Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الوجه البشع الذي كشفته الإنتخابات النيابية


عبدالرحمن البلاونه –
إن ما شهدته بعض مناطق المملكة بعد إعلان نتائج الانتخابات النيابية من تجمعات كبيرة دون أخذ الاحتياطات الواجبة للحد من انتشار فيروس كورونا، هو تحدِ للقانون في ظل قانون دفاع، وأوامر دفاع، وما رافقها من شغب واطلاق نار بشكل كثيف، ومخيف، من أسلحة اوتوماتيكية، ومواكب سيارات، واغلاق الطرقات بالإطارات المشتعلة، واحراق بعض المرافق الخدمية، بصورة همجية، وعنجهية فارغة، ما هو إلا مؤشر على عدم نضج، وعدم وعي بين بعض فئات المجتمع، الذين لديهم قصور بالتفكير، قد كشف النقاب، واسقط الاقنعة عن الوجوه القبيحة ومحركهم الوحيد في ذلك هو النظرة الخبيثة التي يريدون من خلالها ايصال رسائل تفوح من بين ثناياها رائحة نتنة للاستقواء، واستعراض القوة، وتحدٍ صارخ للقانون، والأجهزة الأمنية.
قد تكون الهيئة المستقلة للانتخابات اخطأت في اصرارها على إجراء هذه الانتخابات في هذا التوقيت، الذي ينتشر فيه فيروس كورونا بشكل كبير، ولا نعلم ما إذا كانت مجبرة على ذلك لظروف سياسية أو دستورية تتطلب وجود مجلس نواب في هذه المرحلة.
وبما أن الانتخابات قد انتهت بما لها وما عليها، وتمت على قدر عال من التنظيم، من خلال جهد كبير بذلته الهيئة المستقلة للانتخابات، بمساندة من الأجهزة الأمنية، ورقابة المؤسسات الصحفية، والإعلامية، المحلية والدولية، وجب على الجميع الالتزام بما يصدر عن الدولة من تعليمات و أوامر.
من هذا المنطلق نجد أنه أصبح من الواجب على الدولة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن، والاستقواء على الدولة، وإعادة هيكلة للمجتمع، ووضع النقاط على الحروف، وإعادة ترسيم الحدود، التي يمنع تجاوزها، ويتوقف عندها الجميع دون استثناء، لأن الوطن أكبر من الجميع، ولا أحد فوق القانون.
نحن على يقين، وثقتنا كبيرة، وايماننا مطلق بقدرة الدولة بما تملكه من قوة، وادوات ردع على فرض هيبتها، وقدرتها على انفاذ القانون وتطبيقه على الجميع بكل حزم وقدوة واقتدار.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version