الامم-فايز الاجراشي
بعد( الكارونا) والذي بلا شك انتصر على الانسان بكل افكارة وابداعة وابتكاراتة وعطل حياتة لمدة قاربت على العام الانسان هذا الكائن البسيط الذي خلقه الله واحسن خلقته يتجبر ويتمختر ويعتبر نفسه صاحب المقام الرفيع والدرجة العليا. وهو بطبيعة الامر والحال ضعيف ومخلوق هزيل عندما يداهمه مرض ما او تدخل في جسمه فايروس مثل الكارونا صغيرة التكوين ولا تري الا في المجهر.مايميز الانسان عن الحيوان ان الله سبحانه وتعالى قد اعطاه العقل الذي يستطيع ان يفرق ما بين الاشياء ويستدل به بالاحساس ، فالحركة العصبية والمجموعة الحسية هي الفارق الوحيد بيننا وبين الحيوان والذي لديه اعضاء تشابه اعضاءنا. الانسان الذي يعتبر نفسه الاول والمسيطر على كل الامور سريع ما ينهار ويجد نفسه مصروعا ولا يستطيع الحركة عند اقل هجوم يتعرض له من قبل مجموعة من الفايروسات البسيطة تدخل جسمه وتستوطن به وتجعله يتأوه الما في اول فتك لها باعضائه. يصبح الانسان في حالة المرض مُلكا كاملا لغازيه ويصيبه الشلل الكامل وتنهار قواه ويصبح من اضعف المخلوقات سبحان الله العظيم في حكمته كيف يجعل الانسان عنصرا ضارا وفي نفس الوقت لا شيء بوجود فتاك بسيط وجرثومة تدخل جسمه فتجعله اسيرا لا حول له ولا قوة. قوة المرض التي تستوطن الجسد تجعلنا جميعا نعيد الحسابات في الدنيا وما بها عندما (نتمدد ) على الفراش تحت وطأة المرض اللعين الذي يسوّد الدنيا في عيوننا ونستذكر الذكريات والشجون والاحقاد والافعال التي عملناها في مسيرتنا. ولعل النعمة الوحيدة التي نأخذها من المرض انها تعيدنا الى دفتر الذكريات والحساب ويصبح لدينا جردة لابد من تسويتها بمرها وحلوها. لعل الزهد والدين الذي يعيشه بعض ممن ابتلي بمرض او عاهة يعود الى التذكر والاستدلال بان هناك من هو اقوى منك ويستطيع ان ينغص عليك حياتك او ينهيها مهما كنت قويا او عظيما. وصدق رسول الله فيما قال (اذكروا هادم الملذات)