رأى خبراء وأكاديميون أن الجامعات أصبحت تنوء بأعباء الأعداد المتزايدة من الطلبة هذا العام الناجمة عن زيادة نسبة النجاح في امتحان الثانوية العامة “التوجهي”، مشيرين الى أن الكليات والمرافق الجامعية تبدو وكأنها “أقبية” يتكدّس داخلها الطلاب.
وأشار هؤلاء إلى أن البنية التحتية للجامعات لم تكن مهيأة لهذه الزيادة “الكارثية”، وهو ما ينعكس على المخرجات التعليمية خاصة مع وجود نسبة عالية من طلبة “التوجيهي” لا تعبر نسبة نجاحهم عن مستواهم الحقيقي.
يقول المنسق العام لحملة الدفاع عن حقوق الطلبة “ذبحتونا” فاخر الدّعاس، إنّ الزيادة بعدد الطلبة في الجامعات “ليست ضمن حدود المعقول أو المنطقي، حيث وصلت في بعض الكليات إلى 150 % من الطاقة الاستيعابية”، مشيرا إلى أن هذه الزيادة كانت تستدعي زيادة الطاقم الإداري والأكاديمي، وتوسيع المرافق والبنية التحتية.
وأضاف، انّ الخدمات اللوجستية الحالية لا تتلاءم مع زيادة العدد، كما أَنّ “الطلبة المستجدين سيواجهون صدمة بسبب التباين بين معدلاتهم في التوجيهي وتحصيلهم الأكاديمي”، متوقعا “زيادة وتيرة العنف الطلابي كنتيجة حتميّة لهذه الزيادة، عدا عن حدوث إرباك في حركة النقل، واستشهد على ذلك بأَنّ عددا من الطلاب لا يجدون مقاعد يجلسون عليها في بعض الجامعات، والبعض يغادر منزله من الخامسة صباحا للفوز بمقعد في باص.
الطالب في كلية الهندسة المدنية بإحدى الجامعات الرسمية علاء حجّة، قال إنّ الزيادة أدت إلى “إلغاء مساق أخلاقيات الطالب الجامعي من العام الدراسي بسبب عدم قدرة الأكاديميين على تدريسه، أما مادة (الكالكولاس) فأصبحت تُدرّس في المدرج وليس في القاعات بسبب الزيادة بأعداد الطلاب”، مشيرا أيضا الى تأثر حركة النقل الداخلي بين كليّة وأخرى بسبب هذه الزيادة لأن الباصات غير كافية.
وكانت نسبة النجاح في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) الأخير بلغت 58.3 %، وعدد الناجحين 195134 طالبا، فيما بلغت النسبة في الامتحان التكميلي 53.4 %.
الخبير الاجتماعي والأكاديمي في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين خزاعي أوضح أن ارتفاع عدد الطلاب أدى إلى ازدحام شديد في القاعات والمرافق والمباني، مشيرا الى أنه منذ العام 1962 أي حينما تم إجراء أول امتحان للثانوية العامة “لم يواجه الأردن مثل هذه الكارثة التعليمية، رغم أَنّ هذا الامتحان كان يضم سابقا طلبة الضفتين”.
وكشف خزاعي عن مخالفة صريحة بهذه الزيادة، حيث أَنّ “هيئة الاعتماد تشترط عددا معينا من الطلاب وهو 25 طالبا في القاعة الواحدة، لكن بعض القاعات يصل عدد الطلاب فيها إلى 130 طالبا خاصة في مساقات المدخل إلى الرياضيات أو الفيزياء”.
وحذّر خزاعي من أنّ هذه الزيادة ستؤدي إلى نتيجتين، الأولى “زيادة العنف الجامعي بسبب الاحتكاكات الطلابية، أما الثانية، فهي الصدمة النفسية الكبيرة للطلاب بسبب تحصيلهم الجامعي والذي لا يتوافق مع تحصيلهم في امتحان الثانوية العامة، لأنّ نتائج امتحان الثانوية العامة الأخيرة لا تعكس واقعية مستوى الطالب.(الغد)