قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني دائما كانت بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب للوصول إلى آلية تحمي المنطقة من مخاطر ضم اسرائيل لأراض في الضفة الغربية.
وأضاف خلال برنامج 60 دقيقة الذي يبث على التلفزيون الأردني الجمعة، أن اسرائيل قالت إنها ستضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، والحديث هناك لم يحسم بعد سواء كلي أو جزئي، ولكنه مرفوض وسابقة لم يشهدها المجتمع الدولي.
وبين أن ضم المستوطنات يعني فصل القدس، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وهو ما سيعيق اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهو أمر مرفوض، وأكدنا دائما أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع.
وشدد على أنه لم يكن مطروحا أبداً ضم أراض من الأردن، ولا يوجد أي حديث عن ضم أراض أردنية ولا تهديد للأراضي الأردنية، ونحن قادرون على حماية أرضنا، والحدود الأردنية مرسومة ومعترف بها دولياً.
ولفت إلى أن أراضي غور الأردن المحتلة منذ العام 1967 هي جزء من أراضي الدولة الفلسطينية، وفي حال تم ضم هذه الأراضي سيعيق اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ما يعني زوال الترابط بين أراضي الضفة الغربية وسيعزل القدس المحتلة، وهو خرق فاضح للقانون الدولي ولا يمكن أن يمر دون رد، وسيضع سابقة عالمية، وسيعني السماح للدولة الأقوى على احتلال أراضي الدولة الأضعف وهو أمر مرفوض في المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن خطر الضم على المنطقة العربية برمتها، فما نحن نواجهه الآن لحظة حاسمة وفارقة في الصراع، فالضم يعني عدم وجود فرصة حقيقية لاقامة الدولة الفلسطينية، ففي حال قتل ذلك يعني تأجيج الصراع ما سينعكس على الجميع وخاصة على الأردن الأقرب إلى فلسطين.
وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني أعلن قدرة الأردن على الدفاع عن حقوقه ومصالحه، فجلالة الملك رسم بوضوح المواقف الأردنية التاريخية الثابتة منذ أن بدأ الصراع، مشدداً على أنه لن يكون هناك حل للصراع على حساب الأردن أو مصالحه.
وشدد على أن الأردن يعمل منذ ما قبل الاعلان عن احتمالية الضم من أجل التصدي لأي سياسات اسرائيلية تعيق اقامة السلام الدائم والشامل، وسيبقى الأردن يسند الأشقاء سياسيا ودولياً، وسيستمر في اتصالاته مع المجتمع الدولي للتصدي للضم.
وقال إنه ليس مطلوبا من الأردن التصدي وحده لهذا الصراع، وهو مسؤولية اقليمية عربية اسلامية دولية، ولا يمكن الطلب من الأردن التعامل وحده مع الصراع والتصدي له، ويجب أن يكون هناك جهد أردني فلسطيني عربي دولي، والأردن سيقوم بكل ما يلزم من خطوات لحماية مصالحه ودعم الأشقاء الفلسطينيين.
وأضاف أن تحدي اقامة السلام تتحمل مسؤوليته كافة الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي، وليس الأردن وحده.
وأكد أن هناك تنسيق أردني مع كافة القادة العرب، فالموقف العربي أكد قبل أسابيع من خلال رفض الضم والتمسك بالشرعية الدولية، وخطة السلام العربية، فالموقف العربي والاسلامي متمسك بالسلام العادل الذي يضمن تلبية كافة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، والتنسيق والتماسك مستمر، ونقف جميعنا موقفاً واضحاً لرفض الضم.
وبين ان قرار الضم خطر على عملية السلام برمتها، فمنع الضم حماية للسلام والسماح بالضم تدهور لكل فرص تحقيق السلام ويرسخ نظام التمييز العنصري.
ولفت إلى أن الأراضي التي يراد ضمها هي جزء من صفقة القرن، ولكننا نرفض ذلك كون الضم قاتل للسلام.