قال وزير الداخلية مازن الفرايه إن الحكومة قامت بأخذ عينات فحص كورونا واعطاء المطاعيم ومعالجة مرضى الفيروس على نفقتها، الامر الذي ساهم في وصولنا الى مرحلة التعافي من ذلك الوباء حيث تراجعت الاصابات وزادت السعة السريرية واصبح بالإمكان اعطاء المطاعيم لنحو ما يقارب 100 الف شخص يوميا.
وأكد الفراية خلال افتتاح فعاليات مؤتمر ادارة مخاطر الكوارث والأزمات في الاردن خلال مئة عام، اليوم السبت، والذي نظمته لجنة ادارة مخاطر الكوارث والازمات في نقابة المهندسين الأردنيين بحضور نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، وأمين عام النقابة المهندس علي ناصر، أن الحكومة بذلت جهودا كبيرة لكسب الوقت فيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا، لبناء القدرات الصحية المناسبة للتعامل مع الجائحة، وشكلت خلية ازمة في المركز الوطني للأمن وادارة الازمات ضمت كافة مؤسسات الدولة واجهزتها الأمنية.
ولفت إلى أنه وبعد مرور اكثر من عام على الجائحة الا أن القطاع الصحي ظل متماسكا كما تم بناء مستشفيات ميدانية وتعزيز المستشفيات القائمة، إضافة إلى قيام
وشارك في أعمال المؤتمر المؤسسات الرئيسة ذات العلاقة بإدارة الكوارث في الأردن، كالمركز الوطني للأمن وادارة الأزمات، والدفاع المدني والمنظمات الدولية التي ساهمت بتطور مخاطر الكوارث في الأردن.
وثمن الفرايه، جهود النقابات المهنية بشكل عام ونقابة المهندسين على وجه الخصوص، على دورها التاريخي ومساهمتها الفعالة في بناء الدولة الأردنية، ورفد قطاعاتها المختلفة بالكوادر البشرية والخبرات التراكمية ودورها في تأهيل ورعاية منتسبيها.
وقال إن المملكة مرّت كالعديد من الدول بمجموعة من الازمات والكوارث، وكان آخرها ازمات اللجوء المختلفة وتوالت الكوارث والأزمات على اختلاف درجاتها، بالتزامن مع تطوير قدرات الدولة وتحسن إمكاناتها على ادارتها، حيث توجت الجهود بتأسيس المركز الوطني للأمن وادارة الازمات عام 2008.
ولفت إلى أن الاردن ساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الشعوب التي تعرضت لكوارث وازمات، إضافة الى حجم مساهماتنا الكبيرة في قوات حفظ السلام، وارسال العديد من المستشفيات الميدانية الى مختلف دول العالم.
وقال الفرايه إن المؤتمر بخبراته التراكمية، جاء لإلقاء الضوء على محطات تاريخية لإدارة مخاطر الكوارث والازمات في الاردن خلال مئة عام منطلقا من مفاهيمه العلمية ومحاوره البناءة التي ادرجتها لجنة ادارة المخاطر في نقابة المهندسين، مستذكرة بذلك مسيرة الادارة الاردنية في مواجهة الكوارث والأزمات خلال المئوية الاولى، وابراز الكوارث التي حصلت طيلة هذه الفترة والالية التي تعاملت بها الدولة الاردنية.
وأشاد بدور نقابة المهندسين الأردنيين في ادارة المخاطر والازمات منذ انشائها، ومدى تقيدها بالمعايير والكودات الدولية والمتابعة المستمرة لإدارة اليات تلك الازمات والكوارث وفقا لتطبيق افضل الاستراتيجيات ومتابعة أحدث الافاق المستقبلية للحد من مخاطر هذه الكوارث على المجتمع.
وأكد أن حسن ادارة الازمات والكوارث في الاردن كان الفيصل في نجاح الادارة، فقد تحمل الازمة في طياتها الفرص لإيجاد مواطن الخلل في البنية التحتية للقطاعات المختلفة، وبالتالي تحسين قدرات الاستجابة والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
وبين أن نجاح الدولة في التعامل مع مختلف هذه الازمات كان ناتجا عن التعاون والتنسيق بين كافة مكونات الدولة والاستغلال الامثل للموارد البشرية والمالية، وتضافر جهود المؤسسات الحكومية والقوات المسلحة والاجهزة الأمنية كل باختصاصه وتحت قيادة موحدة للخروج من هذه الازمات بكفاءة وفاعلية والتخفيف من اثارها الجانبية على الدولة، والعمل معا للتعافي.
بدوره، قال نقيب المهندسين ، إن قدرنا في هذا الوطن ان نعيش مع التحديات منذ تأسيس الامارة ومواجهة المؤامرات المختلفة حيث تمكنا من تجاوز التحديات والانتصار على المؤامرات بالتحام الشعب مع القيادة، فأينما كان هناك تقاطع للموقف السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي بين القيادة والشعب كان الانتصار نهاية الطريق.
وأكد أن الحوار المجتمعي سواء كان حوارا يتعلق بالجوانب السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية او التربوية، هو سبيلنا الوحيد للانتصار، حيث أن كل الشعوب التي حاولت الوصول الى الاصلاح الراديكالي دخلت بمتاهات الحروب الأهلية والازمات المختلفة.
وبين الزعبي أن الأردن يمر بأزمة اقتصادية خانقة رافقها ارتفاع معدلات البطالة، وآخرها جائحة فيروس كورونا والتحديات الاقليمية المختلفة، وقد كانت النقابة كما كانت دائما منحازة لقضايا الناس وقضايا شعبنا العربي والقضية الفلسطينية، حيث سيتوجه الوفد الذي تم تشكيله أخيرا الى قطاع غزة للمساهمة في عملية الاعمار وتقديم الخبرات المختلفة.
وقال رئيس لجنة ادارة مخاطر الكوارث والأزمات في نقابة المهندسين المهندس نايف خوري، إن المؤتمر يأتي ونحن نعيش ذكرى استقلال المملكة ونتفيأ ظلال المئوية الأولى للدولة الأردنية، انسجاما مع دور النقابة في المساهمة وتعزيز مختلف مجالات الحياة في الاردن بخبرات النقابة المختلفة.
ولفت إلى أن الاردن كان سباقا في التوقيع على الاطارات الاممية في مجال ادارة مخاطر الكوارث والازمات، كما أننا لا زلنا بحاجة الى العمل للاستفادة من الدروس المستفادة التي يتم استخلاصها من المؤتمرات المتنوعة حول هذا الموضوع بمشاركة نخبة من الخبراء والمؤسسات في هذا الوطن.