مدير الكهرباء السابق الدرادكة يفند رواية خط مصر ويكشف سبب الانقطاع الحقيقي
abrahem daragmeh
فند المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية المهندس عبدالفتاح الدرادكة، ما قالته الحكومة حول انقطاع الكهرباء عن المملكة يوم الجمعة الماضي، مستبعدا فرضية حصول عطل في خط الربط المصري الاردني ادى الى عدم توازن الاحمال، ما تسبب بالاطفاء الشامل.
وقال الدرادكة في مقال خص فيه عمون إن حجم التبادل بين الطرفين لا يزيد على 300 جيجاوات /ساعة من اصل الاستهلاك السنوي في المملكة والذي يبلغ حوالي 19000 جيجا وات /ساعة أي أنه بحدود 1.57% من مجمل الاستهلاك في المملكة.
وأكد الدرادكة في مقاله أن الاطفاء الشامل نتج عن حالة عدم اتزان حصلت بسبب وجود طاقات متجددة سواء كانت رياح او شمس، مشيرا إلى أن مجموع الطاقة المتجددة المدمجة في النظام الكهربائي الأردني حاليا تزيد على الفي ميجا وات، سواء كانت في جانب التوزيع او النقل، وان فترة الظهيرة هي فترة الانتاج الجيدة للطاقة الشمسية وكذلك فإن درجات الحرارة المتدنية ساعة الحدث مقارنة مع الايام الأخرى جعلت من انتاجية طاقة الرياح في افضل درجاتها، وكل ذلك تزامن مع انخفاض الاحمال بسبب عطلة الجمعة واعتدال درجات الحرارة والتي لم تتجاوز الـ 2000 ميجاوات ساعة العطل، وفق تقديراته، وكان بالامكان تلافي ذلك لو حصل قطع اوتوماتيكي ولحظي لبعض محطات الطاقات المتجددة علما أن انظمة الحماية والتحكم تسمح بذلك ويفترض أن تكون عاملة على هذا الأساس.
وتاليا المقال الخاص :
الإطفاء الشامل 21/5/2021
كما هو معروف للجميع فقد حصل انقطاع شامل للكهرباء يوم الجمعة 21/5/2021 حوالي الساعة الواحدة ظهرا تأثرت به كل المملكة استمر لاكثر من اربع ساعات في بعض المناطق وعاد التيار في بعض القطاعات الحيوية بعد ساعتين وكان لخبرة مشغلي النظام الكهربائي الدور الكبير في الاعادة بهذه السرعة حيث انه من المعروف ان حصول اطفاء بهذا الحجم في الانظمة الكهربائية الكبرى عالميا يستغرق ساعات طويلة وقد تصل في بعض الاحيان الى ايام وهناك تجارب عالمية كثيرة في للولايات المتحدة وكندا والمانيا وغيرها الكثير من الدول المتقدمة وحتى على المستوى العربي في الإمارات والبحرين وغيرها وكانت مشابهة من حيث شمولية الانقطاع واثره وتطلبت ساعات وأيام لاعادة التزويد لحالته الطبيعية، الا ان اكثر ما يهمنا في هذا المجال هو دراسة ما حصل وتحليل العطل واسبابه للوصول الى نتائج يستفاد منها لتلافي حصول ذلك مرة اخرى.
كانت هناك رواية حكومية لم يتقبلها الشارع بخصوص السبب الحقيقي للاطفاء الا وهو خط الربط المصري الاردني وحصول عطل فيه ادى الى عدم توازن الاحمال بين مصر والاردن مما تسبب في هذا الانقطاع وقد تواردت الاخبار بنفي الجانب المصري حصول اي عطل على خط الربط مع الاردن مما سبب حرجا بالتأكيد لمن وراء ذلك من الجهات الحكومية وشركة الكهرباء الوطنية على وجه الخصوص، وبصفتي كنت مديرا عاما لشركة الكهرباء الوطنية في الفترة 2014-2018 وكنت على اطلاع ومتابع لخط الربط المصري فإنني استبعد هذه الفرضية للاسباب التالية:-
• ان الربط المصري الاردني من خلال دائرتي الكوابل بجهد 400 كيلو فولت يعمل منذ اكثر من 23 عاما وبفعالية عالية لمصلحة النظاميين الكهربائيين في مصر والاردن وقد لا اجافي الحقيقة في أن استفادة النظام الكهربائي الأردني أكثر من منطلق ان النظام الكهربائي المصري حجمه اكبر بكثير وبالتالي فإن التحكم بالذبذبة اصبح اكثر ثباتا في الاردن بسبب الربط وكذلك فان خط الربط المصري يعتبر مصدرا توليديا احتياطيا للمملكة في حال كان هناك حاجة للاستجرار وهناك اتفاقية تبادل طاقة مع مصر تجدد سنويا ولمصلحة الطرفين ولا يعني ذلك بأي حال من الاحوال الاعتماد الكلي عليهم في استيراد الكهرباء بل انه ومن خلال اتفاقية التبادل ومن خلال الاطلاع على التقرير السنوي لشركة الكهرباء الوطنية فإن حجم التبادل بين الطرفين لا يزيد على 300 جيجاوات ساعة من اصل الاستهلاك السنوي في المملكة والذي يبلغ حوالي 19000 جيجا وات ساعة أي أنه بحدود 1.57% من مجمل الاستهلاك في المملكة.
• اثناء الخدمة في شركة الكهرباء الوطنية وخلال العشرون عاما التي كنت متابعا لشبكة النقل الكهربائي في الاردن حصلت اعطال كثيرة على خط الربط المصري وقد لا اجافي الحقيقة إذا قلت انها تتجاوز عشرات المرات ولكن لم تصل اثارها الى الاطفاء الشامل وكانت هناك دراسات على كل حالة بحيث تمكنت الكوادر الفنية في شركة الكهرباء الوطنية من وضع خطط دفاعية على انظمة التحكم وارساءات الوقاية للحد من اثر اي عطل على خط الربط على النظام الكهربائي الاردني.
• إن وقت حصول الاطفاء كان يوم جمعة وبالتالي فإن الاحمال بالتأكيد كانت قليلة جدا أي أنه لم تكن هناك عملية استجرار للطاقة من مصر وأن عملية الاستجرار فيما لو كان هناك حاجة لها يفترض ان تكون عند ارتفاع الاحمال الكهربائية او الوصول لأحمال الذروة او عند الحاجة والوقت الذي حصل فيه الاطفاء لايتطلب استجرارا للطاقة ابدا.
• تبقى فرضية ان تكون هناك ذبذبة في الاحمال من الجانب المصري (Oscillation) واستبعد ذلك لان الظروف التشغيليه في مصر مشابهة لما هو موجود في الاردن اي انه لم تكن هناك مشاكل على الجانب المصري وقد اكدوا ذلك وعلى فرضية انه كانت مشاكل على النظام الكهربائي المصري فإن لدى الكهرباء الوطنية الخطط الدفاعية على النظام لمواجهة ذلك.
بناءا على ما سبق فإنني أوكد ما ذهبت اليه سابقا من ان حالة عدم اتزان حصلت بسبب وجود طاقات متجددة سواء كانت رياح او شمس ونحن نعلم ان مجموع الطاقة المتجددة المدمجة في النظام الكهربائي الاردني حاليا تزيد على الفي ميجا وات سواء كانت في جانب التوزيع او النقل وان فترة الظهيرة هي فترة الانتاج الجيدة للطاقة الشمسية وكذلك فإن درجات الحرارة المتدنية ساعة الحدث مقارنة مع الايام الأخرى جعلت من انتاجية طاقة الرياح في افضل درجاتها وكل ذلك تزامن مع انخفاض الاحمال بسبب عطلة الجمعة واعتدال درجات الحرارة والتي في اعتقادي لم تتجاوز الـ 2000 ميجاوات ساعة العطل وكان بالامكان تلافي ذلك لو حصل قطع اوتوماتيكي ولحظي لبعض محطات الطاقات المتجددة علما أن انظمة الحماية والتحكم تسمح بذلك ويفترض أن تكون عاملة على هذا الأساس.
لقد اثار انتباهي الزملاء الخبراء الذين اجتهدوا عبر وسائل الاعلام في امور نظرية بحتة بل ذهبوا بعيدا في تصورات وتحليلات لم تكن دقيقة وكأن هدف البعض منهم اثارة الشارع والاستعراض والمبالغة في الطعن والتشكيك في النظام الكهربائي الأردني ومما ساعدهم في ذلك وزارة الطاقة والثروة المعدنية وشركة الكهرباء الوطنية الذين لم يقوموا بالتغطية الاعلامية المناسبة لتوضيح حقيقة النظام الكهربائي الاردني ومشاريع التوليد الخاص وكذلك توضيح فوائد الربط الكهربائي وتبادل الكهرباء ورجائي لكل من سيحاول الاجتهاد في موضوع الاطفاء بدون معرفة ودراية بطبيعة النظام وأداءه انتظار نتيجة التحقيق التي نأمل ان لا تطول.
في النهاية اقدر عاليا جهود العاملين في شركة الكهرباء الوطنية وكفائتهم وحرفيتهم في التعامل مع الحدث املا الاسراع في التحقق من السبب الذي كان وراء ما حصل للاستفادة وعدم تكراره مستقبلا.