Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

ألتراس الفيصلي ومجموعة وحداتي نبض الكرة الأردنية

يعقوب الحوساني- عمان

يعد ألتراس الفيصلي ومجموعة وحداتي أبرز روابط المشجعين لكرة القدم في الأردن، ليس فقط لأنهما يشجعا قطبا الكرة الأردنية، وإنما لالتزامهما وللأنشطة الكثيرة التي ينظمانها، إضافة إلى الطريقة التي تميزهما في التشجيع بالمباريات.

ولا يتوقف تشجيعهما للفيصلي والوحدات على المباريات فقط بل يمتد إلى التدريب أيضا، من يراهم يشعر أنهم كرسوا حياتهم من أجل تشجيع فريقهم فقط من فرط تفانيهم في الزحف وراءه وتشجيعه في كل مكان رافعين شعار “نشجع حتى الممات”. 

ألتراس الفيصلي
كان أحمد العودات صاحب فكرة تأسيس ألتراس الفيصلي عام 2006، لكن فكرته ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود من يدعمها، بيد أنها بقيت تدور في عقول ووجدان عشاق الفيصلي حتى قرر نحو عشرة أشخاص إحياءها، فاجتمعوا ووضعوا قانونهم الخاص وشروط الانتساب إليها.

كان الظهور الأول لألتراس الفيصلي على المدرجات في 22 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013 خلال مباراة الفريق مع القادسية الكويتي بكأس الاتحاد الاسيوي، وكان عددهم لا يتجاوز آنذاك العشرات.

ويقول خالد الدباس أحد مؤسسي ألتراس الفيصلي ورئيسه لعدة سنوات، للجزيرة نت إن عدد أعضائه العاملين حاليا يزيد على 200 عضو، معظمهم من طلبة الجامعات، ويعتبرهم نخبة الجماهير لأنهم يبذلون الجهد والمال والوقت لإظهار الصورة المشرفة للنادي الذي يحبونه دون مقابل. 

نشاطات وصعوبات
يتركز نشاط ألتراس الفيصلي في المدرجات بين مرتادي الدرجة الثانية، ويشرح الدباس معاناتهم في البدايات قائلا إن “جماهير الدرجة الثانية كانت قليلة وغير متعاونة، كونها لم تفهم عقلية الألتراس، لكن مع إصدار ألبومنا الغنائي الأول الذي حمل عنوان “قالوا عصابة” زادت الجماهير، وأصبحت الدرجة الثانية المقصد الأول لها، ما شجعنا على إطلاق منتجات خاصة ساهمت في تمويل أنشطتنا”.

ومع تنامي تفاعل الجمهور مع ألتراس الفيصلي، وخصوصا بعد إطلاق ألبومه الثاني “أجيال الفيصلي” زادت أعباؤه المالية لازدياد حجم “التيفو”، وهو علم كبير بحجم المدرج أو أصغر يزداد حجمه وعدد الأكياس المستخدمة في صنعه كلما زاد عدد الجماهير، مما دفعه للبحث عن مصادر تمويل إضافية.

ويوضح الدباس أن هذه المصادر تتمثل في “الدعم المالي المباشر من أعضاء مجلس إدارة النادي الفيصلي، وعدد من جماهير الفريق، إضافة إلى اشتراكات الأعضاء وبيع المنتجات الخاصة بالألتراس”.

ويتعرض ألتراس الفيصلي لانتقادات متعلقة بوجود “إيحاءات إقليمية” في “التيفو” الخاص به، الأمر الذي ينفيه الدباس، قائلا إن “جميع ما نقوم به من أعمال على المدرجات لا يتعدى حدود الرياضة، ويهدف إلى إرباك الخصم والتشويش عليه”، مؤكدا أنه “مع انتهاء المباراة ينتهي كل شيء، ونخرج مع جمهور الفريق الآخر إخوة متحابين”. 

أبرز المنجزات
وواصل ألتراس الفيصلي قصة نجاحه بإصدار الألبوم الثالث الذي حمل عنوان “ولك أنا الفيصلي”، وكان الألتراس أول من رفع تيفو باستخدام تقنية “ثري دي” بملعب عمان في مباراة القمة مع الوحدات، ومن أبرز أعماله رفع تيفو “ملح ومي” تعاطفا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 2017، وأعلن تعاطفه مع قطاع غزة المحاصر أكثر من مرة.

أول ظهور لمجموعة وحداتي كان يوم 13-9-2012 ولم يتجاوز عدد أفرادها حينها الخمسين مشجعا، حاولوا الخروج عن المألوف بإصدار هتافات وأغان جديدة.

بدأت فكرة إنشاء المجموعة بعد أحداث مباراة قمة نهاية مرحلة ذهاب موسم 2010 بين الفيصلي والوحدات بملعب القويسمة، والتي انتهت لصالح الأخير بهدف مقابل لا شيء، حيث أصيب 250 من مشجعي الوحدات نتيجة سقوط حاجز يفصل بين المدرجات والملعب.

ويقول أبو فخري “فعاليات مجموعة وحداتي بدأت في يمين الدرجة الأولى، وحولت جمهور الوحدات إلى ركيزة أساسية، ثم أعادت الروح إلى الدرجة الثانية التي كانت مهجورة، لتضم فيما بعد الأعضاء الفعليين للمجموعة التي أطلقت عليها اسم (كورفا غرين) أي المدرج الأخضر”.

وابتكرت المجموعة التي ترفض الكشف عن عدد أعضائها، عددا من الأغاني الحماسية، أبرزها “نادي الوحدات نادي الأبطال”، و”أوه يا مخيم ارفع راسك بنادي الوحدات”، بالإضافة إلى هتافها الشهير “الله، وحدات، القدس عربية”. 

تغيير الشعار
وكما ألتراس الفيصلي، واجهت مجموعة وحداتي العديد من الصعوبات، وفي هذا الإطار يشير أبو فخري إلى منع قوات الدرك الأردني “الباش” (لافتة عليها اسم المجموعة وشعارها) و”التيفو” الأول للمجموعة، بسبب منتجها الخاص “المشجع الملثم”، ما دفعها إلى تغيير شعارها للتمكن من دخول الملاعب.

ويضيف أن الشائعات لاحقت المجموعة من قبل أطراف سعت إلى التضييق عليها ومنعها من مواصلة نشاطاتها، “إلا أننا واصلنا السعي لخدمة الجماهير، وتأمين

المدرج بالتيفو والباش”.

ومن الصعوبات التي تواجه المجموعة بحسب أبو فخري “قوانين الألتراس التي تمنع إدخال أعلام تحتوي على أكثر من لونين، وتعليمات اتحاد كرة القدم التي تشترط موافقته المسبقة على كل تيفو وباش وهتاف، بالإضافة إلى صغر مساحة المدرجات”.

إنجازات ونشاطات
وتعد مجموعة وحداتي أول ألتراس يرفع “تيفو” في صالات كرتي السلة والطائرة بالأردن، وأطلقت العديد من حملات التوعية التي تحث على التشجيع المثالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال منشورات توزع على الجماهير في المدرجات، بالإضافة إلى محاربة السوق السوداء للتذاكر، والمساهمة في إقامة مباريات اعتزال لعدد من لاعبي الوحدات ودعمهم ماديا.

وساهمت أيضا بشكل مباشر في فتح باب الانتساب في الهيئة العامة لنادي الوحدات من خلال مفاوضات مع وزارة الشباب الأردنية، أفضت إلى فتح باب العضوية لأكثر من 2500 شخص، ليرتفع عدد أعضاء الهيئة إلى سبعة آلاف.

وأقامت المجموعة العديد من الأنشطة الخيرية، كتنظيم موائد الإفطار الجماعي في شهر رمضان، والمشاركة في تنظيم تجمع الفتى العربي اليتيم، وإشراك ما يقارب 600 يتيم في برامج ثقافية وترفيهية. 

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version