يوم الصحة العالمي يسلط الضوء على غياب العدالة الصحية في ظل كورونا
كتب: الصحفي علي عزبي فريحات –
يحل اليوم العالمي للصحة في السابع من شهر نيسان هذا العام في ظل ازمات كثيرة يعيشها العالم على الصعيدين السياسي والاقتصادي وكلها تؤثر في صحة العالم في حين ان جائحة كورونا غطت على سائر الاخبار اعلاميا بعد ان تسببت بوفاة ملايين البشر وبازمات اقتصادية حادة في معظم دول العالم الثالث .
ان يوم الصحة العالمي هذا العام يختلف عن باقي السنوات حيث سلط الضوء على غياب العدالة الصحية لذلك يحتاج إلى جهود مضاعفة نتيجة ظهور فيروس كورونا المستجد لمعرفة طرق الوقاية منه والتقليل من انتشاره من خلال جمع المعلومات للتخفيف من آثاره والذي يستدعي إتباع طرق اخرى منها لبس الكمامة وغسيل اليدين باستمرار واستخدام المطهرات الكحولية والالتزام بالتباعد الاجتماعي والامتناع عن التجمعات والالتزام بالنشاط البدني المنتظم والتغذية الصحية .
ان الاحتفال بيوم الصحة العالمي فرصة للتركيز على قضايا الصحة وزيادة نشر الأنشطة والتقارير الإعلامية التوعوية التي شأنها زيادة ثقافة الشعوب الصحية وتنمية مهارات العاملين في المجال الصحي على العمل الجاد والوصول والسيطرة على الإمراض والأوبئة ويساعد الناس على المعرفة عن جميع الموضوعات المتعلقة بصحتهم.
كما يتطلب في يوم الصحة العالمي إتباع وتنفيذ سياسيات وتخصيص موارد لتمكن الجميع من التمتع بنفس النتائج الصحية من خلال توفير التغطية الصحية الشاملة حتى يتسنى للجميع في كل مكان أن يحيوا حياة مزدهرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
الملفت ان جائحة كورونا كشفت عدم المساواة و العدل التي تكتنف النظم الصحية حيث ان معدلات الاصابات و الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 اعلى بين السكان والمجتمعات التي تكابد الفقر والظروف المعيشية والعمل غير المواتية و التمييز والاستعباد الاجتماعي وعدم العدالة في توزيع اللقاحات حيث تزيد في الامدادات في بعض البلدات وبلدات اخرى تصلها الامدادات منخفضة حيث ما زالت تترقب وتنتظر المزيد من اللقاحات لان اللقاحات تحصل عليها البلدات المنتجة والغنية وتشير مثل هذه الاجراءات الى عدم الانصاف وتشكل خطرا على صحة الناس .
لذلك في يوم الصحة العالمي يجب التركيز على اقامــة الندوات والمحاضرات بما يخص موضوع الصحة وجائحة كورونا لتوعية المواطنين وتثقيفهم بمخاطر الفيروس وحثهم على الالتزام بالتباعد الاجتماعي ودعوتهم لأهمية الحفاظ على صحتهم والالتزام بالاشتراطات الصحية وكيفية التعامل مع الجائحة بالاضافة الى تقديم النصائح والاقتراحات الهامة الخاصة بالحفاظ على الصحة العامة في مختلف دول العالم وذلك بوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر شريحة من المجتمع.
ومن هنا نثمن ادوار وجهود منظمة الصحة العالمية والفرق الطبية الجيش الابيض من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين وقابلين وفنيي مختبرات وتحاليل طبية وعلوم طبية مساندة ومساعدين وإداريين وموظفو سجلات طبية وغيرهم هؤلاء العاملون في القطاع الطبي الذي يشكلون الجيش الرديف لأبناء القوات المسلحة الباسلة والذين نعتبرهم جميعاً في خندق الوطن وكانوا على الدوام خط المواجهة مع وباء كورونا فهم في خط الدفاع الأول عن الوطن والمواطن وهم يضحّون بأرواحهم في سبيل معالجة المرضى لسلامتهم وصحتهم أولاً ومن ثم لدرء إنتشار المرض والوباء بين الأردنيين وهم يستشعرون الخطورة من جذورها وفي الميدان لذلك اصبح مطلوب من الجميع تقدير الجهود والوطنية والإنسانية المخلصة للجيش الأبيض و الفخر والإعتزاز بهم .
كما ندعو الجميع بضرورة العمل الجاد ومساندة الجهود التي تبذل من قبل كافة الجهات المعنية والالتزام بتطبيق معايير المساواة والعدالة الصحية وتكثيف النظم الصحية للحد من نتشار الجائحة واحتوائها .
نتمنى للجميع يوما صحيا جيدا يحافظ فيه الجميع على صحة أجسادهم وقلوبهم حتى نتجاوز هذه الجائحة بنجاح.
رئيس جمعية البيئة الاردنية .