Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

خبراء يدعون إلى التعايش والتكيّف مع كورونا ويتوقعون بقاءه طويلا

دعا خبراء واختصاصيون إلى التكيّف والتأقلم مع فيروس كورونا المستجد بما يضمن الحفاظ على الصحة والسلامة العامة، في وقت توقع فيه خبراء ومنظمات صحية عالمية باستمرار تأثيره على العالم لنحو عامين.

عضو اللجنة الوطنية للأوبئة، فارس البكري، قال إن “على الأردنيين التعايش والتأقلم مع الفيروس بشكل يحافظ على السلامة للجميع، واكتساب عادات جديدة تفرض التباعد الجسدي.

“توقعت منظمة الصحة العالمية أن يستمر تأثير فيروس كورونا لنحو عامين”، بحسب البكري.

وأضاف لـ “المملكة”، أن “إيجاد لقاح لعلاج الفيروس سيقلل من مدة التعايش معه”، مبينا أن “اللقاح الذي أعلنت عنه الحكومة بالتعاون مع دولة الإمارات العربية مازال تحت الدراسة”.

البكري، قال إن “التعايش مع الفيروس من خلال الاهتمام بقواعد السلامة العامة وارتداء الكمامات والقفازات والالتزام بالتباعد الجسدي والاهتمام بالممارسات الصحية المفيدة للجسم ومناعته، عند ممارسة العمل أو الأنشطة اليومية”.

رئيس الوزراء عمر الرزاز، قال في كلمته الأسبوعية الأحد، إن “الخبراء كانوا يتوقّعون في البدايات انتهاء الجائحة بعد ستّة شهور؛ ولكن الآن الكثيرون يتحدّثون عن سنتين وربّما أكثر، وبالتالي العالم كله يعد نفسه للتعايش والتأقلم والتكيّف مع هذه الجائحة بدلا من القضاء عليها على المدى القصير”.

وأضاف أنه “في الجانب العلمي، لا تزال الكثير من خصائص الفيروس مبهمة، ولا أحد يعرف تماماً كيف ومتى ستنتهي هذه الجائحة”.

“التكيّف لأجل غير محدد”

الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة نذير عبيدات، قال إن “العالم ما زال يشهد انتشارا واسعاً للفيروس في وقت لا نعلم فيه أين نقف من هذه الجائحة العالمية وإلى متى سيستمر”، مضيفا أن “الشواهد تدل على أن المدة ستطول إلى أشهر حتى مع احتمالية التوصل إلى لقاح”.

وأضاف عبيدات: “الانتشار الكبير والسريع للفيروس والزيادة العالية بأعداد المصابين به جعل منه جائحة استثنائية ومن أخطر الأوبئة التي عانت منها البشرية”، مشيرا إلى “زيادة بشكل ملحوظ في عدد الإصابات كل أسبوع تقريبا”.

أستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية ضرار بلعاوي، قال: “قد يعتقد البعض أن التعايش مع الفيروس يعني العودة للحياة الطبيعية والانفتاح الكامل كما كان في السابق، بينما التعايش والتكيّف يعني العودة لحياة طبيعية جديدة تضمن أخد إجراءات احترازية وقواعد سلامة عامة من ارتداء الكمامات وغسل اليدين بعد لمس الأسطح الملوثة”.

وأضاف بلعاوي لـ “المملكة”: “برأيي أن التعامل مع التعايش يعني إغلاق مدارس وجامعات وعدم إعادة فتحها لأجل غير محدد، لأن التعايش يشمل التعليم عن بعد في ظل توفر تكنولوجيا تمكنا من تحقيق ذلك وتحلّ كبديل ناجح عند تطوره، وإغلاق دور العبادة نظرا لتسجيل إصابات فيها، كونها تتضمن تجمعات كبيرة”.

وأشار إلى أن “التعايش يجب أن يكون مضبوطا بإجراءات ومحددات معينة تجنبنا ارتفاعا في الإصابات حتى إيجاد لقاح للفيروس، وأن نتعامل معه ضمن البراهين الموجودة حالياً”.

“تعايش وحصر المخالطين”

وقالت مديرة الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتورة هديل السائح، إن اتخاذ إجراءات السلامة العامة وحرص المواطن على صحته ومن حوله أصبح واجبا في الوقت الحالي، داعية إلى الالتزام بجميع الإجراءات والمعلومات التي تعممها وزارة الصحة للتمكن من التعايش مع الفيروس.

ودعت السائح، في حديثها لـ “المملكة” إلى “التعايش مع كورونا بطريقة منظمة بهدف حصر المخالطين، كون عدد المخالطين والبنايات المعزولة أصبح كبيرا جدا، الأمر الذي يستنزف جهد وإرهاق كبير لفرق التقصي الوبائي والأجهزة المعنية للوصول للمخالطين وفحصهم”.

“التعايش يجب أن يكون ممنهجا ومنظماً خاصة مع فتح المدارس وقرب فتح المطارات للرحلات الدولية التجارية والتعامل معه بطريقة واعية حتى لا يتفشى الفيروس ولا نعود لما كنا عليه”، بحسب السائح، التي أكدت أن “عدد الإصابات بالفيروس في الأردن معقول حتى الآن”.

وأضافت: “عدد الوفيات في الأردن منخفض، وعدد الإصابات يتزايد لكنه لا يتضاعف وهذا مطمئن كما أن عدد الحالات التي تحت العناية الحثيثة قليل أيضاً”.

وعن سبب التغير في استراتيجية الحكومة في التعامل مع الجائحة، أشار عبيدات إلى “أننا في بداية انتشار الجائحة لم تكن لدينا معلومات كافية عن الفيروس وكيفية انتشاره وتطوره وخطورته، واليوم أصبح لدينا واقع جديد ومن غير الحكمة أن نتعامل معها كما كنا نتعامل في السابق”.

“شائعات قد تقلل من خطورة الفيروس”

“لا يجب النظر إلى الفيروس فقط من ناحية وبائية دون النظر إلى الجوانب الأخرى، لذلك هناك اليوم واقعاً جديدا ينبغي تقبله يقول إن هذه الجائحة ستبقى معنا لفترة لا نعلم متى ستنتهي، والآمال معقودة على توفر مطاعيم في المستقبل وفي أحسن الظروف وفي حال إنتاج هذه المطاعيم، فإنها لن تكون متوفرة بكل دول العالم قبل منتصف العام المقبل”.

وشدد البكري على أن يقوم المواطنون “بأخذ المعلومات والأخبار من مصادر موثوقة والابتعاد عن الشائعات وتداولها، حيث إن بعض التقارير الخاطئة تدعو لتناول أدوية ما دون مبرر علمي، كما أن الشائعات قد تقلل من خطورة الفيروس وجدية تعامل المواطنين معه”.

“ينبغي في الوقت الحالي عدم السفر إلا للضرورة، حيث إن الكثيرين ممن كان عملهم يوجب عليهم السفر أصبحوا معتادين على العمل عن بعد، كما أنه يجب عدم السفر خارج الأردن في ظل الجائحة إلا للضرورة القصوى”، وفق البكري.

وحول الحظر الشامل، أوضح البكري أنه “يفيد في التخفيف من مخالطة المواطنين لبعضهم البعض ولو بنسب قليلة، وهو مُجدي أيضاً لمساعدة فرق التقصي الوبائي على القيام بأعمالهم وحصر المخالطين بسهولة أكثر”.

وفيما يتعلق بالناحية الاجتماعية للتعامل مع الفيروس، أشار البكري إلى “تعاون نسبة كبيرة من المواطنين مع فرق التقصي الوبائي ومنهم من يبادر بنفسه بالقيام بالفحص والإبلاغ، غير أن هناك نسبة قليلة جدا تتعامل مع المصاب بالفيروس ومن حولهم كأنه وصمة عار لذلك يتجنبون الإبلاغ”.

بلعاوي، علّق عن الحظر الشامل، قائلاً إنه “في المرحلة الماضية كنا مضطرين للإغلاق والحظر الشامل ليتم التعرف على الفيروس وتبعاته، أما الآن فيمكننا حظر منطقة ما تحتوي إصابات فقط وهذا من استراتيجيات التعامل مع الوبائيات بالحجر على البؤرة”.

“التزام المواطنين بإجراءات السلامة ضعيف، ويجب أن نعتاد على التجمع ضمن 20 شخصاً كحد أقصى وتجنب الحفلات والتجمعات”، وفق بلعاوي.

“التزام بقواعد السلامة 40%”

وأكّد بلعاوي أنه “من المستحيل الوصول إلى الحالة الصفرية في الإصابات وخاصة في ظل مرحلة التعايش حيث أن الفيروس أصبح في الداخل وموجود معنا”.

السائح، قدرت “التزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة بالمتوسط”، مبينة أنه “للأسف بعض المواطنين لا يرتدي كمامته بطريقة صحيحة أو عندما يكون على مسافة قريبة من شخص آخر”.

“بعض المواطنين يصيبهم الرعب عند التعامل مع الفيروس ولكن يجب عدم المبالغة بذلك، حيث إن الفيروس موجود وسيستمر لفترات طويلة في العالم، والمطلوب نشر الوعي وتثقيف المواطنين في جميع المؤسسات وهذا مهم وضروري في ظل مرحلة التعايش القادمة في الأردن”، بحسب السائح.

وقدر البكري “نسبة التزام المواطنين بقواعد السلامة العامة بحوالي 40%”، مشيراً إلى أن “التعايش مع الفيروس يفرض أن نعتاد على عدم إقامة وحضور حفلات الزفاف وبيوت العزاء والتجمعات وتجنب التقبيل حتى بعد الانتهاء من الفيروس”.

وبشأن عودة المدارس، دعا عبيدات إلى تقبل الواقع الجديد، والنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة والموازنة بين الفاقد الذي تعرض له الطلاب والانعكاسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والنفسية التي دخلوا فيها جراء الفيروس”.

وشدد على “ضرورة تعويض الطلبة ما فاتهم وما سوف يفوتهم إذا ما بقيت المدارس مغلقة”، مضيفا أن “العودة إلى المدارس، غير طبيعية بمعنى الكلمة، حيث سيتم الأخذ بعين الاعتبار الوضع الوبائي للمنطقة التي تقع بها المدرسة، كما سيكون المجال مفتوحا للتعلم عن بعد لبعض الفئات ولجزء من الطلبة بوقت معين، إضافة الى التعلم المدمج بين المباشر وعن بعد”.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version