Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

45 يوما لم يجد المرضى متبرعين بالدم فتناوب جنود الجيش على ذلك

تعطلت الحياة في الأردن منذ 45 يوما، وأعلن الحظر التام، لم يستطع أحد التبرع بالدم الذي يحتاجه يوميا مرضى يعانون من السرطان وغيره من أنواع السقام، فكان جنود الجيش على الموعد، يتبرعون بالدم يوميا طيلة الأيام الماضية؛ لتغطية النقص، فلم يكن وقوفهم على مداخل المدن هو الوحيد، بل إن دماءهم كانت أيضا جاهزة تخفف ألم المرضى كل يوم.
تنبهت الخدمات الطبية الملكية باكرا؛ لنقص وحدات الدم الذي قد يحدث بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وبدأت التخطيط في ظل غياب المتبرعين بسبب الإجراءات الاستثنائية، واتجهت نحو جنود الجيش وضباطه وقياداته برتبهم كافة، وزارتهم في وحداتهم العسكرية على الحدود، وسحبت من دمهم وحدات لتغطية أي نقص قد يحدث فهناك مرضى يئنون مع كل لحظة تأخير.
مدير مركز الأميرة إيمان في المدينة الطبية والمسؤول عن جميع المختبرات الطبية الملكية، العميد الطبيب وليم جلال حدادين، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنه ومنذ البداية تمت إدارة المشهد بتخطيط وإشراف مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، ثم قيادة الجيش والخدمات الطبية، وتم اتخاذ خطوات مدروسة لتأمين الدم لمن يطلبه ويحتاجه.
وأضاف أنه وفي بداية الحظر لم يأت متبرع واحد لتوفير وحدات الدم، والمتبرعون هنا يكونون أقارب المرضى في الأوضاع الطبيعية، ولذلك كان القرار بأن تنطلق الفرق الطبية إلى الوحدات العسكرية والكتائب التي تحرس الثغور؛ ليتم تأمين مئات الوحدات والتي غطت النقص الذي حدث في بنك الدم الوطني ووزارة الصحة، وهو دم جنود الجيش العربي الأردني الحاضر دوما في كل معركة ومهما كان شكل العدو فداء لهذا الوطن.
ولفت إلى أن وحدات الدم ينتظرها مرضى عديدون من بينهم مرضى السرطان، ومن يتعرضون للعلاج الكيماوي وغيرهم، لذلك كانت خطة الجيش محكمة في مواجهة كل ما قد ينجم عن الوباء الذي اجتاح العالم.
“لم يكن توفير الدم على أهميته الكبرى هو التحدي الوحيد أمام الفريق الطبي العسكري في مختبرات الخدمات الطبية الملكية” يقول الطبيب حدادين، بل إن هناك استعدادات بدأت منذ الشهر الأول من العام 2020 وعلى امتداد 120 يوما بعد أن علمت الخدمات الطبية بدء انتشار فيروس جديد في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي 2019 وسيصل الأردن في وقت ما.
وبين أن الكادر الطبي في المختبرات متخصص بتحليل العينات، والتي بلغت خلال 45 يوما الماضية، 5 آلاف عينة، تم فحصها وتحليلها وتقديم النتائج للجهات الطبية العليا، قام على تنفيذها 9 فنيي مختبر وطبيبين متخصصين بتحليل نتائج العينات، وتقاسموا الوقت على مدار 24 ساعة بنظام المناوبات، وقسموا أنفسهم قسمين من الصباح وحتى المساء، وقسم من المساء حتى الصباح، ليتم إنجاز كل العينات التي وردت.
وأضاف العميد حدادين أن الخدمات الطبية وفرت “كتات” الفحص على جهاز “بي سي آر”، ووقفت في خندق واحد مع وزارة الصحة التي وفرت “كتات” الفحص في البداية للخدمات، كان الهدف الوحيد هو أن نكون على مستوى الثقة التي منحنا اياها جلالة الملك والشعب.
ولفت إلى ان الخدمات وفرت 4 متدربين إضافيين في المختبرات ليرتفع عدد الفنيين إلى 13 فنيا، يعملون على تحليل العينات وفق نظام البلمرة، وأسهم المختبر البيولوجي المتحرك الموجود منذ العام 2014 في المدينة الطبية بالقيام بجهود كبيرة في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى أن المختبرات المركزية كانت في شهر تشرين الثاني من العام 2019 تتعامل مع فيروس انفلونزا H1N1، ولذلك فإن التعامل مع فيروس “كوفيد 19” لم يكن مفاجئا، بل هو استمرار للعمل مع جهود أكبر وتركيز عال.
وبين أن مختبرات الخدمات في مركز الأميرة إيمان كانت تتعامل مع 200 إلى 250 عينة يوميا، ويجري العمل الآن عل تجهيز مختبر ثاني، بالإضافة إلى المختبر البيولوجي المتحرك وسيكون العمل قريب به، ليصبح عدد المختبرات التي تتعامل مع عينات فيروس كورونا المستجد مختبرين داخل المركز، بالإضافة إلى أنه يتم حاليا تجهيز مختبر ثالث في محافظة العقبة تابع لمستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني.
ونوه إلى أن عينة فيروس كورونا المستجد يتم التعامل معها بأربع خطوات، الأولى وهي التي يتم بها تعقيم العينات من أجل تأمين الحماية لمن هم داخل المختبرات وهنا يتم قتل الفيروس، وفي الخطوة الثانية يقوم الفنيون باستخراج الحمض النووي الخاص بالفيروس، وأخيرا تتم عملية إضافة المحاليل حتى يتم وضع العينة على جهاز “بي سي آر” ليقوم بقراءتها، وتستغرق العملية الكلية ما يقارب 4 – 6 ساعات يتم بها فحص ما يقارب 96 عينة في ذلك الوقت.
وأكد أن الخدمات الطبية الملكية تضم 42 مختبرا تخدم الميدان ومرضاه من بينها 8 مختبرات في 8 مستشفيات عسكرية رئيسية موزعة على محافظات المملكة، ويقوم على تشغيلها نحو ألف فني، و 60 طبيبا.
ولفت إلى أن مركز الأميرة إيمان ومنذ بداية الأزمة وهو على الخط الاول في مواجهة الفيروس، وبكادر متميز استطاع أن يؤمن وحدات الدم خلال 45 يوما من الحظر، تم توفير “كتات” الفحص، وتعامل مع مئات العينات الخاصة بفيروس كورونا، وهو مستعد لكل الاحتمالات في قادم الأيام.
وأشار إلى أن الجيش لم يقف على الحدود وعلى الطرقات ومداخل المدن فقط، بل تبرع جنوده بالدم في وقت شح به الدم بسبب الحظر الذي تسبب به فيروس كورونا المستجد الذي ضرب العالم من شرقه إلى غربه.
وقدم العميد الدكتور وليم حدادين الشكر لكل من تبرع بنقطة دم من الجنود البواسل في هذا الظرف الاستثنائي؛ معتبرا أن بطولات الجيش دائما استثنائية على امتداد مئة عام من عمر الأردن، ولم تبخل القيادة الهاشمية من تقديم الدعم والتأهيل له؛ حتى وصلت إلى هذا اليوم ومواجهة الوباء بكل كفاءة

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version