رحبت الصحف القطرية الصادرة، بالزيارة المرتقبة التي سيقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله، إلى قطر الثلاثاء.
وأولت جميع الصحف القطرية على صدر صفحاتها الأولى اليوم، أنباء الزيارة المرتقبة، والقمة التي سيعقدها جلالته مع أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر. وأكدت أن القمة ستركز على بحث ما من شأنه أن يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، فضلا عن أبرز قضايا ومستجدات المنطقة.
وخصصت صحيفة الشرق في عددها الصادر اليوم، تقريرا مطولا للحديث عن العلاقات التي تربط الأردن وقطر في جميع المجالات.
وقالت في التقرير الذي جاء تحت عنوان “قطر والأردن.. شراكة استراتيجية متطورة”، إن العلاقات الثنائية بين دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، تركز على الأخوة والاحترام المتبادل، والحرص المشترك على تعزيزها وتنميتها بفضل الرؤى الحكيمة لقيادتي البلدين، منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء عام 1972، والتي شهدت نموا ملحوظا في المجالات كافة، بالإضافة الى العلاقات الاستراتيجية القوية والمتطورة بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة، أن علاقات التعاون بين البلدين وفي مختلف القطاعات، تأتي ترجمة واقعية للرؤية الحكيمة والتوجيهات السامية لقيادتي البلدين، مضيفة أن الدوحة وعمان شهدتا على مر السنين زخما في الزيارات الرسمية المتبادلة للوزراء وكبار المسؤولين نتج عنها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تؤطر العلاقات الراسخة بين البلدين وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعمالية.
واشارت الى زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمملكة الأردنية الهاشمية عام 2012، ومشاركته في القمة العربية التي استضافتها عمان عام 2017، كما استقبل جلالة الملك عبد الله الثاني أمير قطر في 23 شباط 2020، بالإضافة الى زيارات متعددة لجلالة الملك عبد الله الثاني لدولة قطر في أعوام 1999 و2003 و2004 و2008 و2009 و2011، فضلا عن لقاء أمير قطر بجلالة الملك، على هامش أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في 28 آب الماضي.
كما اشارت الى زيارة جلالة الملكة رانيا لدولة قطر عام 2004، مبينة ان هذه اللقاءات العديدة التي جمعت بين قادة وكبار المسؤولين في البلدين خلال العقود الماضية، كانت من أجل التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا المحورية التي يتوافق عليها الجانبان وسبل التعامل معها.
وأكدت الصحيفة أن هذه التحركات الدبلوماسية، تعكس الرغبة المشتركة على الدوام بين قيادتي البلدين لتوطيد العلاقات الثنائية والارتقاء بها وتعزيزها في شتى المجالات لا سيما السياسية والثقافية والاقتصادية والاستثمارية، والحرص على تعزيز التعاون المشترك، وخصوصا في مجالات الطاقة والبنية التحتية وتبادل الخبرات والتدريب ضمن التحضيرات لبطولة كأس العالم قطر 2022، فيما يستمر التعاون والتنسيق العسكري المشترك.
وأضافت ان العلاقات القطرية الأردنية تسير باتجاه مزيد من التعاون والتكامل في جميع المجالات، حيث تربط كلتا الدولتين اتفاقيات استثمارية عديدة، لعل أبرزها اتفاقية اللجنة العليا المشتركة الموقعة بين البلدين عام 1995 واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات 2009، واتفاقية إنشاء صندوق استثماري مشترك بين جهاز قطر للاستثمار والاردن الموقعة في عمان عام 2009، واتفاقية الازدواج الضريبي بين البلدين عام 2004.
وأوضحت أنه في وقت سابق، أعلنت قطر عن حزمة استثمارات مخصصة لمشاريع البنى التحتية في الأردن بقيمة 500 مليون دولار.
وتماشيا مع توجهها في دعم التعليم، وإعطاء الأمل وتعزيز السلام والعدالة من خلال التنمية المستدامة والشاملة، وقعت دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، في آب الماضي، مذكرة تفاهم للمساهمة في تطوير وتعزيز قطاع التعليم في الأردن من خلال تأهيل القدرات التعليمية للشباب، وتمكينهم من إكمال دراستهم في تخصصات تقنية وتطبيقية مطلوبة في سوق العمل المحلية والإقليمية.
وتستهدف هذه المذكرة 800 طالب من الجنسية الأردنية ومن اللاجئين في الأردن لتقديم الخدمات التعليمية لهم وذلك عبر اتباع معايير الاختيار الخاصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وفي وقت سابق، أعلنت قطر عن توفير 20 ألف وظيفة للأردنيين، وخلال مبادرة تشغيل الأردنيين في قطر تم تعيين نحو 5 آلاف أردني، حتى شهر كانون الأول الماضي.
وذكرت صحيفة الشرق أن قطر والأردن وقعتا خلال شهر حزيران الماضي اتفاقية تعاون ثقافي تشمل التنسيق والتبادل المشترك في جميع الشؤون الثقافية والفنية بين الجانبين، من خلال إقامة المعارض الفنية وتنظيم الأسابيع الثقافية وزيارة الفرق الفنية والاستعراضية والمسرحية والموسيقية، وإقامة معارض الفنون التشكيلية، وتبادل زيارات المحاضرين والشعراء والأدباء في البلدين، وتبادل توجيه الدعوات للمشاركة في المهرجانات والمناسبات الثقافية، والتشاور والتنسيق بينهما بشأن جميع المسائل الثقافية أثناء المشاركة في المؤتمرات واللقاءات العربية والدولية.