دراسة طبية أردنية: ضغوطات نفسية بسبب كورونا قد تؤدي إلى الجلطة القلبية
abrahem daragmeh
قالت دراسة طبية أردنية إن ضغوطات نفسية بسبب جائحة الكورونا قد تؤدي إلى الجلطة القلبية، مشيرة إلى أن ظهور علامات القلق أو الخوف أو الوحدة على مرضى القلب أو ممن لديهم عوامل خطر تصلب الشرايين يجب أخدها على محمل الجد.
وتعتبر الدراسة التي اجرتها مجموعة أطباء القلب الاردنية للأبحاث، الأولى على مستوى العالم، ونشرت نتائجها المجلة الدولية لأمراض القلب أمس الخميس لأهميتها على المستوى العالمي.
وقال الباحث الرئيسي في المجموعة الدكتور أيمن حمودة، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هيئة التحرير في المجلة التي تصدر في الولايات المتحدة ارتأت أن تنشر الدراسة الأردنية دون اتباع التأخير المعتاد في نشر الدراسات، والذي قد يستغرق بضعة أشهر، نظراً لأهميتها والحاجة لاطلاع الأطباء والمهتمين عليها في شتى أنحاء العالم، اذ أن الهدف هو وقاية الناس ولأن بعض الدول لا تزال تحت الحظر او أنها تعود لفرضه مرة ثانية.
وأضاف إن جائحة كورونا ( كوفيد-19) تسببت بخسائر بشرية فادحة على مستوى العالم، مشيرا الى أن أهم خطوة اتخذتها غالبية حكومات الدول في القارات الست للسيطرة على انتشار المرض، كانت فرض الحظر والحجر والعزل ووقف حركة المواصلات العالمية.
وأكد حمودة على ان الدول التي تبنت هده الخطوات مبكراً – كالأردن – استطاعت كبح جماح هده الجائحة الى حد بعيد، ما جعلها تتميز عن كثير من دول أخرى.
وبين انه على الرغم من الحاجة الملحة للحظر والحجر والعزل ووقف حركة المواصلات، الا انها شكلت لدى البعض مصدراً لضغوطات نفسية من قلق وخوف ووحدة واضطراب النوم، إضافة إلى ضغوطات مالية واقتصادية من فقدان لوظيفة او هبوط في الدخل المالي.
وأشار حمودة الى ان الدراسة التي أجرتها مجموعة القلب أظهرت ان عدم تحمل البعض للضغوطات النفسية والاقتصادية قد يؤدي للإصابة بالجلطة القلبية الحادة .
وأكد ان انتشار مرض كورونا في العالم أدى إلى فيض من آلاف الدراسات السريرية والمخبرية حول المرض نشرت في عشرات المجلات الطبية المحكمة.
وأشارت بعض تلك الدراسات إلى اصابة عدد من مرضى الكورونا بأمراض القلب والشرايين كالجلطة القلبية وهبوط عضلة القلب والوفاة المفاجئة، اما في الاشخاص غير المصابين بالفيروس والذين هم تحت الحجر أو الحظر فقد اقتصرت الدراسات المنشورة على وصف أثر الضغوطات النفسية والاقتصادية على الاداء الوظيفي للفرد واضطراب النوم لديهم، لكن الانتباه إلى أثر تلك الضغوطات على التسبب بالجلطة القلبية لم يُنشَر سابقاً ولم يتعرض لبحثه الا مجموعة اطباء القلب الأردنية للأبحاث.
وقال الدكتور حمودة ان المجموعة قامت باجراء الدراسة على 55 شخصاً من غير المصابين بمرض الكورونا أُدخلوا المستشفى بسبب الجلطة القلبية الحادة تحت أثر القلق او الخوف أو الوحدة او فقدان الدخل المالي او الوظيفة وغيرها من المحفزات.
وتبين للباحثين- حسب الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور حمودة- ان الغالبية من هؤلاء الاشخاص كانوا ممن لديهم عوامل خطر الإصابة بتصلب الشرايين كالتدخين والسكري والضغط والكولسترول، أو ممن أصيبوا سابقا بأمراض القلب والشرايين.
وتكمن اهمية الدراسة في انها الوحيدة على مستوى العالم التي تتطرق لهذا الموضوع، كما انها ستوجه انتباه اطباء القلب في شتى أنحاء العالم لدراسة هذه الظاهرة التي يمكن تجنب حدوثها في بعض الأفراد ممن لديهم استعداد للإصابات القلبية.
وبين حمودة انه ومع انخفاض عدد حالات الجلطة القلبية بشكل عام وبشكل واضح في الاردن والعالم، الا ان عددا لا بأس به من تلك الحالات تنتج عن محفزات نفسية لا بد من الانتباه لها لدى الاشخاص المعرضين للجلطة الحادة.
وأكد على ان الوقاية والتدخل المبكر هما السبيل الأمثل لتفادي المضاعفات إضافة إلى الاقلاع عن التدخين والعلاج المبكر للضغط والسكري والكولسترول وممارسة الرياضة المنتظمة، موضحا ان تلك الخطوات أثبتت الكثير من الدراسات فعاليتها في الوقاية من المحفزات النفسية للجلطة القلبية.
وتدعو الدراسة المواطنين والأطباء إلى التنبه المبكر لأي اعراض مزعجة كالقلق او الخوف او الغضب او الشعور بالوحدة ، قد تظهر لدى أي فرد في العائلة ممن يسري عليهم الحظر او الحَجر كي يتم التدخل المبكر في أوانه بتوفير الدعم النفسي والمعنوي لمثل هؤلاء الاشخاص قبل أن تتفاقم الأمور وتنتهي بإصابة قلبية حادة.
وشارك في الدراسة العديد من أطباء القلب وأطباء الإقامة الأردنيين في عدة مستشفيات، ويتوقع باحثو الدراسة نشر تقرير آخر موسع يتضمن المزيد من الحالات التي تشمل الجلطات الدماغية إضافة إلى الجلطات القلبية.