Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

اطلاق أول تطبيق عربي لامتحان الكفاية اللغوية غدا

 يطلق مجمع اللغة العربية يوم غد الاربعاء ، أول تطبيق عربي لامتحان الكفاية اللغوية، وأول حاضنة عربية للغة، بعمل منصات ضخمة لرفع مستوى الوجود الالكتروني لحوسبة اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد، بحسب أمين عام المجمع الدكتور محمد السعودي.
وبحسب السعودي فان هذه الانطلاقة تعد الأولى من نوعها وستتم خلال احتفالية المجمع باليوم العالمي للغة العربية، حيث ستوزع الجوائز على الفائزين في مسابقات الترجمة وأفضل تقرير صحفي والخط العربي والرسم، والرسم والخط العربي للأطفال اضافة الى القصة القصيرة للأطفال والمقالة التي كان المجمع أعلن عنها سابقا.
خبراء بينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بعنوان “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي”، أهمية حوسبة اللغة العربية وتأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية وصونها، وإيجاد مرجعية متخصصة لمأسسة ومراقبة آليات عمل مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والنهوض بالترجمة لتوفير فضاء معرفي حقيقي .
واللغة العربية من أكثر اللغات العالمية استخداماً وانتشاراً، إذ يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، وعدد كلماتها 3ر12 مليون كلمة مقابل 600 ألف كلمة باللغة الإنجليزية، ولها 16 ألف جذر لغوي مقابل 700 جذر لغوي للغة اللاتينية.
الدكتور السعودي دعا إلى حوسبة اللغة ودعمها في التطبيقات المختلفة،موضحا أن اللغة العربية تتميز بأنها صرفية، والصرف هو الذي يخدم الحوسبة.
وأشار الى أن الترجمة للغة العربية تسير ببطء، فلا توجد مراكز رسمية تعنى بها الدولة فيما يتعلق بالترجمات، وأن ما يخرج من الترجمة، هي جهود فردية بسيطة لا تفي بالغرض، ولا توفر فضاء معرفياً حقيقياً ، ينطلق منه الباحثون لنقل المعرفة من اللغات الأخرى .
ودعا إلى إيجاد مرجعية واحدة متخصصة تعنى بمراكز تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومراقبتها مالياً وإدارياً، للحفاظ على سمعة الأردن، وخدمة للشعوب الأخرى التي تتعلم اللغة العربية فيها، مشيرا الى ان معظم تلك المراكز قائم على اجتهادات فردية تبحث عن الربح.
وزير الثقافة السابق وأستاذ اللغة العربية في الجامعة الأردنية الدكتور صلاح جرار، شدد على أهمية المحافظة على انتشار اللغة العربية أولاً، والمحافظة على مكانتها ثانياً بين الدول، موضحا أن المشكلة الرئيسية في اللغة العربية، وبالرغم من أنها لغة أمة، إلا أن كل قُطر من الأقطار العربية يعتقد أن مسؤولية المحافظة عليها هي مسؤولية الأقطار الأخرى وليست مسؤوليته، ما يجعل العرب في المحافل الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو لا يتفقون على من ينبغي عليه دعم مكانة اللغة العربية ، لتكلفتها المادية.
وبين أن حوسبة اللغة العربية بات أمراً ضروريا،ً اذ لا تزال المادة العربية في قواعد البيانات والقواعد الحاسوبية ضعيفة.
ودعا إلى ضخ المزيد من نتاجاتنا المعرفية والعقلية والفكرية والعلمية في الحاسوب، ذلك أن الدول العربية لم تتفق لغاية الآن على ما يسمى (جوجل عربي) ، وبدأ حينها مشروع يعرف ب(الذخيرة العربية) قبل بضع سنوات وكان مقره في الجزائر، واتفقت الدول العربية حينها على رصد نتاجها العلمي والفكري والأدبي وتحميله على موقع خاص بها ثم تدمج هذه المواقع في شبكة واحدة تشكل الجوجل العربي، الا ان هذ المشروع لم ينجز.
وقال: لا تستطيع أي لغة أن تحتفظ بمكانة عالية ما لم تكن لغة علم ولغة بحث،مشيرا الى من يتباهون بكتابة أبحاث بلغات أجنبية، كما يتم تقييم الأكاديمي من حيث عدد أبحاثه المنشورة بلغات أخرى وليست باللغة العربية، فلم تعد الأبحاث المكتوبة باللغة العربية ذات شأن، ولم يعد الاهتمام بها كثيراً، فهي “طعنة في ظهر اللغة العربية” بحسب تعبيره.
وأشار الى مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقال ان آلية عملها لا تختلف عن المبادرات الشبابية لنشر اللغة العربية، فبعض هذه المراكز تؤسس لخدمة اللغة العربية والاعتزاز بها ويقوم البعض الاخر على غايات ربحية، لكن لابد أن يكون لجميع هذه المراكز رؤية مؤسسية ورؤية عامة وتنظيم قوانين لها ،بحيث تصب لخدمة اللغة العربية ولخدمة الأمة.
الجزء الثالثمدير برنامج نون والقلم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وإعداد معلميها استاذ اللغة العربية، الدكتور وليد العناتي، قال انه يحتفي دائما بالقول إنه إذا كان نسخ القرآن الكريم الخطوة العلمية الأولى في محو الأمية في الحضارة الإسلامية، فإن تعريب الحاسوب وتطويعه للعربية كان الخطوة الثانية.
وأضاف أنه لاشك في أن المهندسين العرب والمسلمين نجحوا في تجاوز العقبات الرئيسية في تعريب الحاسوب كتصميم لوحة المفاتيح وابتكار لغات برمجة وتطويع لوحة المفاتيح لمشكلة تعدد أشكال الحرف العربي وغيرها، إلا أن أعظم التحديات التي تواجه حوسبة اللغات تكون لغوية من حيث المبدأ ومعظمها مشكلات تتعلق بدلالات المفردات والتراكيب، موضحا ان برامج الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة في مجملها عن تفهُّم كيفية معالجة الدلالات والمعاني في العقل الإنساني والذكاء الطبيعي.
وبين أن أساس تجاوز مشكلات الحوسبة تتمثل في القدرة على بناء توصيفات دقيقة للمعاني المعجمية والتداولية ثم تقديمها لبرامج الذكاء الاصطناعي التي تشغل الحواسيب، وهذا يعيدنا إلى نقطة المنطلق: أنه لا يمكن تجاوز تحديات حوسبة العربية دون جهود اللسانيين المتخصصين والمتعمقين في فهم العربية وأنظمتها الدلالية، فهي من أهم العقبات بعدم تكامل جهود اللساني مع جهود الحاسوبي الخبير.
وأشار إلى أن آليات تعزيز حوسبة العربية تحتاج إيمانًا عميقًا بالاستثمار في البحث العلمي في حوسبة العربية وتطبيقاتها؛ فمثلاً مشروعات تعزيز المحتوى العربي على الشبكة ستكون عديمة الجدوى إنْ لم تدعمها برامج فهرسة وتحليل وتوثيق دقيقة، ولاشك في أنَّ تكاتف جهود المؤسسات العربية وربط المنتجات معًا سيكون عاملاً حاسمًا في تطوير برامج العربية وتقنياتها.
“لعلَّ التخطيط اللغوي في منتهى أمره يسعدنا في تعزيز منزلة العربية في سوق الحوسبة ومنتجاتها بإجراءات مرسومة منها تعزيز المحتوى العربي العلمي والمعرفي الذي خضع للمراجعة العلمية واللغوية، وبناء مكانز المصطلحات المتخصصة، وبناء شبكات من المعاجم العربية المدققة التي يمكن الاعتماد عليها في تفسير الغريب والمبهم” بحسب الدكتور العناتي .
وأضاف أن من ضمن الإجراءات بناء مدونات مُسْتَوْعِبَةٍ تجمع ملايين المفردات والتراكيب لتكون مرجعًا يعزز برامج التدقيق النحوي والصرفي والإملائي كما هو في اللغة الإنجليزية؛ إذ يكاد يكون مستحيلاً أن تجد خطأ إملائيًا في كتب اللغة الإنجليزية المنشورة خارج الوطن العربي، وكذا يندر أن تخطئ كثير من الحواسيب والهواتف الذكية في التهجئة بالإنجليزية بحكم اعتمادها على مرجع صحيح في الكتابة والإملاء، وكذلك افتتاح أقسام خاصة بمعالجة العربية وحوسبتها وعدم الاقتصار على مواد جزئية في الموضوع، وتعزيز الدراسات العليا البينية في العربية واللسانيات الحاسوبية.
ووصف مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها ،بأنها فوضى عارمة على جميع المستويات، لها عواقبها العلمية والاقتصادية والأخلاقية، مشيرا الى ابرز مظاهرها تعيين غير المتخصصين في اللغة العربية تخصصًا دقيقًا؛ فهم إن كانوا ناطقين أصلاء بالعربية، الا انهم عاجزون عن تقديم الخدمات اللغوية التعليمية المثلى لمن ينشدون التمكن من العربية.
وأشار إلى أن ما يحرِّك نزعة إقصاء المتخصصين دوافع ماديَّة بحتة؛ ذلك أن كثيرًا من المشتغلين في المجال يتقبلون ممن لم يحصلوا فرص عمل جيدة ثم أتيحت لهم فرص تعليم العربية لغير الناطقين بها براتب ضئيل فاقتنصوا هذه الفرصة ومارسوا التعليم بل إن بعضهم – صار يتبجح ويتحدث كأنه متخصص خبير- بحسب تعبيره.
ودعا الى ضبط سوق العمل في هذا المجال وفق شروط دقيقة أهمها الإدارة الأكاديمية المتخصصة في مجال تعليم اللغات وطرق تدريسها، وإسناد مهمة التدريس للمتخصصين في العربية تخصصًا دقيقًا، ومن حصَّلوا تأهيلاً عمليًّا في مجال اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات وطرق تدريسها، وترخيص هذه المراكز لدى وزارة التعليم العالي وفق شروط وضوابط أكاديمية ومعايير جودة محددة تمنع التسيُّب والتهاون في ممارسة هذا العمل.
كما دعا إلى عقد شراكات مع جامعات محلية وعربية وعالمية مشهود لها في هذا المجال، وربط المركز بمؤسسات البحث العلمي من خلال إسهام العاملين فيها في النشر العلمي المعتبر في هذا المجال، والمساهمة في المؤتمرات والندوات المتخصصة، ووضع نظام أكاديمي ينظم عمل هذه المراكز يشبه نظام عمل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي تخضع لمعايير الاعتماد الأكاديمي المحلية والدولية.
يشار إلى أن الاحتفال باللغة العربية في 18 من كانون الأول، يأتي بعد صدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1973 لإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version