يسجّل الأردن يومه الـ 180 بعد ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في الأول من أذار الماضي، بعدد إصابات كسر حاجز الألفي إصابة.
ورغم الإجراءات غير المسبوقة التي عملت عليها الحكومة منذ منتصف شهر أذار الماضي، بمجموعة من الإجراءات الاحترازية والتي اشتملت على حظر شامل للتنقل إغلاقات كبيرة وعزل للمناطق واغلاق لحركة الملاحة الجوية، وللتجمعات الكبيرة سواء في المساجد أو الكنائس وفي المدارس والجامعات، إلّا أنّ الأمر أصبح يشوبه قلق عام عند كل المعنيين من خطورة تزايد انتشار الفيروس.
السابع من آب الماضي أصبح مرجعاً يستند إليه في تعداد الإصابات بعد زيادة كبيرة حدثت بانتشار وباء فيروس كورونا في المملكة، حيث سجّل 664 إصابة خلال ال3 أسابيع الماضية، من أصل 2034 حالة سجلتها المملكة طوال 6 أشهر في مواجهة الفيروس أي ما يقارب 33% منها.
الإصابات الجديدة والتي تشكّل عبئاً على الدولة خاصة في ظل عدم التمكّن من إجراء حظر شامل واغلاقات كبيرة كما كان في السابق نظراً للأثر السلبي والنتائج الكارثية على الاقتصاد، تجبر الجميع على التعامل مع الفيروس بمزيدٍ من الحرص وزيادة في الالتزام بالتدابير الصحية التي فرضتها الحكومة عبر أوامر الدفاع المتتالية وأبرزها أمرا الدفاع 8 و 11.
رئيس الوزراء عمر الرزاز والحكومة تدرك مدى صعوبة التعامل مع الموقف، وأهمية العمل بشكل متوازن مع فتح القطاعات والأنشطة على محاربة الوباء، والعزل المناطقي والأقل اتساعاً من الحظر الشامل الذي شهدته المملكة على مدار أسابيع، حيث أكّد في حديثه الأسبوعي أنّ “أن إغلاق الاقتصاد والعزل الكامل لكلّ المحافظات، قد يكون غير مجدٍ لا صحيّاً ولا اقتصاديا على المدى المتوسط والطويل، خصوصاً في ضوء التباين في الإصابات بين محافظة وأخرى، ولواء وآخر، حتى بين حيّ وآخر.” وهذا بالضرورة في ظل عمر الفيروس الطويل والذي يؤكد خبراء فيروسات أنّه لن يتم تلافي خطورته قبل عامين على أقل تقدير، ما يتطلب التعامل والتأقلم معه.
كذلك وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة أعلن خلال إيجاز صحفي، الاثنين، على أنّ بعض المشتبه بإصابتهم ممن خالطوا مصابين، لا زالوا يتعاملون باستهتار، وعدم مسؤولية، مع اطلاعهم على خطورة أن يكونوا بؤر تفش للفيروس، تسارع في انتشاره، ما يهدد أسرهم وأقاربهم والمواطنين بشكل عام.
وزارة الداخلية بدورها تؤكد مراراً على أنّ كلفة العزل المناطقي، وحتى على مستوى البنايات يستنزف أجهزتها، في ظل المراقبة الدائمة على تلك المواقع، وتقديم خدمات توصيل الغذاء والدواء والاسعاف طيلة فترة العزل.
الأمر برمته يدعو لالتزام كبير من كافة المعنيين، سواء على مستوى الجهات الرسمية بتشديد مراقبته للحدود، والمسارعة في الوصول إلى مخالطي الإصابات، أو على مستوى المواطنين خاصة في ظل إعادة فتح المدارس، وقرب موعد فتح الجامعات، وعودة الحياة لطبيعتها. مزيد من الالتزام والحرص والتشديد والتوعية بخطورة انتشار هذا الفيروس.
والرسالة هنا أيضاً على ضرورة وأهمية تنزيل تطبيق أمان والذي يوفّر منصّة تساعد في حصر المخالطين، حماية لهم ولأسرهم، ومنعاً لانتشار الفيروس.