الحكومة تعد ميثاقا وطنيا لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي

 قالت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة إنها قد بدأت بمشروع إعداد الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي منذ منتصف العام الحالي وذلك تنفيذاً لبنود السياسة الأردنية للذكاء الاصطناعي 2020 التي تم إقرارها من قبل مجلس الوزراء في نهاية عام 2020 من خلال عقد سلسلة ورش عمل نقاشية وتفاعلية بالتعاون مع الجمعية الأردنية للمصدر الفتوح (جوسا) حضرها وشارك فيها عدد من المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي بالإضافة الى القانونيين والحقوقيين حيث تم خلال الورشات تعريف كافة المشاركين بالهدف الرئيسي من اعداد الميثاق ومناقشة مجموعة من المبادئ والإرشادات التي سيتضمنها الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتي تدعم تطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي ضمن المبادئ الأخلاقية وبشكل مسؤول وبما يعزز الابتكار والابداع وضمان توفير بيئة محفزة للاستثمار.

وبينت الوزارة انه وكخطوة لاحقة لورش العمل التي عقدت وبالاعتماد على مخرجاتها تم تشكيل لجنة لصياغة الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي برئاسة وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وعضوية مختصين من مختلف الجهات تمثل تقنيين وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وأكاديميين وقانونيين، حيث باشرت اللجنة عملها في صياغة الميثاق بالاستناد على تقرير مخرجات ورش العمل التي أجرتها الوزارة سابقا بالإضافة الى دراسة وتحليل الممارسات العالمية ومراجعة البيئة التشريعية المحلية لضمان توافق مسودة الميثاق معها، كما وقامت اللجنة باستخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي لمراجعة الممارسات الدولية وتحليلها واستخلاص أبرز النقاط والمبادئ المشتركة بين معظم الدول وذلك تأكيدا على أهمية الذكاء الاصطناعي وتقنياته ودورة في استغلال الموارد واختصار الوقت والجهد.

وأكدت الوزارة بأن مسودة الميثاق والتي يجري العمل عليها من قبل لجنة صياغة الميثاق تتوافق مع توصيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتي تبنتها الدول الأعضاء الـ 193 في المنظمة مؤخرا كأول اتفاق عالمي يحدد القيم والمبادئ المشتركة اللازمة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بصورة سليمة، حيث كلّفت اليونسكو (24) متخصصاً من أبرز خبراء العالم المعنيّين بالتحديات المترتبة على الذكاء الاصطناعي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بإعداد مشروع التوصية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي من خلال اجراء عملية واسعة من المشاورات والمفاوضات مع الدول الأعضاء لمناقشة مسودة مشروع التوصية.

حيث شاركت المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في مراجعة مسودة التوصية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في جلسات الاجتماع الحكومي الدولي للجنة الخاصة المعنية بمراجعة مسودة التوصية

ويجدر الإشارة الى ان التوصيات الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الصادرة عن منظمة اليونسكو تدعو الى اتخاذ التدابير التشريعية اللازمة وفقا للإجراءات الدستورية والبنى الإدارية الخاصة بكل دولة من أجل وضع المبادئ المنصوص عليها في التوصية موضع التطبيق فيها والتي تدعو الى احترام وتعزيز ونشر وحماية المبادئ والمعايير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ومنها الشفافية، واحترام حقوق الانسان، والمساواة وعدم التحيز، والشمولية وتأتي مساندة ومعززة لها. والجدير بالذكر بأن مسودة الميثاق الوطني التي يجري العمل عليها حاليا تتوائم مع توصية اليونسكو، مع التركيز على توافقها مع البيئة الأردنية ومراعاة ثقافاتنا وبيئتنا الاجتماعية ومن المتوقع ان يغطي الميثاق مجموعة من المبادئ والارشادات التي ستعزز سيادة القانون وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية والتنوع ومراعاة المسائل الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي مثل قابلية مساءلة تلك الأنظمة التي تعمل على تقنية الذكاء الاصطناعي وشموليتها لجميع فئات المجتمع ومدى شفافيتها في اتخاذ القرارات وعدم انحيازها بالتركيز على فئة معينة من البيانات الخاصة باللون أو العرق أو الدين أو الجنس ومراعاة خصوصية البيانات وحماية الملكية الفكرية وتعزيز القيم الإنسانية.