عايش، ما رفع مستوى الدوري الأردني والمنتخب الوطني وزاد من انتشار رقعة اللعبة، حيث كان هذا الجيل محظوظا بوجود رئيس اتحاد مثل عواد حداد، الذي اعتبره من أنجح رؤساء الاتحادات ليس فقط بالأردن، بل في الوطن العربي”.
وتابع: “ساهم نجوم اللعبة بنشرها، واعتبر مراد بركات أيقونة كرة السلة الأردنية وأحد أكثر أسباب انتشارها، فقد كان غيابه مؤثرا، تماما مثل الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بالنسبة للفرق التي يلعبون لها اليوم، لا ننكر إبداعات ناصر بشناق الذي يعد أحد أفضل اللاعبين، لكن الأخوين بركات كانا علامة فارقة لسلة الأردن والعرب”.
ويضيف: “الجيل الثاني كان امتدادا للجيل الأول، بعدما حافظ على صدارة كرة السلة الأردنية، لكنه لم يحققوا بطولات تذكر، بالوقت الذي استمر فيه تواجد بطولة الدوري بشكل منتظم وانضم ناد ثالث لينافس العريقين الأهلي والارثوذكسي وهو النادي الرياضي، بنجومه معتصم سلامة ومعن عودة وحسام لطفي وعلاء بلبيسي، كما برز من الأرثوذكسي أيمن دعيس وأشرف سمارة وإياد عابدين وغازي النبر ومن الأهلي زيد الخص وفيصل نسور ونهاد ماضي ونجوم آخرين”.
ويستطرد: “بعدها.. انخفض مستوى كرة السلة الأردنية خاصة بعد انسحاب النادي الأهلي، حتى جاء اتحاد اللعبة بقيادة المهندس طارق الزعبي وانضمام أول أندية الشركات نادي فاست لينك (زين)، يليه نادي العلوم التطبيقية والاتحاد، وهنا بدأ وضع اللاعب الأردني يتحسن على الجانب المادي، مع إنخفاض كبير بعدد الحضور الجماهيري للمباريات”.
وتابع: “تعاقد اتحاد السلة مع المدرب البرتغالي ماريو بالما، الذي قاد منتخبنا الوطني للتأهل إلى كأس العالم 2010، فيما قام نادي زين بإعادة بعض (الطيور المهاجرة) مثل سام دغلس وانفر شوابسوقة وجمال معايطة وفرانسيس، ليحصد كل البطولات المحلية والقارية، لعدم وجود منافس حقيقي على مستوى الفوارق الفنية والإمكانيات المادية”.
ويقول: “أعتقد أن هذه الحقبة الزمنية حقق فيها المنتخب والأندية أكبر عدد ممكن من البطولات، لكن ما يعيب هذه الفترة هو قلة الإهتمام بقطاع الناشئين، لتدفع كرة السلة الأردنية الثمن باهظا حتى يومنا الحالي”.
ويسرد: “بعد انسحاب زين ثم فرق العلوم التطبيقية والاتحاد، شهدت كرة السلة الأردنية ركودا، حتى انه لم تقم أي بطولة دوري إلى أن جاءت اللجنة المؤقتة برئاسة محمد عليان وانقذت السلة من (الموت السريري) وتمكنت من التأهل لكأس العالم بمهمه شبه مستحيلة مع وجود نجوم مخضرمين مثل محمود عابدين وأحمد حمارشة وموسى العوضي وزيد عباس، والشباب يوسف أبو وزنة وأحمد عبيد ومحمد شاهر والطيور المهاجرة مثل فريدي والدسوقي والمجنس القوي دار تاكر، كما نجحت اللجنة المؤقتة بتنظيم دوري قوي وإعادة الجماهير إلى المدرجات”.
وأتم: “عشقنا الجيل الأول الذي هو أساس كرة السلة الأردنية، حيث قوة الدوري والسمعة الطيبة لجميع اللاعبين جاءت بسواعد محلية (صناعة أردنية)، كما أننا فرحنا لإنجازات أندية الشركات وإن كانت بمساعدة الطيور المهاجرة والمحترفين والمجنسين والميزانية القوية، لكنني اتمنى التركيز على قاعدة الناشئين لإفراز جيلا قويا بالمستقبل، وإعادة أمجاد الماضي”.
النسور: أبرزوا لنا جيل الإنتماء
“أبرزوا لنا الإنتماء وعشق هذه الرياضة”.. بهذه الكلمات بدأ مدرب نادي الفحيص للسيدات فيصل النسور حديثه عن “الجيل الذهبي” الذي كان يضم الأخوين بركات ويوسف زغلول ومروان معتوق وعماد السعيد وسمير مرقص وجهاد صليبا ووليد بدران وأمجد طنبور، لافتا إلى أن هذا الجيل كان للعمالقة والأسماء الكبيرة.
ويعد فيصل النسور من اللاعبين المميزين الذين برزوا مع المنتخب الوطني لعشر سنوات خلال الفترة الممتدة من العام 1995 وحتى 2005، حيث كانت بدايته مع النادي الأهلي من خلال الفئات، ومع صدور قانون الاحتراف العام 2003 وتحرير جميع اللاعبين، مثل فاست لينك (زين) لموسمين، ولعب موسما مع الرياضي وآخر مع الوحدات وموسمين مع العلوم التطبيقية، قبل أن يعتزل لعب كرة السلة موسم 2008-2009.
ويقول: “هذا الجيل كان سببا لعشقي لعبة كرة السلة، لقد أبرزوا لنا انتماء وعشقا لهذه الرياضة، الانتماء كان موجودا بالماضي فقط، واليوم كل لاعب يحترف مع فريق آخر من أجل المادة فقط”.
وتابع: “الجيل الذهبي أحرز ذهبية الدورة العربية السادسة في المغرب عام 1985 وفضية الدورة العربية السابعة في سورية عام 1992، ونتذكر جميعا المباراة النهائية وبكاء اللاعبين مروان معتوق ويوسف أبو بكر وسمير مرقص بسبب الظلم التحكيمي، لكنني أعتقد أن أكبر انجازت هذا الجيل هي ذهبية البطولة العربية العسكرية في الامارات عام 1987، حيث كانت الجائزة عبارة عن سيف ذهبي ومن هنا جائت تسمية هذا الجيل، الذي برز فيه الأخوين بركات ولاعب السنتر ناصر بشناق”.
يتابع: “هم الأفضل بهذا الجيل، لقد عاصرت ناصر ولعبت معه في العام 1995 عندما شاركنا ببطولة أندية آسيا في ماليزيا وحصل ناصر حينها على جائزة أفضل لاعب في البطولة رغم وجود محترفين أجانب، كما أنني لعبت ضد مراد بركات مباراة واحدة عام 1992 لمدة لا تتجاوز دقيقة وخمسون ثانية وكانت المباراة النهائية، وفزنا باللقب آنذاك مع النادي الأهلي، بإختصار الانتماء هو أبرز ما يميز الجيل الأول”.
ويضيف: “الجيل الثاني الذي عاصرته لاعبا وكان يضم لاعبين بحجم فادي السقا ومعتصم سلامة ويوسف ابو بكر وأشرف سمارة ومعن عودة وحسام لطفي وزيد الخص ونهاد ماضي وأيمن دعيس وناصر بسام، كانت أبرز انجازاته حصد ذهبية بطولة الملك عبدالله الثاني والمركز الأول ببطولة قطر الدولية العام 2004، والعودة القوية في المباراة التاريخية أمام سورية بنصف نهائي الدورة العربية في عمان عام 1999، لقد استطاع جيلنا نشر اللعبة بشكل أكبر في الاردن بينما (الجيل الذهبي) اقتصرت مبارياته في قصر الرياضة”.
ويشير: “لعبنا في صالة الأمير حمزة وكانت مليئة بالجماهير، جيلنا تمكن من نشر اللعبة ورفع شعبيتها، كما أن جزءا كبيرا من اللاعبين كان منتميا للقميص لأن قانون الاحتراف بدأ في منتصف العام 2003، وخرج لاعبون من المحافظات”.
ويتابع: “كل جيل يعاصر الجيل الذي يأتي بعده، لقد جاء بعدنا جيل انفر شاوبسوقة وزيد الخص وأيمن دعيس وفضل النجار وسام دغلس وراشيم رايت ومحمود جمال وإسلام عباس وموسى بشير ووسام الصوص، وكانت أبرز انجازاتهم فضية العرب عام 2009 وذهبية بطولة المنتخبات العربية مصر 2007 والمركز الأول في بطولة ويليام جونز عامي 2007 و2008 وفضية آسيا 2011، وتأهلهم لكأس العالم 2010 للمرة الأولى، حيث بات اللاعب يعرف ما هو مطلوب منه، بعدما كانت بداية الإحتراف غير مشجعة ومجهولة”.
ويستطرد: “الإهتمام المادي كان موجودا على هذا الجيل الذي برز فيه راشيم رايت وسام دغلس وأيمن دعيس، كما أن الاتحاد كان داعما للمنتخب الوطني الذي أكمل عاما كاملا مع المدرب البرتغالي ماريو بالما للتأهل إلى مونديال تركيا وتقديم مستوى مميز، وهذا لم يكن ليتحقق لولا الدعم واهتمام اللاعبين بأنفسهم”.
وأتم: “التأهل لمونديال الصين يُعد أبرز إنجازات الجيل الرابع رغم نقص الدعم وغياب بطولة الدوري، قبل أن يتحسن الوضع مع اللجنة المؤقتة، لكن هذا الجيل حقق أول فوز ببطولة كأس العالم، كما أنني اتوقع لهذا الجيل أن يحاول دمج الإنتماء والشغف والعشق والشعبية والإهتمام بتطوير مستواه ليكون جيلا رائعا، لأن كرة السلة تتطور بشكل كبير لاعتمادها على المهارات، مع ضرورة إكسابهم خبرات ومهارات الأجيال المتعاقبة لرفع مستوى كرة السلة الأردنية”.
نهاد ماضي: فاصل مشترك بين الأجيال
يشير لاعب المنتخب الوطني نهاد ماضي – الذي سبق له تمثيل أندية الأهلي وفاست لينك (زين) والكلية العلمية الإسلامية والوحدات، قبل أن يختتم مسيرته السلوية مع العلوم التطبيقية عام 2010 – إلى وجود فاصل مشترك بين الأجيال الأربعة، بقوله: “كانوا يلعبوا من أجل اللعبة أكثر من المادة، هذه الميزة غير موجودة في آخر جيلين”.
ويضيف: “الأجيال الأولى لم تكن منفتحة على كرة السلة العالمية، لقد كانوا يلعبوا وفق الإمكانيات، حيث الفكر التدريبي والتمارين باتت مختلفة اليوم، دخلنا بنظام الحديد مع كرة السلة، وكنا نلعب من أجل اللعبة، لكن الجيل الماضي جاء من الخارج وقدم لنا فكرا مختلفا واستطعنا التأقلم، كانوا يلعبوا من أجل المادة فقط”.
ويتابع: “الجيل الرابع جيد ولا استطيع أن أظلمه، حيث أننا نشاهد مهارات وفنّيات ولياقة بدنية عالية، لكنهم لا يفهمون كرة السلة مثل الجيل الذهبي وجيل النهضة، اللاعب اليوم حافظ ولا يفهم الحركات التي كنّا نطبقها”.
ويوضح نهاد، أن الجيل الربع انظلم بسبب توقف كرة السلة الأردنية لمدة 10 سنوات، ليأتي هؤلاء اللاعبين ويجدوا أنفسهم امام مهمة تمثيل المنتخب والمشاركة بالبطولات الخارجية دون الفهم الصحيح لكرة السلة، لافتا: “فترة التوقف كانت في العمر الذي من المفترض للاعب أن يتعلم فيه، لكن نتيجة الظروف العكسية تجد اللاعب اليوم يحفظ مع امكانيات لكنه لا يفهم مع امكانيات”.
معتصم سلامة: الظروف خدمت “الجيل الذهبي”
يشير مدرب النادي الأرثوذكسي – الذي إقتحم عالم كرة السلة لاعبا عام 1991 من بوابة نادي الجزيرة أرامكس بعدما تغير اسمه عام 2001 إلى الرياضي ارامكس – إلى أن الجيل الذهبي كان يحظى بانجازات مثالية على الصعيد المحلي والآسيوي والإقليمي، غير أن الظروف ساعدته بعد غياب الفرق المنافسة بسبب الحروب والأزمات السياسية، حيث لم يكن وضع لبنان وإيران مستقرا، رغم أن العراق كانت منافسة شرسة.
ويقول: “لم يكن الجيل الذهبي يعتمد على الجانب المادي، وإنما الإنتماء واللعب بروح الجماعة في ظل الدعم الجماهيري، وفيما يتعلق بالجيل الثاني، فإن هناك جزء أنتجه منتخب الشباب الذي تأهل إلى مونديال اليونان، واستمر هذا الجيل على نهج الجيل الذهبي”.
ويضيف: “لم يكن الدعم المادي قويا ولم يكن يسمح بتجنيس اللاعبين المحترفين، ولم يكن هناك أي دعم مادي للمنتخب، واعتبر أن هذا الجيل أو هذه المجموعة هي الأبرز، حيث أن الخامات كانت قوية وهناك منافسة على جميع المراكز، فضلا عن ظهور أكثر من فريق ومنها الأرينا والوحدات”.
وتابع: “بالنسبة للجيل الثالث، الذي وصل إلى كأس العالم، فإنهم أكثر الأجيال حظا لعدة أسباب، أبرزها الناحية المادية ورفع مستوى الدعم وفتح باب الإحتراف ودخول نادي فاست لينك (زين) على خط المنافسة، وقرار التجنيس الذي أكسبنا لاعبا بحجم راشيم رايت، الذي كان يشكل جزءا كبيرا من المنتخب، ما ساعد بالتأهل إلى كأس العالم، لقد كانوا على قدر المسؤولية، والمدرب البرتغالي ماريو بالما كان نقطة الحظ لهذا الجيل”.
وأتم: “الجيل الرابع من أكثر الاجيال التي عانت ومرّت بظروف صعبة، بعد تدهور كرة السلة وغياب الجمهور، ورغم ذلك تمكنوا من الوصول إلى كأس العالم وهو ما اعتبره انجازا كبيرا، أثمر عن ولادة نجوم بحجم فادي ابراهيم وأمين أبو حواس ودار تاكر، الذين شكلوا إضافة نوعية لأنديتهم والمنتخب الوطني”.
معن عودة: تطورات نوعية
يقول معن عودة – أحد نجوم نادي الجزيرة أرامكس في حقبة التسعينيات، أن هناك ثوابت في رياضة كرة السلة من حيث المهارات الاساسية، وما يميز عصر أو حقبة زمنية عن الأخرى هو التكنيك في التدريبات.
ويضيف: “مع الوقت تطورت نوعية التدريب وطريقة إعداد اللاعبين، كما أن التحول الإلكتروني و”السوشيال ميديا” والنقل التلفزيوني، قدموا اضافة نوعية للجيل الحالي”.
ويسرد: “بدايتي كانت مع الجزيرة، لقد لعبنا ضد نجوم الفرق المنافسة في الجيل الذهبي وكانوا يساندوننا لتطوير مستوانا، لقد استطعت وزملائي حسام لطفي وناصر علاونة وايهاب قدومي ومعتصم سلامة كسر احتكار القطبين الأهلي والارثوذكسي وحصدنا اللقب العام 1997 وبقينا على خط المنافسة، وتم اختياري العام 1998 ضمن فريق نجوم العرب ضد نجوم NBA”.