برشلونة: قال خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، الاسبوع الماضي، إن كرة القدم الإسبانية تسهم بنسبة 3ر1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتوفر 180 ألف وظيفة.
وهذه أرقام كبيرة، وفي الماضي كان تيباس يحرص دائما على استخدام هذه الأرقام لتذكير غير المشجعين لكرة القدم بأهمية اللعبة.
ولكن في الأسابيع الأخيرة غطت هذه الارقام أعدادا أكثر أهمية.
وسجلت إسبانيا حاليا 22524 حالة وفاة من فيروس كورونا مع تشخيص 219764 حالة إصابة.
وأصبح من الصعب للغاية إقناع البلاد بأهمية الدور الذي تلعبه كرة القدم.
وعلى ضوء هذه الخلفية، يبدو أن الرياضة تقترب من وضع لافتات “مفتوحة للعمل” مرة أخرى هذا الاسبوع مع إجراء اختبارات لكل اللاعبين من المقرر يوم الثلاثاء المقبل قبل العودة للتدريبات في الرابع من أيار/مايو المقبل.
ولكن كشفت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية أمس الجمعة أن الرابطة كتبت لكل الأندية رسائل أعلنت فيها تأجيل إجراء الاختبارات مؤقتا، خاصة وأن الحكومة لم تعط الضوء لعودة اللاعبين للملاعب.
ورحب اللاعبون بهذا التراجع. وأوضحت رابطة لاعبي كرة القدم في إسبانيا أنها لن تسمح بالعودة إلا بناء على تعليمات السلطات الصحية .
ولخص إنياكي وليامز مهاجم أتلتيك بلباو ما يشعر به العديد من اللاعبين المحترفين في البلاد بقوله :”لا أخطط للعب مرة أخرى في الوقت الذي مازال فيه أناس يموتون”.
وقال ديفيد إسبينار مدير نادي بلد الوليد :”ما لا أحبه هو أننا ربطنا العودة المحتملة بالمخاوف الاقتصادية فقط”.
وقال سوسو، جناح فريق أشبيلية، لإذاعة “ماركا ” :” زوجتي الحامل بصدد وضع مولودها خلال ستة أسابيع. إذا حضرت للتدريبات، وأصيبت بالفيروس، وأصبتها هي الأخرى لن اسامح نفسي”.
وأضاف :”إذا كانت هناك مخاطرة ولو بنسبة واحد في المئة، فأعتقد أنه من الأفضل ألا نستكمل الموسم”.
ويريد تيباس إزالة هذا الخطر، من خلال وضع اللاعبين في الحجر الصحي- في فنادق الفريق، أو في مقر التدريب- بينما يتدربون ويلعبون ما تبقى من الموسم.
كما يريد تيباس إجراء اختبارات بشكل منتظم. ومن هنا تبدأ الخطة الأصلية يوم الثلاثاء المقبل.
ولكن اختبار اللاعبين يظل مثار شكوك لاسباب أخلاقية.
وعندما أرسلت رابطة الدوري اجهزة لإجراء اختبارات للأندية العشرين الناشطة في دوري الدرجة الأولى مع بداية الأزمة، رفضت بعض الأندية استخدامها.
ووقال لويس روبيالس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم :”يبدو لي أن مكانهم سيكون خاطئا خاصة إذا كان هناك أشخاص يحتاجونها. إنه يظهر عدم التضامن، بل إنه مناهض للوطنية”.
وطمأن سالفادور إلا، وزير الصحة، الناس أن كرة القدم لن تستثنى، وأضاف :”هناك أوامر من الوزارة التي تشير إلى الشروط التي يجب أن تجرى فيها الاختبارات”.
وفي منتدى عبر الانترنت قال تيباس :”لن نقوم بأي شيء مختلف عن الشركات الأخرى لضمان عودة آمنة للعمل حتى لا يصاب العاملون”.
وسيتم إجراء الاختبارات في نهاية المطاف، وتبقى رابطة الدوري مصصمة على أن الفرق ستعود للتدريبات وستلعب.
ولكن حساسية الموضوع لن تقل طالما أن عدد الوفيات، رغم انه منخفض الآن، إلا أنه لا يزال مرتفعا للغاية.(د ب أ)