أكد وزير الداخلية، مازن الفرايه، اليوم الثلاثاء، أن التدريب والتشغيل على رأس أولويات الحكومة، وهي تعمل مع شركائها المحليين والخارجيين على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار؛ لتوليد المزيد من فرص العمل للأردنيين.
وأضاف الفرايه، خلال افتتاحه بمدينة الحسن الرياضية بإربد فعاليات اليوم الوظيفي الرابع الذي نظمته غرفة صناعة إربد وجمعية المستثمرين بمدينة الحسن الصناعية، أن المعرض الذي سيوفر حوالي ألف فرصة عمل، يمثل ترجمة حقيقية للشراكة بين القطاعين والخاص لتحويل هذه الأولوية إلى واقع عملي ملموس على أرض الواقع.
وأكد الفرايه أن جدية القطاعين العام والخاص بتوفير فرص عمل حقيقية ومطلوبة تحتاج إلى جدية مماثلة من قبل الباحثين عن العمل، داعيا إلى اغتنام أية فرص عمل باعتبارها تشكل مدخلا لتطور العمالة والارتقاء بها، قياسا على ما يقدمه العامل من التزام وإتقان يتدرج من خلالهما في صفوف الهيكل الوظيفي، وأن لا يبقى منتظرا لفرصة عمل تأتي على “طبق من ذهب كما يشتهي”.
كما دعا إلى عدم البقاء بانتظار الوظيفية العامة، بل اغتنام الفرصة في أي موقع بالقطاع الخاص حتى يتحول الشاب إلى إنسان منتج يغطي احتياجاته ولا يبقى عائلا على أسرته.
وأكد الفرايه أن مشروع قانون تحسين البيئة الاستثمارية الذي دفعت به الحكومة إلى مجلس النواب، يعالج العديد من القضايا التي تعيق الاستثمار وتمنحه مزيدا من المزايا التشجيعية بما ينعكس على قدرته في النمو وتوفير المزيد من فرص العمل والتشغيل.
وثمن الفرايه الجهود الكبيرة التي تقوم بها غرفة صناعة إربد وجمعية المستثمرين والبلديات وجميع الجهات والشركات الصناعية لتوفير فرص عمل حقيقية وجادة تلامس الواقع، لافتا إلى أن تقدم آلاف من الشباب والشابات للاستفادة من فرص العمل التي يوفرها اليوم الوظيفي تدلل على جديّة ورغبة شبابنا بالحصول على عمل تكفي لتغطية احتياجاتهم على أقل تقدير.
وطالب وزير الداخلية أرباب العمل المشاركين في اليوم الوظيفي بسرعة الاستجابة في تعبئة الشواغر المتاحة لديهم حتى لا يبقى الشباب رهن الانتظار والقلق.
وأشار الفرايه إلى أن البرنامج الوطني للتشغيل، الذي خصصت له الحكومة 80 مليون دينار لتوفير 6 آلاف فرصة عمل واستهدف 80 منشأة، لم يستغل منها سوى 3 آلاف فرصة لغاية الآن.
وأكد استعداد وزارة الداخلية للاستجابة لأية متطلبات ضمن اختصاصها، تساهم بإيجاد حلول لأي معيقات تواجه القطاع الصناعي والاستثماري.
بدوره، قال رئيس غرفة صناعة إربد، هاني أبو حسان، إن اليوم الوظيفي، هو حلقة من سلسلة أنشطة وفعاليات متعددة خاصة بالتشغيل في القطاع الصناعي، تنظمها الغرفة منذ تأسيس وحدة دعم التشغيل فيها عام 2015.
وأشار إلى أن اليوم ترجمة واقعية لأبهى صور التعاون والشراكة، لا سيما أنه جمع مؤسسات عامة وأهلية ومجتمع محلي، بالإضافة إلى أصحاب المصانع الشركاء الحقيقيين، لتوفير فرص عمل للشباب.
ونوه إلى أن غرفة صناعة إربد تسعى دائما إلى تقديم خدمات مميزة يحتاجها القطاع الصناعي والمجتمع المحلي، وفي مقدمتها توفير خدمات تشغيل عالية الجودة لكل من أصحاب العمل والباحثين عن عمل، تماشيا مع رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة توفير فرص عمل في القطاع الخاص للحدّ من تحديات الفقر والبطالة.
وبين أبو حسان أن وحدة دعم التشغيل في الغرفة، منذ تأسيسها، وفرت نحو 6 آلاف فرصة عمل لائقة، مشيرا إلى أن العمل جار بهمة ونشاط في المستقبل لتحقيق المزيد من الخدمات والإنجازات.
وأكد أبو حسان أن ارتفاع نسبة البطالة لا يعني عدم توفر فرص عمل، مبينا أن المطلوب من الشباب القبول بالوظائف المتاحة ومحاولة تطوير مهاراتهم وخبراتهم.
وثمن جهود وزارة الداخلية والوزارات ذات الصلة بالصناعة والعمل لتحسين بيئة الاستثمار، ومشروع التجارة من أجل التشغيل الممول من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، لإنجاح جهود وأهداف الغرفة في تطوير القطاع الصناعي وتوليد المزيد من فرص العمل.
بدوره، قال ممثل برنامج التجارة من أجل التشغيل في الأردن، شريف يونس، أن البرنامج حقق نجاحات كبيرة من خلال العمل مع مجموع الشركاء في القطاعين والخاص، مبينا أنه يرمي إلى دعم وتنمية التجارة في الأردن والعمل على بناء قدرات الجهات الوطنية وتحسين خدمات التشغيل بما يوفر المزيد من فرص العمل اللائقة.
وأشار إلى أن هذا التعاون يأتي انعكاسا للشراكة الاستراتيجية بين الأردن وألمانيا وترجمة لأواصر التعاون بين البلدين الصديقين، اتساقا مع رؤية التحديث الاقتصادي كما يأتي حرصا على التعاون مع وزارة العمل كمظلة وطنية تعنى بتنظيم سوق العمل وضمان بيئته وفق المعايير الدولية.
وأضاف أن التعاون مع غرفة صناعة إربد للعامين الحالي والمقبل، يأتي استمرارا لدعم المؤسسات المحلية التي تقدم خدمات التدريب والتشغيل النوعية، ما يدعم تنافسية القطاع الصناعي وقدرته على النمو والتطور.
من جهته، أكد رئيس بلدية إربد الكبرى، الدكتور نبيل الكوفحي، استعداد البلدية لتقديم جميع أشكال التسهيلات لأي مشروع استثماري، يوفر فرص عمل للأردنيين، مؤكدا أهمية استدامة الشراكة بين جميع المؤسسات الرسمية والأهلية لرفد تكاملية الجهود الرامية لتعزيز منظومة الأمن الاقتصادي والاجتماعي من خلال توفير أكبر قدر ممكن من فرص العمل.
وأكد أن المسار التنموي الذي تسير به البلدية المرتكز على الاستثمار والتحول الرقمي وتفعيل وحدة تمكين المرأة والشباب وتشكيل مجلس أعلى للاستثمار، تصب جميعها من أجل إيجاد تنمية مستدامة تعنى باستيعاب المزيد من التطور والنمو كحاضنة للقوى العاملة.
من ناحيته، ثمن رئيس جمعية المستثمرين بمدينة الحسن الصناعية، عماد النداف، جهود واستجابة وزارة الداخلية في حل العديد من القضايا للمستثمرين في مدينة الحسن والمناطق الصناعية المؤهلة، مؤكدا أن العبرة بمشروع قانون تحسين البيئة الاستثمارية يبقى نجاحه مرهونا بالممارسة.
ودعا الشباب إلى عدم الاستهانة بأية فرصة عمل مهما كانت برأيهم متواضعة، لأنها تفتح آفاقا أوسع للعامل لتطوير مهاراته ليتحول من طالب للعمل إلى مطلوب للعمل.
وشهد اليوم الوظيفي إقبالا لافتا من قبل الباحثين عن عمل وصل عددهم إلى أكثر من 5 آلاف شخص. وحضر فعالياته محافظ إربد رضوان العتوم، ومساعده للتنمية رامي بدر، وأعضاء غرفة الصناعة، والمستثمرون في القطاع الصناعي، وعدد من المسؤولين.