Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الطريق إلى الخناصري

الخناصري، تلك المنطقة التي تقع في لواء البادية الشمالية الغربية، و تتبع إلى محافظة المفرق، يتراوح عدد سكانها حوالي ألف نسمة، لم يسمع بها غالبية الشعب الأردني من قبل، دخلت هذه المنطقة التاريخ الأردني في زمن كورونا، واصبح يتردد اسمها في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر من العاصمة عمان، ويردد اسمها الصغير قبل الكبير، لأنها اصبحت نقطة تحول وعلامة فارقة، اعادت فيروس كورونا، إلى بعض المدن والاحياء من جديد بعد ثمانية ايام صفرية تنفس خلالها المواطنون الصعداء، أملاً بالانتهاء من هذا الفيروس والقضاء عليه.
لم تكن العودة إلى منطقة الخناصري موفقة، وأصبحت طرقاتها غير آمنة، بعد عودة أحد ابنائها الذي يعمل سائق شاحنة، مصاباً بفيروس كورونا من احدى الدول الشقيقة المجاورة، لم تثبت الفحوصات الأولية التي اجريت له على الحدود الاردنية اصابته بهذا الفيروس، وطُلب منه العمل على حجر نفسه في منزله عند العودة كإجراء احتياطي وعامل للوقاية والسلامة العامة.
سار هذا السائق في طرقات الخناصري، مغامراً ومقامراً، لم يلتزم بالتعهد ولم يحجر نفسه، وهو لا يعلم انه مصاب بفيروس كورونا، اختلط بجيرانه وأبنائه، نقل الفيروس للعشرات، وهم نقلوه إلى غيرهم في أماكن أخرى، وغيرهم نقلوه إلى غيرهم، في سلسلة اعادت هذا الوباء في أماكن ومناطق متعددة في أكثر من محافظة، وعاد عداد الاصابات ليعدها ويحصيها من جديد، وعاد التشديد والاغلاق وقطع الارزاق وعدنا إلى المربع الأول.
وفي هذا هدر لجهد الدولة وكوادرها، وقتل لصبر المواطنين الذين تحملوا آثار هذا الفيروس مجبرين ومكرهين، وكانوا ينتظرون ساعة الخلاص على احر من الجمر، ليعودوا إلى اعمالهم آمنين مطمئنين، خاصة تلك الفئة من العمال الذين ليس لهم مصدر رزق دائم، أو مصدر دخل ثابت.
من المسؤول؟ هل وصلنا إلى هذه النتيجة المؤلمة بسبب تقصير لبعض الجهات المسؤولة، ام تقصير وعدم التزام من قبل المواطن؟ لا نريد ان نلقي التهم جزافا، ولكن نتمنى أن يكون في هذه الواقعة درسا وعبرة، وان لا تتكرر هذه الاخطاء، حفاضاً على أمن الوطن وحياة المواطن.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version