11.1 C
عمّان
الأحد, 24 نوفمبر 2024, 18:49
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

عندما عملت الولايات المتحدة وقاسم سليماني معا

اعده للنشر : حازم الخالدي

يفصل التقرير الاخباري الذي كتبه ايرون بلاك في صحيفة الواشنطن بوست ،ابرز المحطات التي جمعت الولايات المتحدة الاميركية بقاسم سليماني .

ويشير المقال الذي جاء تحت عنوان ” عندما عملت الولايات المتحدة وقاسم سليماني معا”،الى ان العلاقة كانت معقدة بينهما  مثلها مثل العديد من الاشخاص في الشرق الأوسط ، التي تربطهم علاقة مع الولايات المتحدة ،فلم يكن سليماني دائمًا في الجانب الآخر، “أنهم عملوا معا”.

عندما كتب ديكستر فيلكينس من مجلة نيويوركر في العام 2013 ،اعطى مؤشرات عن العلاقة التي سوف تكون بين اميركا وايران ،بقوله” كان هناك وقت يبدو أن هناك أملاً لشيء يرقى إلى مستوى التحالف بين الولايات المتحدة وإيران في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ،حيث سافر ريان كروكر ، وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ، إلى جنيف للقاء مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين…

عندما غادر كروكر لم يكن أحد في مكتبه يعلم اين يتجه ،قال لهم :”سأغادر يوم الجمعة ثم أعود يوم الأحد ” ،فقد كانت الامور تتجه الى الفوضى بعد هجمات 11 سبتمبر ،وبقينا مستيقظين طوال الليل في تلك الاجتماعات”.

لقد بدا واضحا لكروكر أن الإيرانيين كانوا  متحمسين لمساعدة الولايات المتحدة الاميركية لتدمير عدوهم المتبادل حركة طالبان ، على الرغم من أن الولايات المتحدة وإيران قطعتا العلاقات الدبلوماسية في عام 1980 ، بعد أن تم احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين في طهران كرهائن،وتم اختيار قاسم سليماني الذي كانت تدعيه اميركا بـ “حاجي قاسم” ،ولم يفاجأ كروكر عندما اكتشف أن سليماني انسان مرن،فهو المسؤول عن فيلق القدس في الحرس الثوري ويقود حروب ايران الخارجية.

وأرسل سليماني رسائل إلى كروكر ، لكنه تجنب وضع أي شيء في الكتابة، إذ يصف  كروكر طريقة حاجي قاسم بالكتابة بانها ذكية جدًا لذلك،لم يترك مسارات الورق للاميركيين، لكنه شارك الاميركيين في المعلومات ، بما في ذلك الحصول على خريطة توضح مواقع طالبان،كما اعطت ايران موقعا للقاعدة .

وقال كروكر إن المفاوض الذي كان يعمل معه أخبره أن “الحاج قاسم سعيد للغاية بتعاوننا”.

على الرغم من هذا التعاون ، سرعان ما تغيرت الامور عندما وضع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش في خطابه بيناير 2002 ،ايران مع العراق وكوريا الشمالية ضمن قائمة”محور الشر”.

وقال كرور ان الخطاب اضر بنا ، وكان سليماني في حالة من الغضب الشديد،ويفكر في إعادة تقييم كاملة للعلاقة مع الولايات المتحدة ، قائلاً: “ربما حان الوقت لإعادة التفكير في علاقتنا مع الأميركيين”.

وقال كروك كنا قريبين جدا من التقارب مع ايران ،لكن “كلمة واحدة في خطاب واحد غيرت التاريخ.”

في النهاية ، عندما خاضت الولايات المتحدة الحرب في العراق في عام 2003 ، تحولت العلاقة إلى خصومة أكثر.

وأصبح الجنرال سليماني عدوًا بعد أن غزت الولايات المتحدة العراق ، ورفضت عرضًا إيرانيًا لإجراء مفاوضات واسعة النطاق بعد أن منحت الحماية لمجاهدين خلق الايرانية، التي تعتبر حركة معارضة لإيران،حظيت برعاية من الرئيس العراقي صدام حسين. بطبيعة الحال ، بعد الإطاحة بالرئيس العراقي ، فتحت الولايات المتحدة العراق للاختراق العميق من قبل العراقيين الذين لجأوا إلى إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و 1988 ،وأصبحت إيران اللاعب المحوري في بغداد ، مستفيدة من الانتخابات الحرة ، التي وصلت فيها حكومات متعاطفة مع طهران.

يقول كروكر كان هناك اتصال مع سليماني بشكل غير مباشر – في أبريل 2008 ، عندما شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هجومًا في مجموعات في جنوب البلاد ، وقد  كان الأمر مخيفًا للغاية لبضعة أيام ، لكن الملكي سيطر على الامور ،وطلب الايرانيون مقابلة مع الرئيس العراقي انذاك جلال طالباني ونائب الرئيس عادل عبد المهدي ،كما طلبوا تناول العشاء مع الجنرال ديفيد بترايوس وكان مديرا لسي اي ايه وقالوا: سليماني لديه رسالة لك. نسعى لتحقيق نفس الأهداف ، حكومة عراقية قوية ومستقرة.

 تقريبا ، كان سليماني يتواصل مع قادة الولايات المتحدة برسائل متنوعة ، بما في ذلك رسالة نصية لبترايوس ،في أوائل عام 2008 ، عندما سلم الرئيس العراقي جلال طالباني هاتفًا خلويًا برسالة نصية إلى الجنرال ديفيد بترايوس ، الذي تولى منصب قائد القوات الأمريكية ..جاء في النص “عزيزي الجنرال بترايوس” ، يجب أن تعلم أني ، قاسم سليماني ، أتحكم في سياسة إيران فيما يتعلق بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان. وبعد مقتل الجنود الأمريكيين الخمسة في كربلاء  في نفس العام، أرسل سليماني رسالة إلى السفير الأمريكي ،قال فيها “أقسم على قبر الخميني أنني لم أصرح برصاصة ضد الولايات المتحدة”. لم يصدقه أي من الأمريكيين.

وأضاف فيلكينز أنه بينما وصف بترايوس سليماني بأنه “شرير حقًا” ، “كان الرجلان في بعض الأحيان يتفاوضان”،وأظهرت البرقيات الدبلوماسية التي تسربت من ويكيليكس أن بترايوس يتواصل عبر سليماني مع القادة العراقيين،إذ أنه في مرحلة ما ، ساعد في تأمين وقف لإطلاق النار بين قوات رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة.

وتزامنت المصالح بين الولايات المتحدة الاميركية ويران ممثلة بسليماني إلى حد ما مع صعود الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ، والمعروفة باسم “داعش” ، والتي كانت بمثابة عدو مشترك لإيران والولايات المتحدة،وكانت هناك جماعات مدعومة من إيران بقيادة قاسم سليماني تحارب “داعش ” وعملت على إعادة الوضع الامني  إلى العراق ، لأن الجماعة الإسلامية السنية المتطرفة قد شكلت تهديداً محتملاً لإيران الشيعية، ولأن إيران سعت إلى الحفاظ على النفوذ على مستقبل العراق.

لكن عبر الحدود كانت ايران تأخذ سطوتها في المنطقة بعد تحالف إيران وسليماني مع الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في ذلك البلد،وتحت جناح الولايات المتحدة الاميركية.

ازداد الخلاف بين إيران والولايات المتحدة بعد انسحاب إدارة ترامب من الصفقة النووية الإيرانية لعام 2015 وما صاحبها من عقوبات.

بعد مقتل سليماني ، هل  انتهي شهر العسل بين اميركا وايران ، إذ قال وزير الخارجية مايك بومبيو عن سليماني إنه يتصدر المؤامرات “الوشيكة” لمهاجمة الأميركيين والمصالح الأمريكية في المنطقة.

Share and Enjoy !

Shares