قال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اننا لا نزال نشهد ذروة وبائية حيث ارتفعت نسبة الاشغالات في المستشفيات بشكل مقلق عما كانت عليه قبل فترة وانه لولا التوسع في انشاء المستشفيات الميدانية لكان وضعنا ومنذ اسابيع سيء للغاية فيما يتعلق بالسعة السريرية، مؤكداً على مسؤولية الجميع في التصدي لهذه الجائحة والاقبال على اخذ المطاعيم التي يوفرها الاردن وجميعها آمنة ومعتمدة.
ولفت رئيس الوزراء خلال جلسة مجلس الوزراء الخميس، إلى أن التصدي للجائحة مسؤولية وطنية علينا جميعا حكومة ومؤسسات والمواطن بقيمه الاردنية الاصيلة حتى نتمكن من تجاوز هذه الجائحة وعلى امل أن نعود لفتح القطاعات في الصيف المقبل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن لدينا ضغطاً على المستشفيات في محافظات الوسط (عمان والبلقاء والزرقاء ومأدبا) ونسبة الاشغالات فيها أعلى من المعدل الوطني العام، حيث كانت نسبة الاشغالات يوم امس بحدود 77 بالمائة لغرف العناية الحثيثة وأكثر من 30 بالمائة لأجهزة التنفس الاصطناعي، لافتاً إلى أن الوضع في اقليم الوسط صعب سيما وأن نسبة الادخالات للمستشفيات تزيد عن نسبة الخروج والمتعافين منها.
وأشار إلى أن نسبة الاشغالات على المستوى الوطني لا تزال معقولة وتحت السيطرة وهي تراوح بحدود 50 بالمائة لأسرة العزل العادي وأكثر قليلاً فيما يتعلق باسرة العناية الحثيثة وبحدود 30 بالمائة بالنسبة لأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأكد رئيس الوزراء، أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اخيراً كانت ضرورية للغاية في محاولة لكسر حدة المنحنى الوبائي وبشكل يقلل من عدد الاصابات ومن الضغط على المستشفيات وليتمكن النظام الصحي عموماً من التعامل مع الزيادة المضطردة في اعداد الحالات التي يغلب عليها الفيروس المتحور من السلالة البريطانية الذي يمتاز بشدة العدوى.
كما أكد رئيس الوزراء أن هذه الاجراءات سيواكبها التوسع في عملية التطعيم الوطني، لافتاً إلى اننا في مكان جيد فيما يتعلق بتوفير المطاعيم بأنواعها المختلفة المعتمدة في المملكة الاردنية الهاشمية والتي تصلنا تباعا عبر جداول زمنية تتيح لنا في حال الالتزام بهذه الاجراءات ان نكون في موقع يسمح لنا بفتح القطاعات مع الصيف القادم واستئناف الحياة والعجلة الاقتصادية ونتخطى هذه الغمامة التي القت بظلالها على الاردن ودول العالم بأكمله.
وقال رئيس الوزراء “نحن جميعاً شركاء والحكومة هدفها وغايتها تنفيذ ما يوجه به قائد الوطن لخدمة الوطن والمواطن والنهوض بالقطاعات على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية والمسؤولية الوطنية الكاملة” معرباً عن الأمل بتعاون الجميع لتجاوز هذين الشهرين وأن نبادر جميعاً الى اعتماد اساليب الوقاية بما فيها الاقبال على المطاعيم الموجودة في الاردن وهي جميعها آمنة ومعتمدة من منظمة الصحة العالمية ومؤسسات الاعتماد الاوروبية ومؤسسة الغذاء والدواء الاردنية.
ولفت الخصاونة إلى أن الحكومة تحاول أن تتجنب أي اجراء اضافي حتى وأن كان ضرورياً من الناحية الصحية “ونحن نعول في هذا على تعاون مختلف القطاعات وعلى وعي مواطننا بالامتثال لهذه الاجراءات الضرورية للاعتبارات الصحية وللمحافظة على الاقتصاد الوطني وللتعافي بأذن الله وفتح القطاعات بالصيف القادم “.
وقال نحن نعول على المواطن الالتزام بالإجراءات التي اتخذتها الدولة في اطار القوانين المرعية بما فيها قانون الدفاع واوامر الدفاع الصادرة بمقتضاه وتلك التي زادت فترة الحظر الجزئي وفرضت حظر يوم الجمعة لكي لا نضطر في حال عدم التجاوب وفي حال زيادة الاصابات وارتفاع نسبة الدخول للمستشفيات ان نقوم بإجراءات اخرى يكون لها تداعيات سلبية اكبر على المواطن والدولة والايراد العام والقطاعات الاقتصادية.
وأضاف رئيس الوزراء، أن الحكومة والدولة قامت بما تستطيع القيام به حالياً من اجراءات ونأمل بأن لا نجد انفسنا امام اوضاع تتطلب وتفرض اتخاذ اجراءات اقسى يترتب عليها مصاعب اقتصادية كثيرة وكبيرة تضاف للمصاعب الاقتصادية التي عانت منها الدولة والخزينة العامة والقطاع التجاري والصناعي والقطاعات الاقتصادية.
وشدد رئيس الوزراء على أن مسؤولية التصدي لهذه الجائحة هي مسؤولية وطنية على الحكومة وعلى المؤسسات والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وعلى المواطن الذي يتشرب قيم الشهامة والرجولة والكرامة التي اشار اليها جلالة الملك عبدالله الثاني عن الثقافة الاردنية بالاعتزاز الذي يتحدث به الاب والقائد عن ابنائه ووطنه.
وأكد رئيس الوزراء يجب ان نعمل جميعا بروح واحدة لافتا الى ان اجراءات الحكومة والدولة تقوم بها مضطرة وهي لا ترغب ان تضيف اي اثقال او اعباء على كاهل اي قطاع او المواطنين لا نفسيا ولا ماليا ومشيرا الى ان الاغلاقات تؤثر حتى على مردود الحكومة المالي ” ولكن في المحصلة علينا تجاوز هذا الوضع الوبائي بالشراكة الوطنية الكاملة بين الدولة والحكومة والمؤسسات والمواطن ونسال الله ان يحمي وطننا وقيادتنا الهاشمية وبلدنا الذي نصونه بالمهج ونفتديه جميعا بالأرواح من كل من يريد به الشر او ان يوقع به الفتنة “.