أيدت محكم التمييز حكم محكمة الجنايات الكبرى الذي أصدرته في قضية قتل شاب بطريقة بشعة لا يتصورها عقل ولا يقبل بها منطق في منطقة البقعة بمحافظة البلقاء .
وبهذا الحكم تكون أعلى هيئة قضائية أردنية قد أسدلت الستار على احدى الجرائم البشعة التي هزت وروعت المجتمع الاردني، والتي تفنن فيها المجرم بإجرامه .
وكانت محكمة الجنايات الكبرى أدانت المتهم بجرم القتل القصد خلافاً لأحكام المادة (326) من قانون العقوبات والحكم عليه بوضعه في الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة عشرين سنة، وبرأته من جرم السرقة، اذ لم يثبت للمحكمة وجود النقود مع المغدور ، كما ثبت للمحكمة صحة المجرم العقلية .
وتلخصت الوقائــع الثابتــة للمحكمة من خلال البينات المقدمة فــي الدعــوى بمــــــــــا يلـــي :-
– المتهم ( و ) ومنذ عام 2002 كان مستثمراً لعمارة في منطقة البقعة مكونة من محلات على ساحة مجمع باصات ولها سدة وهذه العمارة تعود ملكيتها لمنتدى البقعة الثقافي .
– المغدور (ع) كان مستأجراً محلاً من المتهم وسام بمبلغ (90) ديناراً شهرياً قام باستعماله كمكتب في البداية إلا أنه بعد فترة قام بتغييره من مكتب إلى محل خلويات وكان يعمل به شقيقه المدعو ( ن ) وبعد فترة تراكمت الأجور على المحل بسبب عدم دفع الأجرة وكذلك تم فصل التيار الكهربائي عن المحل بسبب عدم دفع فواتير الكهرباء وتراكمها وعلى إثرها قام المتهم ( و ) بإقامة دعوى موضوعها إخلاء مأجور ومطالبة بالأجور لدى محكمة عين الباشا مما تسبب بحصول خلافات بين المتهم والمغدور، وطالب المغدور من المتهم التنازل عن الدعوى.
– قام المتهم بفتح صالون حلاقة في السدة فوق المحلات التي يستثمرها ومنها محل الخلويات المستأجر من قبل المغدور وبعدها صدر حكم من محكمة عين الباشا بخصوص دعوى الإخلاء والمطالبة بالأجور لمصلحة المتهم.
– صباح يوم 13/4/2003 وعندما علم المغدور بقرار المحكمة قام بالتوجه إلى الصالون العائد للمتهم وحصلت مشاجرة بينهما على إثرها قام المتهم بطعن المغدور بواسطة (موس) على بطنه عدة ضربات وسقط المغدور وقام المتهم بوضع يده على فم المغدور لمنعه من الصراخ والاستنجاد بأحد إلى أن فقد المغدور الوعي، وتأكد المتهم أن المغدور فارق الحياة وقام المتهم بإغلاق باب المحل ومن ثم قام بلف المغدور ورميه من خلال فتحة في السدة إلى مخزن لا يدخله أحد سوى المتهم وقام المتهم بتقطيع جثة المغدور إلى قطع وقام بقطع رأس المغدور وبعدها قام بسلخ اللحم عن العظم في جثة المغدور وقام بفرم اللحم بواسطة مفرمة لحمة كانت موجودة في المخزن وقام بوضع اللحمة في كيس نفايات أسود ووضع العظام في أكياس سوداء.
– وبعدها قام بتحميل الكيس الموجود به لحم المغدور المفروم ووضعه في صندوق السيارة العائد له وتوجه إلى سد الملك طلال وقام بتفريغ الكيس داخل السد وبعد غسل الكيس قام برميه داخل أحد الحاويات ثم عاد المتهم إلى المخزن وقام بأخذ العظام ورأس المغدور الموجودة في أكياس ووضعها في صندوق السيارة وسار مسافة 160 كم باتجاه الجنوب ثم دخل إلى منطقة صحراوية خالية وقام المتهم بتجميع حطب ووضع عظام ورأس المغدور ووضع الحطب عليها وأشعل النار بها وقام بوضع إبريق شاي بجانب النار لغايات التمويه إذا صادف مرور أحد ثم قام المتهم بطحن عظام المغدور بعد حرقها بواسطة شاكوش إلى أن أصبحت العظام رماداً وقام المتهم بحرق ملابس المغدور مع العظام وبعد طحن العظام قام المتهم بجمع العظام المطحونة داخل كيس وتحرك بسيارته وأثناء مسيره كان المتهم يقوم بنثر العظام المطحونة من الشباك لغايات إخفاء آثار جريمته، وبعدها عاد المتهم إلى منزله وقام بحّف (الموس) أداة الجريمة إلى أن أصبح برادة حديد لغايات إخفاء الأداة المستخدمة لارتكاب الجريمة وإخفاء معالم الجريمة واستمر البحث عن المتهم ولم يتوصل التحقيق لمعرفة مكانه حتى تاريخ 13/4/2018 حيث تم استدعاء المتهم والتحقيق معه وبتاريخ 14/4/2018 اعترف المتهم أمام المدعي العام بارتكابه لجريمة قتل المغدور (ع ) حيث جرت الملاحقة .