ذكر المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن هناك إجماع لدى المئات من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك ومجلس الأمن القومي، الذين يعملون منذ نصف عام في قضية الرهائن الإسرائيليين، على أن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، “يريد اتفاقا” لتبادل الأسرى.
وأضاف أن السنوار يريد الاتفاق بشروطه، وهو “لم يغير شروطه منذ شهور ومقترح حماس الأخير الذي قُدم إلى الاحتلال كان ضمن الشروط نفسها، والسنوار لم يشدد مطالبه، وإنما يتمسك بها. وهذه شروط يصعب استيعابها، لكن حاليا لا توجد حقائق أخرى متوفرة”.
وأشار برنياع، وهو أحد أبرز المحللين الإسرائيليين وأوسعهم اطلاعا، إلى أنه يصعب فهم منطق الحملة الإسرائيلية في هذه الأيام تحت عنوان “حماس لا تريد صفقة”.
وأضاف أنه “يبدو كأن الموساد ورئيسه، دافيد برنياع، يقفون خلف هذه الحملة. لكن في أيامنا لا يمكن استبعاد أن هذا سوء فهم، إخراج الأمور عن سياقها، بالخطأ. فحقيقة هي أن برنياع لم يعلن حتى الآن عن استقالته من رئاسة طاقم المفاوضات.
فما جدوى إهدار وقت ثمين لرئيس الموساد ورئيس الشاباك ولواء في الاحتياط (فريق المفاوضات) ومئات العاملين، إذا كان الجانب الثاني لا يريد صفقة”.
وحسب برنياع، أهدرت إسرائيل مرتين فرصة لجعل حماس تلين مواقفها. المرة الأولى كانت خلال العمل على الصفقة الأولى، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. في حينه تم تنفيذ تبادل أسرى. “وكان السنوار بحاجة ماسة للوقود والدواء والغذاء. ووافق على تحرير مخطوفين (إضافة للرهائن الذين تم الإفراد عنهم).
وعندما رأى أنه ينقصه مخطوفين كي يستوفي شروط الصفقة وطلب تغييرها، فرض الجانب الإسرائيلي فيتو. وهذا كان خطأ مأساويا. وأولئك الذي اتخذوا القرار في جانبنا لم يعتقدوا أنهم يحكمون على الباقين والباقيات نصف عام من الجحيم، وربما الموت”.
وأضاف أن “الفرصة الثانية كانت في الشهر الماضي، في ذروة السيطرة الإسرائيلي في خانيونس. وأمسكت إسرائيل بيدها ورقة مساومة هامة. وكانت حماس مستعدة للتراجع عن شرطها بانسحاب إسرائيلي فوري من القطاع كله، لكنها أصرت على إلقاء تقسيم القطاع وعودة السكان إلى الشمال.
وفرض الجيش الإسرائيلي فيتو. ونتنياهو تمسك بهذا الفيتو، وتبدد الاحتمال. والجيش الإسرائيلي مستعد الآن للتنازل عن التقسيم والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال، لكن السنوار عاد إلى أجندته الأصلية”.