Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

محي الدين قندور موسوعة تاريخية وسينمائية

كتب يوسف كيوان

لطالما سمعنا جميعأ عن فوائد السفر لكن في سفري هذا تحديداً عرفت فعلاً معنى وجع القلب آه والله وأقل مايقال وجع قلب كما تعلمون جميعأ، أنني تركت زوجتي وإبني المولود حديثاً والذي هو الآن في الخداج وأستودعتهم الله لأنني ومع كل معوقات التقدم والنجاح في مجال الفن ،إلا أنني مازلت أقول لنفسي أن القادم أجمل ولكل مجتهد نصيب، فلبيت الدعوة التي رتبها لي الدكتور محي الدين قندور في روسيا وغادرت مسافراَ، برفقته لنرفع علم الأردن وكأول مشاركة عربية تعد سابقة في تاريخ مهرجان سوتشي السينمائي العالمي بفيلم أردني بطولتي وإخراج احمد الخطيب.

 وبما أن رحلتنا طويلة ومن فوائد السفر أنك تزداد معرفة بمن أنت برفقتهم صعقت بهذا الرجل الذي تجاوز ال٨٢ عاما، موسوعة عز نظيرها ، كانت رحلتي في اليومين كألف سنة جلست من خلال هذا الرجل مع الملك حسين وأبحرت مع صلاح الدين الأيوبي في القدس، وبرفقتنا صانع فيلم الرسالة مصطفى العقاد ،والتقطت الصور مع النجم العالمي أنطون كوين وقرأنا  الفاتحة على المجاهد عمر المختار. نعم زرت إشبيلية ووقفت دقيقة صمت وتأمل مع تمثال صقر قريش عبدالرحمن الداخل والذي أسسه محي الدين قندور، ناهيكم عن السلطان عبد الحميد وأشرف بيك لورنس الشركس والكثييييير ممن سطرت أسمائهم بماء الذهب، والذين أخذني الدكتور محي الدين قندور بمواقف حياته وبمؤلفاته وأفلامه وكيف طلبوا منه عمالقة السينما في العالم أن يكتبها لهم وعلاقاته وبصماته العظيمة في صناعة وإنجاز أضعاف ماذكرت هذا الرجل الذي لا تستطيع أن تغادره لحظة أَنساني نفسي في رحلتي معه.

 هل من المعقول أن لا نرى شارع في الأردن مثلاً بإسم محي الدين قندور العملاق الثمانيني دكتور التاريخ ودكتور الإقتصاد السينمائي والمؤلف الذي ترجمت مؤلفاته لكل لغات العالم والذي يجيد التحدث بثمانية لغات والذي أفنى جل وقته وجهده وشبابه ليرفع علم الأردن للعالمية؟! توقفت ونظرت وتأملت أين نحن من المنجز الأردني ؟ أين نحن وماذا نعرف عن المبدع الأردني؟ إذا كان هذا النكران حاضر لقاماتنا فما هو مستقبل الشباب الأردني المبدع؟ وهل سيثمر غراسنا وتعبنا وشقائنا وسفرنا وآغترابنا عن أحبابنا حتى في أحلك الظروف لآداء واجبنا تجاه وطننا بحمل اسمه عالياً شامخاً في كل المحافل الدولية والوطن لايدري عنا شيء .

إلى متى سيظل المبدع الأردني رهنا في آيادي غير معنية وغير مسؤولة متى سنرى مبدعين الأردن على الخارطة متى سيُستثمر الفنان الأردني الحقيقي كما تُستثمر وفاته بإلتقاط الصور متى سيتوقف ضحك الجمهور المبكي عندما يُسأل نجم سوري في مؤسسة شومان مارأيك في الدراما في الأردن؟… أو مارأيك في الدراما الأردنية؟!… وقبل أن يجيب النجم السوري تضج القاعه من جمهورنا الأردني بالضحك نعم ضحك لأن شر البلية ما يضحك …آلمني محي الدين قندور وأوجع قلبي أكثر هذا السينمائي الذي عمل مع أهم نجوم العالم وعنده من المؤلفات والمنجزات والتاريخ والتجارب مالم يخطر على بال أحدنا ولكن وبرغم التعتيم الإعلامي وإسدال الستار من كل مقصر في نقل المنجز الأردني إلا أن الشمس لاتغطى بغربالكم المهترئ.

أسأل الله العظيم أن يمد في عمر الدكتور محي الدين قندور ويزيده صحة وعطاء لتبقى هذه الموسوعة التاريخية السينمائية ولننهض بفننا الأردني ونصنع مستقبل عظيم مبني على ماضٍ عريق إعلامنا الجميل الفنان الأردني الآن بحاجتكم والمنجز ومهما كان عظيماً إن لم يُسطر بأقلامكم ويطل من خلال نافذتكم سنكون جميعأ محي الدين قندور وهذا واجب على كل أردني غيور على الأردن أن لا يغض الطرف عن أي منجز أردني
*الصورة المرفقة للدكتور محي الدين قندور في شبابه ومعه النجم العالمي أنطون كوين ومجموعة من عمالقة السينما في العالم

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version