تلعب أجهزة الأعلام المختلفة المرئية والسمعية والمقروءة في عصرنا الحالي دورا مؤثرا في صناعة الرأي العام , ورسم الأنماط السلوكية للشباب , والتأثير في صناعة القرار السياسي , بل التأثير في مختلف السياسات العامة, وذلك بفعل التطور المذهل والسريع في أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة , والذي مكن الإعلام من امتلاك إمكانيات وقدرات عالية التأثير لم يكن يمتلكها قبل مدة غير طويلة من الزمن , مما أعطى للإعلام سلطة وقدرة لا يمكن لأحد تجاهلها .
الشباب طاقة إنسانية متميزة بالطموح والحماسة والسعي نحو الاستقلال وحب الاستطلاع والمعرفة والتطلع نحو المستقبل بكل ثقة وعزم, وهم أساس التنمية والطاقة الكبيرة التي ينبغي الاستفادة منها في عملية التنمية الوطنية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية وفي مجالات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي.
التنمية الشاملة هي عملية مجتمعية واعية تشمل الجوانب الروحية والذاتية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والبشرية وهي أيضا موجه لإيجاد تحولات هيكلية تؤدي إلى أطلاق طاقة إنتاجية ذاتية يتحقق بموجبها تزايداً كبيراً في الطاقة الإنتاجية وذلك من العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الجهد والمكافأة وتعميق متطلبات المشاركة وضمان الأمن والاستقرار الفردي والاجتماعي والوطني.
الأردن وطن العطاء والشباب, وطن الموارد البشرية التي تمتلك البناء والتجدد والحيوية والعطاء الذي لاينضب, ويشكل الشباب في مجتمعنا أحد مصادر البناء والإنجاز للنهوض بالمجتمع، ودفع مسيرة التنمية الشاملة بإبعادها المختلفة، وهو ما يلقي عليهم مسؤوليات كبيرةً تضعهم على طريق التحدي، خصوصاً وأن المجتمع الأردني يمتاز بأنة مجتمع فتي فغالبية سكانه هم من قطاع الشباب, وإيماناً بدور هذا القطاع الذي يشكل احد روافد التقدم والتطور والنماء، فإن جلالة الملك عبد الله الثاني حرص على تقديم الشباب في خطاباته المختلفة، إن كانت على الصعيد المحلي أو العربي أو الدولي, ومنذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية استطاع أن يرتقي بالشباب ويضعهم على سلم الأولويات المجتمعات المتقدمة، وهو يشخص واقعهم ويرصد التحديات التي تجابههم، ويرنو للنهوض بواقعهم على نحو مشرق ومشرف بطريقة فريدة على مستوى العالم.
وشكل الاهتمام الملكي بالشباب محط أنظار صانعي القرار على الصعيد العالمي، لا سيما وأنهم ينظرون بإعجاب للتجربة الأردنية في التعامل مع هذه الفئة من المجتمع، وتمكينها من أخذ دورها على الصعيد المحلي، وهو ما دفع بها للتقدم في شتى مناحي الحياة ومساهمتهم بصورة رائدة في التنمية الوطنية.
من هنا بدأت في الأردن خطوات متميزة في الاهتمام بقطاع الشباب من قبل وسائل الإعلام المختلفة في تخصيص ملاحق شبابية مرفقة مع الصحف اليومية والمواقع الاخبارية الالكترونية بالاضافة الى العديد من البرامج التلفزيونية والاذاعية التي تلامس الواقع الشبابي والتي تلعب دورا هاما في تنشيط الحركة الشبابية وذلك لربط القاري مباشرة بإخبار الشباب, والرائع في هذا الجانب إن من يقوم على إعداد وتجهيز الملاحق هم الشباب أنفسهم, كما تقوم الكثير من المواقع الالكترونية بإبراز انجازات واهتمامات الكثير من الشباب الوطني وتساعد على توفير البيئة الإعلامية الوطنية للنهوض بهذا القطاع الحيوي الهام, مطلب شبابي واهتمام وطني في تطوير مهارات الشباب والعمل على تحسين إمكانياتهم وقدراتهم في التعامل مع المصدر المعلوماتية في ظل الكم الهائل من وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية والاتصال الرقمي والتحقق من صدق ودقة المعلومة وبناء فكر وطني شبابي إعلامي مبني على التربية الوطنية الإعلامية والذي يعتمد على تنمية وتطوير مهارات الاتصال والتفكير النقدي وخاصة في مجال الاتصال الرقمي
وتعمد الصحافة من خلال الملاحق لنشر وتعزيز الانجازات الشبابية فهي دافع كبير في بناء الشخصية الوطنية للشباب خصوصا عندما تنشر الانجازات والمبادرات والتميز لدى الشباب التي ينظر إليها المجتمع بعين من الايجابية فسيعمل على تطوير ذاته أكثر فتكون بمثابة الحافز للاستمرار نحو تقديم الأفضل من العمل والانجاز وتحسين الشباب من الأفكار المظللة والبعد عن الإشاعة الهدامة التي تفتك بالوطن ومقدراته لان الإشاعة أصبحت تسيطر على حيز كبير من مصادر المعلومة والأحداث في تداول الأخبار في ظل سرعة وصول المعلومة وتداولها وما تعانيه مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية في تناقل معلومات غير مؤكدة وعدم التأكد من مصداقيتها، حيث تعتبر الإشاعة من أخطر المظاهر الاجتماعية التي أخذت بالتزايد مؤخراً في مجتمعنا والتي تعزى أسبابها إلى عدة عوامل من بينها غياب الوازع الديني وتراجع قيم الأخلاق والظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وازدياد نسبة البطالة بين الشباب والفراغ والتي من شأنها توفير الوقت الكافي للانشغال بهذه الظاهرة السلبية.
على قطاع الإعلام الوطني نعقد الأمل في ابراز طاقات الشباب ودعم امكانياتهم واكتشاف مواهبهم والسير قدوما مع انجازات الشباب الأردني وابدعاتهم وخطاهم وتطوير قدراتهم لنصل إلى طريق الانجاز والتقدم ورفعة الأردن لان الاعلام داعم رئيسي لافكار وتطلعات الشباب المميز المبدع وابراز بيئة الابداع والريادة وخلق فرص عمل ذاتية وتسويقها ضمن برامج اعلامية متطورة تساعد في خلق فرص عمل مناسبة للشباب تساعد في النمو الاقتصادي.