Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

فقر التعلّم

ثمة تقارير عديدة يصدرها البنك الدولي على مستوى عالمي، مثل فقر الدم، وفقر الجوع أو الفقر المدقع… أما التقرير الذي أصدره في الشهر الجاري (أكتوبر 2019) فكان عن (فقر التعلّم)-Learning Poverty_ يمكن تبسيط مفهوم (فقر التعلّم) بالنسبة المئوية، وطنياً، للأطفال في سن العاشرة ممن لا يستطيعون قراءة قصة بسيطة ومفهمها، مبنية على مجموعة من العوامل المتعلقة بالإبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية على مستوى وطني أيضاً، فسن العاشرة هو اللحظة المفصلية أو الفاصلة التي يكون عندها الطفل، بالضرورة، قادراً على (قراءة قصة بسيطة وفهمها)، فيجتاز الطفل عقبة رئيسية في التقدم التعلّمي.

* تصل النسبة المئوية لفقر التعلّم في البلدان الفقيرة أو أقل من متوسطة الدخل إلى (80%) أما النسبة المئوية في البلدان المتوسطة الدخل فتصل إلى (53%) ويعتبر فقر التعلّم التهديد الخطير لمستقبل التعليم ومستوى تحقيق أهدافه، ويؤثر ذلك على أهداف التنمية المستدامة التي تعنى بها البلدان في مرحة النمو الاقتصادي كما يؤثر في مستوى تحقيق ما يسمى (رأس المال البشري لدى كل بلد).

* ثمة علاقة ذات تأثير كبير (للفقر المدقع) في مستوى (فقر التعلّم)، فهما وجهان لعملة واحدة، فتصبح المعالجة مزدوجة: للتغلب على الفقر المدقع- أي المعيشة بمعدل أقل من دولارين لليوم للفرد الواحد- والتغلب على (فقر التعلّم).

* أن نجاح مشروع-رأس المال البشري- لدى أي بلد، يرتبط بالتعليم، ويتطلب ذلك النجاح وجود ارادة سياسية بالدرجة الأولى، وتوفير الالتزامات المالية، والكفاءة الإدارية.

* وقد طرح البنك الدولي في تقريره المذكور (فقر التعلّم) هدفاً جديداً لمعالجة ذلك الفقر، يتمثل: (بخفض معدل فقر التعلّم في كل بلد إلى نصف ما هو عليه الآن بحلول عام 2030م- معتمداً:

– تحسبن جودة التعليم، مع التركيز على أساليب تعليم وتعلّم القراءة.

– تطوير منهج تعليمي إبداعي للمرحلة الابتدائية.

– توفير أركان تطبيق هذا المنهج والمتمثلة في المعلمين ذوي الكفاءة العالية، والغرف الصفية ذات التجهيزات
التقنية (التكنولوجية)، والبيئة المدرسية الآمنة، والإدارة الفعّالة؛ هذا بالإضافة لتوفير التغذية للطفل، والتدريب للمعلم، والمشاركة المجتمعية.

* أما على المستوى الوطني الأردني، فقد أورد ذلك التقرير أن نسبة (فقر التعلّم) لدى الأطفال في مرحلة الصفوف الابتدائية تصل إلى (52%)، وإذا ما أضيف لذلك وجود (4%) غير ملتحقين بعملية التمدرس، إي غير مسجلين في المدارس، وأن نسبة ( الفقر المدقع) في الأردن تبلغ (1,5%) من السكان، فيصبح الأمر أشدّ خطورة على مستقبل الرؤية الوطنية التي تؤكد أهمية (ألاستثمار في الأطفال) ضمن منظومة (الاستثمار في التعليم، والاستثمار في المستقبل، والاستثمار في الإنسان).

* وفي تقديري أن المشروع التربوي النهضوي المنشود في الأردن قادر على تخفيض نسبة (فقر التعلّم) إلى (الصفر المئوي) قبل عام (2030) الذي افترضه البنك الدولي… إذا ما عززنا: الإرادة السياسية لإبقاء جذوة جودة التعليم الجيد فعّالة من خلال: مناهج إبداعية، وبرامج تدريب متطورة تقنياً للمعلم، وإيجاد بيئة مدرسية آمنة ومؤهلة تكنولوجياً، وتوفير التمويل للتعليم والمعلم، واعتماد الحوكمة الإدارية التي تحرص على الارتقاء بالأداء والإنتاجية والمساءلة. كل ذلك لتحفيز الأطفال ودافعيتهم للتعلّم:

(فالأطفال حين يقرأون… فأنهم يقودون).

*وتحية للمعلم الأردني، وللطالب الأردني من أجل بناء مجتمع أردني يقرأ المستقبل في عيون أطفاله.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version