Site icon صحيفة الأمم اليومية الشاملة

ضحى تسرد قصتها مع السرطان : الكيماوي نيران مشتعلة بجسدي..واصابتي بالمرض سلحتني بالقوة

كتبت :سهير دراغمة

عندما لاحظت ضحى (أم خالد) وجودكتلة صغيرة  في ثديها الأيمن،  لم تخبر أحدا والتزمت الصمت ولم تلقِ لها بالاً، لأنها لم  تشعر بألم ..

مع تزايد الأعراض التي بدت ملامسها واضحة عليها، متل ضمور حلمة الثدي وتغيير لونها  للزرقة ،  شعرت بالقلق ،وبدأت تتابع حملات التوعية لسرطان الثدي والتي شاهدتها في جميع وسائل الإعلام مما ساهمت في تشجيعها على إجراء الفحص ،

تقول (أم خالد )التي جاءت إلى الأردن من لبنان وهي بعمر (16 )عاما لتتزوج من علي الذي كان يكبرها بتسع سنوات ،”بعد ملاحظة الأعراض أحسست بشيء ما ، فتوجهت إلى المستشفى 

لإجراء الفحوصات اللازمة ، وعند مراجعة الطبيب المختص لعلاج الأورام  وتصوير الثدي،  أقر بوجود كتلة تحتاج إلى علاج ،وتم أخذ خزعة لي من الثدي “

.

كان القرار الاصعب لها،كما تسرد ،”في شهر شباط من هذا العام ، بأخذ جرعات (الكيماوي )والذي يتبادر لأذهاننا عند سماعه الحروب والحروق ونيران مشتعلة ، نعم شعرت أن هناك رائحة احتراق بالجسد.. ولكن بقوة الايمان والصب والتسلح بالعزيمة والايمان بالله عز وجل تحملت كل الآلام” .   

“ضحى ” التي ولدت في  بيروت عام (1955) ،التقت بابن عمها علي ، الذي  ذهب إلى لبنان لزيارة عائلتها،وبعد قصة حب رائعة جمعت بينهما  ، تزوجته وحضرت إلى  الأردن لتعيش مع زوجها في منطقة الأزرق الشمالي ، حيث كان يعمل هناك . وبعد عام من زواجهما سميت ضحى “أم خالد”  عندما أنجبت ابنها البكر( خالد )،وعاشت حياة  ملؤها السعادة والحب والتفاهم  مع زوجها، الذي

كان لها الأب والأخ والزوج والصديق والحبيب وعوضها عن غياب الأهل .

مع  مرور سنوات العمر تعلمت(  أم خالد) من سيدات المنطقة عمل  خبز الشراك  بطحين القمح والمقدوس والكبة المحشية حيث تجتمع  سيدات الحي  ويتعاون في صنعها  بكميات كبيرة للمونة و الأعراس ،وسط تبادل الأهازيج والأحاديث اليومية.

مضت الأيام والسنين وأصبحت أم خالد أماً  لثلاثة أبناء وابنتين كانوا لها السند والأمل في الحياة ،  تعبت وسهرت الليالي للاعتناء  بهم .

ايقنت (أم خالد) بعد أن علمت باصابتها بالسرطان أنها لو قامت بإجراء الفحص المبكر عند  ظهور الأعراض قبل سنوات، لما وصلت إلى مرحلة العلاج الكيماوي .

تتذكر (أم خالد) ..أن أسوأ ما شعرت به احساسها بتعب وإرهاق  كبير و تغيير في الجسم ،و وجود فطريات بالحلق منعتها تأكل كما  كانت في السابق ،” أخدت جرعات الكيماوي وتحملتهم بقوة والحمد لله”،

كما تقول .  

وتوقع الأطباء أن الورم  متمركز في الثدي منذ 5 سنوات على الأقل ،  لم يكن العلاج الكيماوي كافيا  ، وكانت الصدمة الكبرى ، عندما قرر الأطباء بضرورة  استئصال الثدي .

 واجهت  أم خالد المرض بعزم وشجاعة وإرادة قوية وعاشت تجربة صعبة ، إذ تقول :” لولا وجود زوجي بجانبي في كل لحظة لما استطعت، أن أكون قويةوأتحمل مراحل العلاج القاسية “.ولكن قدرة الله فوق كل شيء. 

وتتابع …” سرطان الثدي مرض كغيره من الأمراض يمكن مواجهته  بالتحدي والاصرار  والأمل بالشفاء” .

يقول الدكتور صالح الحوراني مستشار جراحة عامة ورئيس اختصاص جراحة الثدي والغدد الصماء :” إن الفحص المبكر للسرطان يسهم بنسبة شفاء تام 99%  ،لذلك فإن الاكتشاف المبكر وسيلة للنجاة من هذا المرض” .

يشير الدكتور الحوراني،إلى ان  هناك سيدة واحدة  من بين ( 8 )سيدات مصابةبسرطان الثدي ، داعيا الى اجراء الفحص المبكر بدون استدعاء طبي

لأن الاكتشاف المبكر للسرطان يكون بإزالة الجزء المصاب فقط، ويبقى الثدي كما هو، أما في المراحل المتقدمة يتم استئصال الثدي كاملاً. 

يبين د . الحوراني ،أعراض المرض مثل،وجود كتلة في الصدر، إفرازات الحلمة ،شد الجلد، انقلاب الحلمة وضمورها ، فعند وجود هذه الأعراض  يجب مراجعةالطبيب فوراً.

ويوضح بأن الكيماوي يعالج الخلايا السرطانية المنتشرة في الدورة الدموية ويتم اخذ الكيماوي إذا كانت المرحلة متقدمةوليست مبكرة،مؤكدا ان هناك شفاء تام بعد اخذ الكيماوي  لبعض الحالات،إذ لا يعطى الكيماوي إلا إذا تجاوز الورم “5”ملم أينصف سم إجباري. 

وأشار الحوراني ، انه بعد الكيماوي يتم الاستئصال . عندمانعطي الكيماوي قبل الاستئصال يكون هناك استدعائاتخاصة جعلتنا نعطي الكيماوي قبل الجراحة، بالنسبة للجراحةبعض السيدات يكون لديها استجابة بيولوجية ولا تكوناستجابة هرمونية هذه الحالة الأفضل كيماوي ثم الجراحة ( الاستئصال) . 

وأن الاستئصال والكيماوي يعتمد حسب الورم والمرحلة التي تماكتشاف المرض بها ،فعند اكتشافه مبكر وهو  كتلة صغيره تقل نسبة الخطورة ، لكن الخطورة  تكمن في الاكتشافالمتأخر.  

وينصح الدكتور بان يكون الفحص  سنوياً بعد سن الأربعينعلى جهاز” الماموغرام” ولا داعي للقلق لان هناك خصوصيةبالنسبة للسيدات في فحصهن . 

ويرى أن العنصر النسائي هو الأهم  في البيت والأسرة ،فالمرأة  هي الأم والزوجة  والأخت والابنة  والصديقة والرفيقة والمسؤولة عن العائلة وخسارتها أكبر خسارة في العالم ، وفقدانها  يلحق به  سلبيات كبيرة على المجتمع  .

.

وفيما يعتبر سرطان الثدي  الأكثر انتشاراً بين النساء إلا أن هناك العديد من التطورات الطبية في هذا المجال والاكتشافات التي تسمح بزيادة عدد الناجيات من المرض،

تحدثت أم خالد عن تجربتها و قصتها مع  مرض السرطان وعن أولادها الذين كانوا  الداعم الأكبر لها ، وتوجه نصيحة  لجميع السيدات ب

إجراء الفحص اللازم لسرطان الثدي وحتى لوتبين وجود المرض فهو يحتاج إلى الأمل  والتحدي والإصرار والتعايش معه وإرادة الله فوق كل شي.

تعيش أم خالد الآن حياة مستقرة وسط عائلتها التي كان لها الأثر الأكبر ودعمها في تجربتها الصعبة.  

ليس سهلاً على أي امرأة أن تتقبل إصابتها بسرطان الثدي، فإلى جانب المخاوف التي تتكون لديها حول المض وخطورته واحتمال تطوره، تتأثر أنوثتها به. 

هواجس كثيرة تتملك المرأة مع إصابتها بسرطان الثدي فيقلب عالمها رأساً على عقب وغالباً ما تعتبر هذه المرحلة التي تمر فيها مرحلة انتقالية تبدل حياتهاوشخصيتها ككل، ولكن يبقى هناك الأمل والايمان بالله موجود  ،وما عليها سوى ان ترسخ مفاهيم الشعار…” افحصي وستكونين الأقوى” …

Share and Enjoy !

Shares
Exit mobile version