كامل النصيرات
تعال .. اقترب ..لا تخف..سأكون حنوناً معك ..أعدك بذلك ..لن أكون مثل بقيّة العرب حين تؤول الأمور إليهم ..وإذا أردتَ أن أحلف لك و أقسم بأي شيء عزيز فأنا جاهز ..بل اختر أنت اليمين الذي يعجبك و أنا على استعداد لتلاوته من ورائك ..و كما يقولون : اليمين اللي مش عاجبك خذْ غيره ..
مُدّ يدك اليسرى لي ..اعطني باطن كفّك ..أريد أن أقرأ حظّك فقط ..أريد أن أرى كل هذه الخطوط تؤدي إلى أين ..؟ و هل ستصبح شيئاً كبيراً في وطني أم ستبقى (حراثاً ابن حراث) ..؟!
في كفّك خطٌّ يشبه طريق ( الموجب) ..من أين أتى ..؟ يا لحظّك يا فتى ..طريق الموجب .. ( ستتكرفت ) أو ستتهوّر ..ليس بسببك ..بل الطريق (تكرفتك ) ..! لحظة ..لحظة ..هناك خطّ آخر في آخر طريق (الموجب) ؛ خط واسع قليلا وليس متعرجاً ..عظيم ..ستصل برّ الأمان بعد لهاث و كركبة..!
لحظة ..لا تنبسط ..هناك شحطة في كفّك..ليست مرتبطة بأية عروق أو خطوط أو منحنيات ..يبدو أنها ( حالة قائمة بذاتها ) ..لم تمر عليّ قبل الآن ..أصبحتُ أخاف عليك ..آآآآه ..عرفتها ..الشحطة ..انها الشهادة .. ليست الشهادة في سبيل الله ..انها كرتونة يعطونك إيّاها كي تبروزها و تعلّقها على الحيط ..انجاز عظيم ..ستضعها في صدر البيت ..سينظر إليها كل الناس الداخلين لبيوتك ..أتعلم لماذا قلت (بيوتك) و لم أقل ( بيتك) ..لأنّك ستتجرجر من بيت لبيت ..وسيكون صراعك الدائم مع المؤجّرين ..بالتأكيد أنك سمعتَ عن ( العرب الرُّحّل) ..أنت ستعيد ذلك التاريخ ولكن من حارة لحارة و ليس من بلاد إلى بلاد ..
اسمع ..كفّك تزعجني ..لا يوجد بها خطّ يبشّر بخير ..إلا خطّ السرفيس الذي من الممكن أن تتحوّل فيه من راكب (ممرمط ) إلى أن تصبح فيه ( شوفير قد الدنيا) ..برضو حلو ..ليش لأ ..؟! والدنيا خطوط مش حظوظ ..هاهاهاهاهاها.