كتب : كامل النصيرات
وأنت تحاول أن تنام ليلاً بعد صراعٍ طويل مع الأرق والقلق..تتخذ بينك وبينك قراراتٍ حاسمة ..تنتظر الصباح فقط لتبدأ بتنفيذها..لتبدأ مسيرة التغيير في حياتك..! فلان (أعطيته عين زيادة عن اللزوم) يجب أن يرى منك الوجه الآخر..! فلان سلّم على الجميع بالاسم ولم يسلّم عليّ؛ يجب ألا تسلّم عليه من اليوم وطالع! سأذهب لفلان وأشبك معه..سأبيع كذا واشتري كذا..! سأقف عنتراً حقيقياً في وجه زوجتي وسأضع لها حداً ..! وتدخل أنصاف أفكار وأرباع وأنت طريح النعاس الثقيل : سأضرب..سأربط..سأشمط..سأقف..سأقعد..وتنام ..تنام..وتنام في عقلك الباطن أقدام تجيد الرفس والركل والتشويت..تجيد التخبيط في بطن أحلامك وتحيلها إلى كوابيس..تصحو مرّة بحجة شرب الماء..مرة بحجة زحمان..مرة لاشعال سيجارة..ولا تنسى أنك تنظر للساعة كلّ مرّة وتقول لنفسك: لسّا بدري..وتعود لكوابيسك كي تنتصر على واحد منها فقط..!
في غمرة الكوابيس..تتذكر قراراتك الحاسمة..تعود لك الهمّة من جديد..تبتسم دون ابتسامة..ويستقرّ في قناعاتك أنك البطل كالقادم الذي سيبهر الجميع بهذا التغيير الشامل..سيقولون عنك: كاين متخبّي بقشوره..وتنام ..وتنام..!
تصحو على صوت زوجتك: بعدك نايم يا حبيب أمّك؟ تنظر إليها قبل أن تجيب..تطيل النظر ..إنها ساعة التغيير..إنها الخطوة الأولى ..الآن ..تماماً الآن..قف منتصباً..قف شامخاً..حمّرْ عينيك..خشّنْ صوتك وقل ما تيسر لك من قوّة ..! وها أنت ترمي اللحاف سريعاً وتقول لها: راحت عليّ نومة..اسف حبيبتي وشكراً لأنك صحتيني..!
وتتابع كل يومك..تسلّم على الذي لم يسلّم عليك..ولا تبيع ولا تشتري..وفلان تعطيه العين الأخرى زيادة على العين الأولى..وتؤجّل قرارات التغيير الشامل إلى الليل كي تستمتع وأنت تذكرها لنفسك قبل النوم وكي تحلم بها فقط..!
تذكّر قول أمّك: كلام الليل مدهون بزبدة ؛ إذا طلع عليه النهار يذوب..!
ك