13.1 C
عمّان
الثلاثاء, 24 ديسمبر 2024, 20:03
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الكوليسترول: متى نهتم بفحص معدلاته في أجسامنا؟

نصح باحثون بضرورة قياس مستوى الكوليسترول في الدم عند بلوغنا منتصف العشرينيات حتى يسهل التنبؤ بأمراض القلب الخطيرة.

وبحسب دراسة حديثة، فإن البيانات المتعلقة بمستوى الكوليسترول في الدم قد تكون مفيدة في تقدير احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية طوال الحياة.

وتعد الدراسة، التي نشرت في دورية لانسيت الطبية، هي الأكثر شمولية حتى الآن، إذ درست المخاطر الصحية طوال الحياة بسبب وجود الكوليسترول “الضار” على مدار عقود.

ويضيف الباحثون أن من يكتشف ارتفاع نسبة الكوليسترول مبكرا يمكنه اتخاذ إجراءات لتخفيض نسبته في الدم من خلال نظام حمية غذائي أو تناول أدوية، وهو أمر أفضل من التأخير في التعامل معه.

ما هو الكوليسترول؟

الكوليسترول هو مواد دهنية موجودة في بعض الأطعمة، وينتجها الكبد أيضا.

ويحتاج الإنسان إلى الكوليسترول لإنتاج هرمونات مثل الاستروجين والتستوستيرون، وكذلك فيتامين (د).

والكوليسترول نوعان:

بروتين دهني عالي الكثافة (HDL) وهو “جيد” لأنه يساعد الجسم على البقاء بصحة جيدة.

بروتين دهني منخفض الكثافة (LDL)وهو “سيئ” لأنه يمكن أن يسد الشرايين ويعوق الدورة الدموية.

ما الذي توصل إليه الباحثون؟

عمل الباحثون على تحليل بيانات حوالي 400 ألف شخص من 19 دولة، وتوصلوا إلى وجود رابط قوي بين مستويات الكوليسترول السيء وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بداية من سن البلوغ المبكر وعلى مدار 40 عاما تالية أو يزيد.

كما تمكنوا من تقدير احتمال حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما، وفقا للجنس (ذكر /أنثى) ومستوى الكوليسترول السيء وعوامل العمر والمخاطر الأخرى مثل التدخين والسكري والطول والوزن وضغط الدم.

وقال البروفيسور ستيفان بلانكنبرغ، الذي شارك في الإشراف على الدراسة وهو من مركز القلب الجامعي في هامبورغ: “نسبة المخاطرة المستخدمة حاليا لتحديد ما إذا كان ينبغي أن يحصل الفرد على علاج يخفض نسبة الدهون، يمكنها فقط تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدار 10 أعوام. ولذلك فهي قد تقلل من حجم المخاطر التي تهدد الإنسان على المدى الطويل، وخاصة في الشباب “.

ويتناول ما يصل إلى ثمانية ملايين شخص في بريطانيا عقاقير الاستاتين، التي تخفض مستويات الكوليسترول السيء في الدم.

وتشير التقديرات إلى أن شخصا واحدا من بين كل 50 شخصا يتناول الدواء لمدة خمس سنوات، يمكنه تجنب الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية نتيجة لذلك.

ويمكن لنمط حياة نشط (رياضي) واتباع نظام غذائي صحي أن يقلل من الكوليسترول.

هل ينصح بتناول عقاقير ستاتين في الثلاثينيات من العمر؟

ليس بالضرورة تناول هذه العقاقير. ولم ينصح الباحثون أي شخص بالغ لديه مستويات عالية من الكوليسترول في الدم بتناول تلك الأدوية.

وقال البروفيسور بلانكنبرغ لبي بي سي نيوز: “أوصي بشدة أن يعرف الشباب مستويات الكوليسترول في الدم واتخاذ قرار مستنير بشأن النتيجة، وقد يشمل ذلك تناول عقار ستاتين”.

لكنه أضاف أن هناك خطرا من أن يعتمد الناس على عقاقير الستاتين بدلا من أن يعيشوا نمطا صحيا في الحياة، مشيرا إلى أنه لم يتم إجراء دراسات حول الآثار الجانبية المحتملة لتناولها على مدار عقود.

وقال المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية البروفيسور سير نيلش ساماني: “هذه الدراسة الكبيرة تؤكد مرة أخرى على دور الكوليسترول كعامل خطر رئيسي قد يتسبب في نوبات قلبية أو سكتة دماغية”.

وأضاف: “يُظهر أيضا أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن اتخاذ تدابير في مرحلة مبكرة لتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، عن طريق تناول عقاقير مثلا، قد يكون مفيد جدا في تقليل مخاطر الإصابة بمرض من هذه الأمراض على المدى الطويل”.

Share and Enjoy !

Shares